لااعرف كيف وصل تفكير البعض الى " تقزيم " مصر بمنع دخول الناشطة السياسية اليمنية توكل كرمان ، بل وصل الامر الى نشر بعض وسائل الاعلام ان منعها خشية اضرارها بالامن القومى المصرى وكأنه زجاجة هشة يمكن ان تسقط وتتكسر ؟ أما الاعجب من هذا وصول الاستعداء الى درجة ادلاء بعض " خوابير " الاعلام او الضيوف المرابطين بقنوات الفلول ، بانها غير مرغوب فيها فى بلدها اليمن ايضا ، وكأنه لا يكفى استعداء السلطات المصرية فيستعدوا سلطات بلادها عليها
ماحدث يذكرنا بعهد " المخلوع " - الذى عاد وبصورة اسوأ - عندما تم منع المطرب مجد القاسم من دخول مصر بسبب انتقاد شقيقه فيصل القاسم للنظام المصرى فى برنامجه بقناة الجزيرة ، ووقتها ايضا وجدنا حملة المباخر من الاعلاميين يمجدون القرار وكأنه انجاز قومى ، تماما كما افسدوا العلاقة بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة
الذين يتحدثون عن منع توكل لم يسألوا انفسهم بأى درجة من الضمير ماذا كان سيحدث لو لم يتم منعها ؟
ان اقصى ما كانت تفعله" توكل " هو التعبير عن تضامنها مع المعتصمين كناشطة سياسية ، وهو تعبير وتضامن حدث من الاف المصريين وكثير منهم لا ينتمون الى جماعة الاخوان ، واقرأوا اسماء عشرات الصحفيين من كل الاطياف السياسية ومنهم اليساريين والليبراليين فى حركة " صحفيون ضد الانقلاب " والتى انتقلت عدواها الى نقابات المحامين والمهندسين والاطباء وغيرهم ، اما عن تسجيلها لانتهاكات حقوق الانسان مع المعتصمين فان منعها أكد على ارتكاب هذه الانتهاكات
ان صورة مصر صاحبة حضارة الاف السنين اصبحت بفعل هؤلاء من حملة المباخر وضيق الافق كأنها ضاقت بما رحبت لاستقبال ناشطة سياسية أو صاحبة رأى مخالف
أما الطريف فأن على راس المنتقدين لجرأة توكل لحضورها مصروغيرها من الاحداث قادة الاعلام فى كل العصور ، مثل المذيعة التى هربت من مصر وقت مبارك لاسباب لا علاقة لها بالبطولة او النضال لتعود بمظهر المحاضرة والناصحة والتى تخشى على البلد
ولم يكن عجيبا ان تجد فى نفس الفلك جنرالات امن الدولة من الصحفيين الذين اصبحوا بقدرة قادر مذيعين ومنهم من يتهته ومنهم ابن السيدة التى اعتدت على نقيب للصحفيين بالسب والضرب
ولم نعرف اين كان هؤلاء وحديثهم عن الامن القومى عندما كان يتردد الاجانب ، ويحرضوا على المظاهرات التخريبية فى موانىء مصر وهو ما يصب لصالح اسرائيل ومن هؤلاء بلال ملكاوى وهو اردنى عمل منسقا لتدرب قيادات النقابات المستقلة وجاء الى مصر لمباشرة الاضرابات والاعتصامات ، حتى انه ظل يتجول فى محافظات مصر كما يتجول فى شوارع عمان ، ولدينا العديد من الصور له مع " الاشاوس " الذين يتحدثون عن الحريات نشرناها ولم يهتز جفن لاحدهم ، و تجدر الاشارة الى ان اسرائيل عضوا فى الاتحاد الدولى للنقل والذى يتعاون مع النقابات المستقلة والذى من رموزه هذا المتضامن
ان مصر استقبلت شاه ايران بل ودفنته فى ترابها رغم خلاف قطاع كبير " وقتذاك " على الشاه ومواقفه ، وكانت مصر اكثر رحابه
ان مصر ليست هى نظام المخلوع الذى منع شقيق مذيع قناة الجزيرة لمجرد انتقاده مصر، وليست نظام السيسى أو " الرئيس اللى قاعد
يومين وماشى " وكما لم تكن مصرتتقزم فى شخص مبارك أو هامان او صفوت الشريف فهى ايضا ليست حملة المباخر واصحاب ضيق الافق ، فمصر اكبر من ذلك
ان منع " توكل " ساعد فى توصيل رسالتها أقوى الف مرة لو لم يكن تم منعها من الدخول ، واكسب المعتصمون تعاطفا اكثر مما كانوا يتوقعوه، وصورة مصر الحضارة - للاسف - تغيرت بفعل هؤلاء الحمقى الى الاسوأ ، ومن الواجب ان نقول لكل من حرض على منع توكل ان يتوكل ويشوف له شغلانه ثانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق