إن الفوضى الأخلاقية التي شهدها المجتمع بعد الثورة، لم تكن الأداة الإعلامية بعيدة عنها، حيث يرى كثيرُ من الخبراء والمحللين أن الإعلام ساهم إلى حدٍ كبيرٍ في خلقها . !
وفي هذا الصدد، فإن الحديث عن عفاف وسائل الإعلام وشرفها، في ظل هذا النشاط "حامي الوطيس" من العُهْرِ والفُجْرِ الممارس علناً بلا استحياء، قد لا يجد المتسع المنطقي الذي يسمح له حتى بـ التداول .
فالفأس وقعت في الرأس، "ويبدوا أنها اعتادت على ذلك" ، وبدا واضحاً أن شرف العائلة الإعلامية في التراب، وبات أيضاً الحديث عن قضية العذرية والشرف الإعلامي، يُقابل من قبل الإعلاميين أنفسهم بالسخرية والتهكم، مدعين أن معقلهم المهني "طاهر، وهيفضل طول عمره طاهر" ، اللهم لا استثناء إلا من بعض الوسائل الإعلامية التي يميل أغلبها إلى التيار اليميني، الذي لم يرحمها ايضاً استثناءها من توجيهِ اتهاماتٍ لها بارتيادِ الأماكن المشبوهةِ. !
أتمنى أن أجد في مصر إعلاماً "نظيفاً" ، لا تحوم حوله الشبهات، فضلاً عن الوقوع في الخطيئةِ، فنهضة الدول الكبرى، لعب الإعلام فيها دوراً كبيراً، حيث أسهم في إطار الحث على العمل والنهضة والتقدم، كذا عَمِل في إطار السلم الأهلي والمجتمعي، هذا إلى جوار السعي إلى كشف الفساد .
لن تتقدم مصر كما يتمنى لها أبناؤها الشرفاء إلا إذا عادت فيها المنظومة الإعلامية إلى رشدها، وتحركت في مكانها الطبيعي، بنيةٍ صادقةٍ وإخلاصٍ حاضرٍ، وضمير لدى القائمين عليها، ينبضُ بالوطنيةِ .
*طالب بكلية الآداب قسم الإعلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق