المصدر: خالد محمود - القاهرة
التاريخ: 15 مايو 2013
التاريخ: 15 مايو 2013
عجوز فلسطينية (102 عام) في العراق ترفع مفتاح بيتها بالخليل في ذكرى النكبة. أ.ف.ب
تنطلق صباح اليوم من ميدان التحرير تظاهرة مصرية هي الأولى من نوعها في فعاليات إحياء ذكرى نكبة فلسطين عام 1948، واعلان دولة اسرائيل، حيث تتوجه الى السفارة البريطانية بجاردن سيتي، لتقدم رسالة مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية، تحمل فيها بريطانيا المسؤولية التاريخية عن النكبة بدءاً من وعد بلفور وحتى اليوم، وتدعوها الى اعتذار تاريخي، وتصحيح مواقفها، كما تدعو الى الربط بين «الربيع العربي» ومواجهة الهيمنة الإسرائيلية، في إطار محاولات البعض لتنحية القضية الفلسطينية من اجندة الثورات العربية، وتحويل «الربيع العربي» الى «ثورة برتقالية»، أو «ربيع أميركي» على حد تعبير منظمي التظاهرة.
وقال المستشار السابق لرئيس الجمهورية المصري وأبرز مشاركي التظاهرة، محمد سيف الدولة، لـ«الإمارات اليوم» إن الغرض الأساسي من الذهاب للسفارة البريطانية هو العودة بالصراع الى جذوره، ضد كل محاولات تفتيته الى ملفات منفصلة، كقضية لاجئين، أو قضية القدس، أو قضية الحدود، والاحتلالات والاستيطان، والتأكيد على اهمية كل منها، فالمشكلة جذرياً هي احتلال فلسطين واقامة كيان عنصري فوق ترابها بدعم استعماري دولي، ويجب طوال الوقت ان نحافظ على جذوة لب الصراع.
وتابع سيف الدولة أن «هناك قوى تسعى لحرف ثورات (الربيع العربي) عن قضية العرب المركزية وهي الاستقلال والتحرر من التبعية الإسرائيلية والأميركية والغربية، وهي قضايا لا يمكن الا ان يكون في القلب منها تحرير فلسطين، وهذه القوى تريد لـ«الربيع العربي» ان يكون برتقالياً وأميركياً، بمعنى أن يتحدث عن الإصلاحين السياسي والدستوري، كما يشاء، لكنه لا يقترب مطلقاً من اسرائيل وقضايا الاستقلال، واهمية هذه التظاهرة في كسر هذه المساعي.
وقال منسق التظاهرة، سيد أمين، لـ«الإمارات اليوم»، إن فعالية اليوم قصدت ألا تتوه وسط غيرها من التحركات الخاصة بنكبة فلسطين، وان تبعد عن الطابع المعتاد الذي لا يضيف إلى الحدث، فهناك اجيال مصرية وعربية نسيت مسؤولية القوى الاستعمارية عن النكبة، وتتعامل معها في اطار «الربيع العربي» كقوى صديقة داعمة للديمقراطية، وهناك ايضا القوى الغربية ذاتها التي صنعت مأساة فلسطين من الألف إلى الياء، ودعمت، ولاتزال تدعم، اسرائيل من الإبرة وحتى القنبلة النووية، بينما تلبس امام العالم مسوح البراءة، وتزعم الحياد وادعاء الحكمة، وتمثل دور حمامة السلام، بينما هي المشكلة ذاتها لا وسيطة الحل.
وتابع أمين «نحن نريد ان نصنع واقعاً على الأرض بالتظاهرة، نريد من بريطانيا أن تعتذر سياسياً للعرب، وهذا اقل واجب اخلاقي وبداية الطريق الصحيح، فإن لم تعتذر، وهذا لن يحدث، بل ربما ترفض ان تتسلم رسالتنا أصلاً، فلا أقل من ان يعرف العالم ان عرباً تظاهروا وطالبوها باأن تعتذر، ولا اقل من ان نضيف مطالباتنا الى قائمة المطالبات بالاعتذارات التاريخية الأخرى، كمطالبة الجزائر لفرنسا مثلاً، ولا اقل من ان نرسخ خروج الأجيال عاماً بعد الآخر مجددين المطلب بالاعتذار».
وقال الدكتور محمود أبوالوفا، صاحب مبادرة التظاهرة امام السفارة البريطانية، لـ«الإمارات اليوم»، ان غرض التظاهرة هو صنع فعل وليس احياء ذكرى، سواء كان هذا الفعل ربط الثورة المصرية في عامها الثاني مجدداً بقضية فلسطين، أو دفع القضية الفلسطينية بتحرك شعبي ولو ضئيلاً تكون له تأثيراته في الداخل والخارج، وأشار أبوالوفا إلى أن «التحرك ستكون له جملة توابع وتداعيات تحددها الخطوة الأولى التي يُتوقّع استقبال مصري وعربي جيد لها». يذكر ان التظاهرة، كما كشف منظموها لـ«الإمارات اليوم»، سيكون لها طابع صامت اثناء التحرك من ميدان التحرير الى جاردن سيتي، وستكتفي بالوقوف وإلقاء الكلمات وتسليم الرسالة للسفارة البريطانية، من دون الصدح بهتافات أو شعارات، وسيمنع رفع أي أعلام أو شعارات لقوى سياسية بعينها متحاشية الاستقطاب السائد حالياً في مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق