سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على ما قاله بعض الباحثين في مجال حقوق الإنسان على مستوى العالم, وذلك فيما يتعلق بالانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن والجيش المصري في حق أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ، طوال الفترة الماضية.
وقالت الصحيفة إن العديد ممن يعملون بمجال حقوق الإنسان وجهوا انتقادات حادة للحكومة المصرية والإعلام الخاص, وذلك لقيامه بتوجيه الرأي العام لصالح الحكومة وأفعالها، حيث أشار الحقوقيين إلى ما تقوم به البرامج الحوارية في مصر من التأكيد على أن الجماعات الإسلامية هي التي تمارس العنف ضد الجيش عن عمد لتشويه صورتها.
وأشارت الصحيفة إلى ما قالته هبة مواريف ، من منظمة "هيومان رايتس وواتش"، والتي أكدت أن الحكومة المصرية تؤثر بشكل كبير في الرأي العام حاليا ، وقالت :" بغض النظر عن حقيقة الموقف، فإن أكثر ما يثير الاهتمام هو سماع نفس الشيء من الجميع كما لو أنهم قد لُقنوا نفس العبارات ".
وأشارت الصحيفة إلى الغياب الواضح لبعض الوجوه التي اعتادت البرامج الحوارية المصرية استضافتها للحديث عن انتهاكات حكومة الرئيس الأسبق حسني مبارك لحقوق الإنسان، وذلك خلال العامين الماضيين بعد عزله، وأرجعت الصحيفة هذا الأمر إلى الانتقادات اللاذعة التي وجهها هؤلاء الحقوقيين إلى قوات الأمن والجيش نظرا للعنف المفرط الذي يقومون به تجاه المتظاهرين السلميين منذ استيلاء الفريق عبد الفتاح السيسي على السلطة في الثالث من يوليو الماضي – حسب قول الصحيفة.
وأوضحت قول نشطاء وحقوقيين بقيام الإعلام الحالي بموالاة الحكومة في أفعالها، هو ما اعتبروه عودة إلى ما هو أسوأ من نظام مبارك قبل عامين، حيث أن هذا الأسلوب يعود إلى العصر الذي كانت الحكومة فيه تتحكم في الأقمار الصناعية وما تبثه.
وقال بعض النشطاء إن موجة الانتقادات التي يوجهها الإعلام للإسلاميين، حيث يشير إليهم على أنهم "إرهابيون" – وخاصة منذ سيطرة "السيسي" على مقاليد الحكم في مصر – ترجع البلاد إلى عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي أختار أن يفرض سيطرته عن طريق تضييق الخناق على جماعة الإخوان المسلمين.
وفي هذا السياق أكدت منى الغباشي ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة برنارد ، أن بعض عناوين الصحف البارزة عادت في أسلوبها إلى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، موضحة :"الخطاب السياسي الآن يماثل الخطاب السياسي في عهد عبد الناصر ، وهو نفس الخطاب المفرط للقومية ، حول كيفية كون الإسلاميون إرهابيون" ، وأضافت :" إن الحكومة الحالية توجه تهما للإسلاميين تتعلق بكونهم يتبعون أجندات أجنبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق