إعلامية مصرية تصور تقريراً في رفح المصرية عن خطورة الأنفاق التي تمد قطاع غزة بالغذاء ومواد البناء على الأمن القومي المصري!!ليس هذا هو المهم فهذا الموضوع مستهلك وقد أشبع جعجعةً في الإعلام المصري المرتبط بأجندة غير وطنية غير قومية..
لكن المثير في هذا التقرير أن صاحبته جعلت منه فيلم "أكشن" وصورت نفسها خلاله بأنها بطلة تقتحم أوكار العصابات وتخاطر بروحها وأن الأعداء يتربصون بها ويلاحقونها كي يقتلوها..
إن كنت قرأت رواية دون كيشوت فستتذكر معاركه الوهمية فور رؤيتك للأسلوب المثير والطريقة الساذجة لأداء هذه المذيعة المصرية الكبيرة..
تقول المذيعة في تقريرها إنها مستهدفة وإنها تخشى أن يكون هناك من قد نصب لها كميناً ولكنها أصرت على أداء رسالتها وأنها جاءت إلى هذا المكان الذي يسكنه قطاع الطرق والعصابات وقد حملت روحها على كفها!!
تقدم المذيعة على تصرفات غير راشدة فتخلق لنفسها عدواً وهمياً وتستعين بمؤثرات بصرية وبموسيقى تصويرية لإضفاء مزيد من أجواء الإثارة والرهبة!!
فجأةً بدون سبب تجد هذه المذيعة تجري وتقول للمصور "هنمووت" "لو حدا شافنا واحنا بنصور حنموت حالاً" "اجري يا راضي"..أية مخاطر وأي استهداف أيها التافهون وأنتم تصورون بين سكان مدنيين مسالمين لا يسعون لأكثر من قوت يومهم!!
يظهر هذا التقرير كما يظهر الإعلام المصري عموماً بالإضافة إلى حقارته جانب الجهل البالغ فالمذيعة لا تستطيع التفريق بين فلسطين وإسرائيل، ولا بين سيناء وفلسطين، ترى راعيةً بدوية تمارس عملها الطبيعي في رعى الأغنام فتتوهم أنها اكتشفت شيئاً مذهلاً، وتشير إلى أعمدة السور الحدودي الفاصل بأنها أنفاق!!
لا يكتفي التقرير بالإساءة للشعب الفلسطيني وحسب إنما يسيء أيضاً إلى المواطنين المصريين سكان شمال سيناء ويصورهم بأنهم عصابات من اللصوص وقطاع الطرق مما يعني تعزيزاً للنظرة العنصرية حتى إلى المواطنين من ذات البلد..
تختم المذيعة تقريرها باكتشاف تاريخي مذهل فتقول سيناء أهي، وفلسطين أهي، والحدود أهي..يبقى فهمتوا الخطر جاي منين ومش حأقول أكثر من كده"..نشكرك على هذا الاكتشاف المذهل فلم نكن نعرف أن هذه هي فلسطين وهذه هي سيناء، لا داعي لأن تقولي أكثر من هذا فهذا الاكتشاف وحده ربما يخلدك في التاريخ!!
تختم المذيعة فيلم الأكشن بأغنية "بلدنا بتضيع منا نستنى إيه" لاستثارة الجمهور وتعبئته استعداداً لخوض معارك وهمية ليست هي معركته الحقيقية بالطبع..
لمصلحة من هذا التشويه المتعمد وتعبئة الشعب المصري ضد أشقائه الفلسطينيين وتصويرهم بأنهم الخطر وعدم تناول إسرائيل الخطر الحقيقي بالذكر!!
العتب ليس على هذه المذيعة لكن على ثقافة الجهل السائدة التي يجد هذا الإعلام فيها تربةً خصبةً لتسويق أكاذيبه وافتراءاته بل وسذاجته أيضاً، والعتب موصول على شرفاء مصر الذين تركوا الساحة لكل هذا القدر من الغثاء والتفاهة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق