أصدر الكاتب الصحفي الكبير ممدوح الولي رئيس مجلس إدارة الأهرام ونقيب الصحفيين السابق بيانا يدين فيه المذبحة الوحشية الضارية التي ارتكبها الانقلاب العسكري ضد المعتصمين السلميين في ميداني "رابعة العدوية " و"النهضة ".
وطالب بمحاكمة كل من عبدالفتاح السيسي والجزار محمد إبراهيم وأعوانهما .
جاء البيان تحت عنوان "محاكمة السفاح والجزار محليا ودوليا " وهذا نصه :
على مر التاريخ لم يشهد المجتمع المصرى مثل تلك المذابح الوحشية التى راح ضحيتها المئات من المصريين العزل ، الذين كانوا يدافعون عن شرعية أصواتهم الانتخابية التى تم سلبها .
وبدلا من الحوار والتفاوض بين أبناء الشعب الواحد ، والاعتذار عن النكوص عن الديموقراطية ، راح السفاح السيسى والجزار محمد ابراهيم وأعوانهما ، يمارسون سياسة القتل العشوائى تجاه المتظاهرين السلميين بالعديد من المحافظات ، وهو أمر لابد من محاسبة مرتكبيه جنائيا محليا ودوليا .
وليس تبريره كما فعل الجنرال الببلاوى ، الذى جاء من خلال الانقلاب العسكرى وليس من خلال الشرعية الدستورية ، رغم إدعائه اعتناق الليبرالية هو ورفاقه من أعضاء وزارة الانقلاب العسكرى .
ولقد مارست الآلة الاعلامية دورا اجراميا تمثل فى التحريض على المتظاهرين السلميين لعدة أسابيع ، وتم الترويج للأكاذيب الرسمية فى تبرير مذابح الحرس الجمهوري والمنصة والنهضة ورمسيس والمنصورة ورابعة ومصطفى محمود وغيرها من المحافظات ، الأمر الذى أفقدها المصداقية والمهنية .
وبعد كل تلك المذابح الوحشية من خلال قيادات الانقلاب العسكرى ، فلا مجال للتراجع عن العودة الى الشرعية ، بعد أن دفع الشعب المصرى كل تلك الدماء الزكية من أجل الحرية .
ولا مجال للمساومة فى محاكمة المتسببين فى إراقة تلك الدماء ، وعلى رأسهم السفاح السيسى والجزار محمد ابراهيم وكل من عاونهما ، خاصة وأن استمرار هؤلاء فى مواقعهم يعنى الاستمرار فى ازهاق الأرواح ، بعد أن أصبحوا يدافعون عن رقابهم أساسا بعد تورطهم ، وليس عن مصالح البلاد كما يدعون .
ولا يظن هؤلاء القتلة أن فض اعتصامى النهضة ورابعة ومصطفى محمود يعنى اخماد صوت الشعب ، فميادين مصر أكثر اتساعا ، وهاهى الدماء الزكية تراق بالعديد من المحافظات لتمثل امتدادا لوقود الثورة على الظلم ، ولن يحميهم قانون الطوارىء ، مثلما لم يحم مبارك من قبل .
لقد نسى هؤلاء القتلة الروح الجديدة التى نتجت عن ثورة الخامس والعشرين من يناير ، وكسر حاجز الخوف لدى الجماهير وبعد أن ذاق الشعب مذاق الحرية .
كما نسى هؤلاء روح الاستشهاد التى تولدت نتيجة الصمود بالميادين وتكرار المذابح ، ولسوف تظل لعنة من تم قتلهم ظلما وعدوانا من النساء والأطفال والشيوخ والشباب الطاهر ، تلاحقهم وتلاحق أسرهم ، طوال حياتهم وبعد مماتهم ، بعد أن دخلوا التاريخ من أسوأ أبوابه .
ممدوح الولى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق