أعرب أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 إبريل، في مقال نشرته صحيفة "الواشنطن بوست" – الأمريكية – جاء بعنوان "صفحة خوف جديدة يفتحها الجيش"، عن مخاوفه من تدخل الجيش في المشهد السياسي المصري، ورفض سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام بذريعة الحرب على الإرهاب، وإقصاء أي فصيل سياسي، أو اعتقال أعضائه، وكان هاجسه الأكبر طوال المقال أن يُتهم أي معارض للنظام الجديد "بالإرهاب"، كما أدان خطاب الكراهية المتبادل ما بين مؤيدي ومعارضي الإخوان. وهذا نص المقال: "لقد شاركت في حملة تمرد، واستطاعت حركة 6 إبريل التي أنتمي إليها جمع أكثر من 2 مليون توقيع لإسقاط الشرعية عن الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؛ وذلك لأنه وحكومته قد فشلوا في خدمة الشعب، لقد منحناهم ثقتنا ودعمنا، وكل ما حصلنا عليه في المقابل هو الانقلاب على أهداف الثورة وإعادة إنتاج سياسات مبارك من جديد. لقد ارتكب مرسي وجماعة "الإخوان المسلمين"، حينما كانوا في السلطة أخطاء لا تعد ولا تحصي كانت كفيلة لإثارة غضب الشارع المصري وشجعت الناس على التحرك لإسقاطهم، ولهذا السبب، فمن الصعب التعاطف معهم الآن - خاصة - لأنهم حرضوا على العنف، وأبدوا عنادًا مستميتًا، وحتى اليوم، وبينما نحن نسعى لإيجاد حلول معتدلة وإجراء مشاركة مع الإخوان، لا نجد استعدادًا من جانبهم، إنَّهم يصرون على عودة مرسي إلى منصبه قبل الدخول في أي مفاوضات؛ على الرغم من حقيقة أن قلة ممن لا ينتمون للجماعة هم مَن سيوافقون على ذلك الشرط تحت أي ظرف من الظروف. وعلى الرغم من ذلك، هناك عدة أسباب تثير القلق البالغ تجاه تصرفات الجيش المصري، إنَّ دعمنا لخارطة الطريق الانتقالية؛ لإجراء انتخابات جديدة كان يرتكز على تعهد الجيش بأنه لن يتدخل في الحياة السياسية في مصر، لكن توسع دور الجيش في العملية السياسية الذي بتنا نشهده بالفعل يبعث على القلق. كذلك يقلقني بشدة تصعيد الخطاب المليء بالكراهية في وسائل الإعلام من قبل الليبراليين ضد مؤيدي مرسي، ومن قبل مؤيدي مرسي ضد الليبراليين، فالخطاب الذي يشجع على إبادة فصيل سياسي كامل، أو يدعو إلى اعتقال أعضائه، بغض النظر عن وجهات نظرهم، غير مقبول على الإطلاق، لقد رفضنا معاملة فلول النظام السابق بهذه الطريقة بعدما تمت الإطاحة بهم من السلطة، فكيف لنا دعم معاملة الإخوان بمثل تلك الطريقة؟. علاوة على ذلك، لا أستطيع القبول، مرة أخرى، بسيطرة الحكومة على وسائل الإعلام بذريعة الحرب على الإرهاب، فبناء على تجاربي السابقة مع الجيش – تم اعتقالي وضربي لنشاطي السياسي في 2008 – لا أستطيع المساعدة على ذلك؛ لأني أخشي اتهامي بالإرهاب إذا ما انتقدت النظام الجديد. ليس بمقدور أحد الدفاع عما ارتكبه مرسي وجماعته من أخطاء، ولكن أليس من حقي أن أتساءل بقلق شديد، عن مقتل أكثر من 100 شخص من مؤيدي مرسي، أصيب الكثير منهم بأعيرة نارية في الرأس والصدر؟. وعلى الرغم من دعمي لموجة 30 يونيه الثورية؛ وبالرغم من حقيقة كونها حركة شعبية قبل أن تكون تدخلاً عسكريًا، إلاَّ أنَّني أرى الآن الكثير مما يُخيفني، إنني أخشى الحياد عن مبادئ ثورة 25 من يناير، واستمرار انتهاك حقوق الإنسان، وتمديد التدابير القمعية باسم الحرب على الإرهاب – خشية أن يوصف أي معارض للسلطات "بالإرهابي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق