لقد سقط المصريون فى بئر ليس له قرار , لا يعلم الله كيف يخرجون منه , هذا البئر الذى سقطت فيه من قبل الكثير من الامم , ولقد دارت تلك الامم فى قاع هذا البئر لسنوات طويله وصلت فى بعض الحالات الى عقود من السنوات , وهذا البئر الكريه هو بئر الكراهيه المجتمعيه , وبعضا من الدول التى سقطت فى هذا البئر الولايات المتحده الامريكيه وكان هذا البئر او الكراهيه هو السبب الرئيسى فى الحرب الامريكيه والتى ظلت رحاها تدور لقرابة خمس سنوات , حيث تعتبر هى الحرب الاهليه الأكثر دموية في التاريخ ، حيث أدت إلى مقتل 620،000 جنديا وعددا كبير غير معروف من الضحايا
المدنيين , وفى مصر بدأ حفر هذا البئر العميق من اليوم الاول لسقوط نظام مبارك وكان المعول الاساسى فى هذه العمليه هو الاعلام الذى ظل يبث الكراهيه بين ابناء الشعب المصرى فى كل ساعه ليل نهار ولم يمضى على بداية العمليه اكثر من سنه ونصف حتى انقسم المصريون الى قسمين كل قسم يسمع شئ مختلفا عن الاخر ويتكون لديه قناعات واعتقادات مختلفه عما يتكون عند الاخر , واضحى كل فريق غير قادر على سماع الاخر او حتى سماع اى رأى يصدح بحق او بباطل , فكل منهم اختار خندقه واحتبى به وانطبق عليهم قول القائل " قد اسمعت لو ناديت حيا...... ولكن لا حياة لمن ينادى " واصبح
الفريقان نهبا متاحا لكل ناعق وانكسرت بوصلة الحق فى اكثريتهم فلا فرق عندهم بين الحق والباطل او بين الحقيقه والكذب او الاشاعه المغرضه او بين المبدأ واللا مبدأ طالما كان الامر فى حق الاخر , على الرغم من وضوح الحق لكل ذى عينين , اما اذا كان الامر يخص الفريق الذى انحاز اليه , فانه يقيم الدنيا ولا يقعدها ويملاء الدنيا صياحا ونباحا , حتى يتعب الصياح والنباح منه , واصبح ليس هناك ثمة كرامه لأحد سواء اكان رئيسا ام غفيرا كبيرا ام صغيرا اوعالم او ناسك او صاحب ضمير واصبحت المواقف تقابل بالاستهانه والاشاعات التى لا يصدقها الا متخلف او مجنون ,
خزعبلات لا يصدقها الا اخرق , ومع ذلك يصدقها عدد كبير ويرددونها على انها حقائق ويتمسكون بها ويدافعون عنها كانهم رؤها وهى تنزل من عند الله تحمل الملائكه اليهم .
اننى لا اعفى احد من الفرقاء من هذا الموقف الذى وضعنا فيه لكن بعض الاخطاء اهون من بعض لكن كلها فى النهايه دفعتنا الى ما نحن فيه , والذى يؤسفنى ان البعض من الفريقين يتهلل لخبر اسالة الدماء ولاحد يتذكر انه بابتهاجه يشارك فى الاثم , وسيسقيه الله من نفس الكأس عاجلا ام اجلا فى الدنيا او فى الاخره , والغريب الذى آلمنى اشد الالم ان رجالا كنت احسبهم على الخير واحسب انهم من يحملون ضمائر حيه اراهم يبتهجون لسماع القتل وآراهم واسمعهم واقرا لهم خطابا تحريضيا على الاقصاء والنفى والسجن بل والقتل للاخر , وكانه قد تخلى عن كل ذرة ضمير وكل مسحة انسانيه
مرت عليه ذات يوما , لقد صدمت في بعض المصريين الذىن كنت اعتقد انهم من اخيار الناس , لقد اختلفت مع بعض الناس من قبل فى قضايا اهون من هذا وحدثت بينى وبينهم قطيعه وظننت وظنوا انها النهايه بيننا , واننى اراجع اليوم مواقفى ومواقفهم واقر بخطئى وخطأهم لاننا اختلفنا على اشياء اذا ما قورنت بما يحدث اليوم من اكثر ممن عرفتهم فاجد تلك الخلافت تتضائل مع ما يرتكبه الرفاق والاصدقاء اليوم من ابتهاج ونشوه بشعه ومجرمه للدماء التى تسيل من المصريين على اختلاف افكارهم وعلى اختلاف الخنادق التى تخندقوا فيها .
لقد رُفعت الانسانيه وعُدمت الضمائر ولم يعد ثم من انسانيه اوضمير فكن عبد الله المقتول ولا تكن القاتل فاذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول فى النار كما قال النبى المعصوم لان كليهما كان حريصا على قتل صاحبه وكن كأبن ادم الصالح والذى مدحه الله فى قرأنه " واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا
أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30)"
فلا تكن من الخاسرين وتوافق على القتل وتوافق على اراقة الدماء ايا كان المقتول فقد برأت يدك من قتله فلا تلوث ضميرك ونيتك بدم المقتول ولذلك قال الله تعالى " أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا "
لقد وصلت الكراهيه الى ذروتها واننى اعتقد ان هذه الكراهيه لم يعرفها شعب فى التاريخ كما هى اليوم فى شعب مصر , واننى اعتقد ان الكل سيذوق الويلات من جرائها ولن ينجو احد , فلا عليك ايها المصرى سوى ان تكون فى جانب الحق , اما كيف تصل الى الحق فهى قضيه اصلها الله من قبل بان لا حد يهدى الى الحق سوى الله , اننى هنا لا اتكلم كيف تهدى الناس ولكن اتكلم كيف تصل الى الهدايه وتكون مع الحق , انك لا تهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء, ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
* خبير بالجامعة العربية
maw01000@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق