بسم الله الرحمن الرحيم
حزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
القيادة القومية
أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية
بيان شامل للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
حول الأوضاع العربية الراهنة
يا جماهير أمتنا العربية ،
أيها المناضلون العرب على مساحة الوطن العربي الكبير
أيها الرفاق
مع كل يوم يمر على الأمة العربية، تتوضح أكثر فأكثر معالم التحديات المصيرية التي تواجهها في حاضرها، نظراً لحجم وبُعد الصراع الدائر حالياً على أرض العروبة وفي العالم، وسعي أطرافه الدولية والإقليمية النزول بالواقع العربي إلى أدنى مما هو قائم حالياً من تقسيم كياني وضعت أسسه اتفاقية سايكس بيكو.
وإذا كانت إقامة الكيان الغاصب على أرض فلسطين عام / 1948، هي نتاج لمسار سياسي امتد لنصف قرن، فإن المرحلة الحالية إنما تُؤسس على ما استطاع إنجازه التحالف الصهيو-استعماري على مدى أكثر من قرن، وجديده الاتكاء على مواقع إقليمية تتقاطع معه في المصالح وتنخرط وإياه في حلف غير مقدس، لتقويض مرتكزات القوة في الوضع العربي، وإجهاض حالة النهوض القومي وشخوصاتها السياسية، والانطلاق نحو إنتاج واقع عربي جديد، تتقدم فيه الهوية الطائفية على حساب الهوية الوطنية واستطراداً الهوية القومية. وحيث ضمن سياق هذه الهجمة، حوصرت الثورة الفلسطينية وضربت في أكثر من موقع، وتم احتواء نظام مصر من خلال اتفاقيات "كمب دايفيد"، وزّين للنظام الإيراني ابتلاع العراق عبر إشعال حرب استمرت ثماني سنوات، لكن العراق خرج منها قوياً مقتدراً وفرض نفسه قوة ردع فعلية لمن توهم بتوسع إقليمي على حساب الأرض العربية والحق القومي.
لقد دفع انتصار العراق في الحرب التي فرضت عليه، قوى التحالف الصهيو-استعماري لأن تتقدم مباشرة لتنفذ أصالة ما عجز النظام الإيراني عن تنفيذه وكالة، فكان الحصار الاقتصادي والسياسي ،ومن ثم العدوان الثلاثيني ،ومن بعدها عدوان 2003 الذي أدى إلى وقوع العراق تحت الاحتلال.
هذا الاحتلال الذي دُحر بفضل مقاومة شعب العراق أفرز واقعاً جديداً، وأثبتت معطياتها بأن العراق العصي على الاحتواء، عصي على الاحتلال، وأن كل قوة مهما بلغ جبروتها لن تستطيع أن تفرض شروطها وخياراتها على شعب اختار المقاومة، وهي التي استطاعت أن تهزم الاحتلال وباتت صاحبة الحق الشرعي في تمثيل العراق وإرادة شعبه وإقامة نظامه السياسي الذي يلبي الحاجات الوطنية ويعكس حقيقة الشخصية الوطنية لشعب ما بخل يوماً في تقديم التضحيات دفاعاً عن حقه بالحياة الحرة الكريمة ودفاعاً عن قضايا أمته.
واليوم إذ تعود قوى التحالف الصهيو-استعماري بقيادة أميركا لضرب العراق تحت حجة مواجهة الإرهاب، فهذا إنما يندرج في سياق إعادة تعويم العملية السياسية التي أفرزها الاحتلال الأميركي، واستمر برعايتها النظام الإيراني، وللحؤول دون تمكين المشروع الوطني الذي اٌحتضن بحراك شعبي تحت عناوين المسألة الوطنية ،من إعادة بناء عراق جديد على قواعد الوحدة والديموقراطية والمساواة في المواطنة.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وفي ضوء تقويمها للواقع القومي الراهن استناداً إلى مشهدية الصراع الذي تعيشه الأمة من مشرقها إلى مغربها، ترى أن هذه الشمولية في الصراع ،ما هي إلا تأكيد على أن الأمة محكومة بمصير واحد، وأن معركتها واحدة وان تعددت أطراف الصراع في محاورها، وأن هذا الذي يجري على الأرض العربية ومن حولها إنما يرتبط ببعضه البعض ترابط الأوعية المتصلة.
وعليه فإن القيادة القومية للحزب وفي ضوء إدراكها لحجم التحديات التي تواجه الأمة عبر تنوع أشكال المخاطر وتعدد أطراف العدوان وحتى لا تبقى صورة الصراع مشوشة تؤكد على ما يلي :
أولاً : إن القيادة القومية للحزب، ترى أن صراع الأمة مع أعدائها المتعددي المشارب والمواقع، تحكمه جملة تناقضات تتفاوت في مستوى وطبيعة عدائيتها . وهي تتراوح ما بين العدائية الوجودية و العدائية السياسية من أساسية وثانوية. وإذا كانت لائحة اصطفاف قوى العداء السياسي الأساسي تضم مروحة واسعة من القوى الدولية وتحتل أميركا رأس لائحتها، ويحتل النظام الإيراني رأس لائحة قواها الإقليمية، فإن العداء المحكوم بالتناقض الوجودي كان وسيبقى يجسده المشروع الصهيوني الذي أقام كيانه الغاصب على أرض فلسطين. وبالتالي فإن الصراع مع هذا المشروع سيبقى مفتوحاً، ما بقيت فلسطين محتلة .
ثانياً: إن القيادة القومية للحزب، وهي تؤكد على هذه المسألة المبدأية التي تحكم رؤية الحزب وموقفه من الصراع العربي –الصهيوني، ترى أن كل طرف عربي داخلي أوإقليمي ودولي، يعمل على تخريب وتفكيك الواقع المجتمعي العربي ، ويسعى لاستغلال واقع متناقضات اجتماعية عربية بهدف اضعاف عوامل المناعة الوطنية ،وتحويل مكونات مجتمعية عربية في إطار مكوناتها الوطنية إلى جاليات سياسية مرتبطة بمراكز تقرير وتوجيه دولية وإقليمية، إنما يشكل رديفاً موضوعياً للمشروع الصهيوني ،وبالتالي تكون نتائج سلوكه التخريبي على الاستقرار المجتمعي العربي مكملة لنتائج المشروع الصهيوني. ولهذا فإن مواجهة هذه الأدوار العدائية ووأدها وخاصة الدور الإيراني الذي بات الصراع معه مصيرياً في ظل معطاه الراهن هي واجبة لسببين:
الأول، لتحصين الداخل العربي من اختراقات معادية تعمل على تغذية الاحتراب المذهبي والطائفي،
والثاني، أنه يحول دون العدو الصهيوني من نفاذ مشروعه الهادف إلى جعل الحدود السياسية للكيانات العربية بحدود الطوائف والمذاهب.
وإذا كان البعض يعتبر أن تسليط الضوء على خطورة الدور الإيراني وهو الذي يستبطن عدائية تاريخية فارسية مشبعة بشعوبية عنصرية حاقدة ضد العروبة، هو لتشتيت الجهد العربي وتوسيع دائرة العدوات مع الأمة، فهذا البعض عليه أن يدرك، ان النظام الإيراني هو الذي أسس لهذه العدائية انطلاقاً من تدخله في الشؤون العربية الداخلية وأطماعه والذي اتخذ بعداً خطيراً من خلال احتلاله الذي يتخذ طابعاً استيطانياً وتكفي الإشارة إلى تأكيد المسؤولين الإيرانيين، بأن إيران باتت تسيطر على أربعة عواصم عربية، بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء فضلاً عن احتلال الجزر الثلاث والاحواز لاثبات مسؤولية النظام الايراني عن ذلك. فهل العرب هم الذين ذهبوا إلى الداخل الإيراني، أم العكس هو الحاصل ؟إن اصرار إيران في ظل نظامها الحالي على نهجها وسلوكها العدواني والتخريبي والتوسعي فإنها بذلك تكون هي التي اختارت عن سبق إصرار وتعمد طريق المواجهة وعليها تقع تبعة الموقف بكل أبعاده الأخلاقية والسياسية وبالتالي تحمل عبء النتائج.
والقيادة القومية للحزب، وهي تعتبر النظام الإيراني مسؤولاً عن شرخ العلاقات العربية –الإيرانية والتي دخلت في مواجهات ساخنة في أكثر من ساحة، ترى بأن الدور الإيراني ليس الوحيد من مواقع التخوم الإقليمية الذي يشكل تهديداً للأمن القومي العربي. فالدور التركي الذي بات تدخله مكشوفاً في أكثر من ساحة عربية، هو كما النظام الإيراني يعمل عبر تأثيراته المباشرة وغير المباشرة على مواقع عربية وطمعاً بحصة في الترتيبات الأمنية والسياسية التي تطبخ في كواليس السياسة الدولية ضد الأمة العربية وطموح جماهيرها. وهذا ما كان ليحصل لو لم تكن الساحة العربية مفرغة من مركزها القومي الجاذب، والضعف والوهن والتفكك اللذين أصابا الجاذبيات الوطنية.
ثالثا: إن القيادة القومية للحزب، وفي الوقت الذي تؤكد فيه على مواجهة كافة المخاطر التي تهدد الأمن القومي من داخله ومداخله تشدد على أهمية استعادة مصر لموقعها،ودورها القومي الناشط في ظل نظام تحترم فيه الحريات العامة وتتبوأ القضية الفلسطنية موقعاً متقدماً في خطابه السياسي وسلوكه العملاني وترى بأن ذلك يشكل مدخلاً طبيعياً لإعادة الاعتبار للمركز القومي الجاذب وأن انتصار المشروع الوطني في العراق ببعديه التحريري والتوحيدي يجسد رديفاً موضوعياً لمركزية الموقع المصري لأجل إعادة تثبيت الهرم العربي على قواعد قوية، والذي تشكل سوريا المتحررة من الاستبداد والمستعيدة لدورها القومي ضلعه الثالث. وهذا يتطلب التعامل مع الصراع الدائر في ساحة العراق، باعتباره صراعاً بين مشروعين: المشروع الوطني الذي تحمل لواءه قوى التحرير التوحيد الوطني، والمشروع الرامي لتبثيت إفرازات الاحتلال الأميركي والهيمنة الإيرانية، وفرض واقع يحاكي مشروع بايدن التقسيمي. ولهذا فإن من يحرص على حماية وحدة العراق وعروبته، أن يخرج من رمادية المواقف ويصطف حيث يجب أن يكون في مواجهة التهديدات الفعلية للعراق بوحدة أرضه وشعبه وهويته القومية.
رابعاً: إن القيادة القومية للحزب، وفي ضوء الحملة المغرضة التي يتعرض لها الحزب والتي لم تعد أهدافها خافية على أحد، نظراً لدوره المحوري في مقاومة الاحتلال الأميركي، والتصدي للهيمنة الإيرانية ومشروع فرسنة الحياة المجتمعية العراقية، وما فرضته سياقات المواجهة العسكرية والسياسية على الأرض، وخاصة بعد الضربة التي تلقاها النفوذ الإيراني في العراق مؤخراً، وما ألصق بالخطاب السياسي للحزب من تهم مغرضة تتناول بنيته الفكرية، ورؤيته للدين، وعلاقاته مع قوى تستند في أدائها إلى منطلقات دينية ورموزه القيادية تؤكد :
بإن حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، إنما يستلهم دائماً في أدائه السياسي والنضالي العودة إلى منظومته الفكرية، وهو في واقع النضال السلبي كما في واقع النضال الإيجابي، لم ولن يكون في يوم من الأيام ملحقاً بحركة دينية أو مذهبية،. فهو حزب ، قال بفصل الدين عن الدولة ودعوته إلى إقامة الدولة المدنية المتحررة تقوم على أساس رفض كل أشكال استغلال الدين لأغراض سياسية ،وعلى احترام الأديان وحماية حق الإنسان بإيمانه الديني وان النظرية القومية التقدمية هي الأصل في بنيانه الفكري.
خامساً: إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهي تدعو الرفاق العودة دائماً إلى الينابيع الفكرية للحزب، في تحديد ضوابط الخطاب السياسي على المستوى القومي وعلى المستويات الوطنية، تتوقف عند مشهديات الصراع التي تختلج بها بعض الأقطار العربية، وإنما تؤكد على ما يلي:
1- في ضوء ما آلت العملية السياسية في العراق وتبعية أطرافها لأميركا وحلفائها والنظام الإيراني، وفي ضوء احتدام الصراع العسكري بين الميليشيات الإرهابية على مختلف تلاوينها، فإن إنتاج نظام سياسي جديد في العراق يحفظ مقوماته الأساسية، لا يستقيم إلا على قواعد المبادئ التي طرحتها قوى المشروع الوطني والتي تتلخص: بإلغاء الاجتثاث للبعث وتحت أي مسمى، وإصدار عفو عام ،والتعويض على المتضررين ،وإعادة تأسيس الجيش العراقي على قاعدة قانونه الأساسي وعقيدته القتالية الوطنية والقومية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من ذوي الكفاءات والمستقلين ،وتشكيل هيئة تأسيسية لوضع مشروع دستور يكون بديلاً للدستور الذي أفرزه الاحتلال، وبالتالي طرحه على الاستفتاء الشعبي، وإعادة هيكلة الحياة السياسية على ضوء أحكامه. أما إذا استمر الموقف المعادي من الحزب محكوماً بقانون الاجتثاث وحظره بقانون وتحت أي مسمى، فإن هذا يعني أن أطراف العملية السياسية بكل تحالفاتهم الاقليمية والدولية ،هم المسؤولون عن إبقاء ساحة العراق مفتوحة على صراع مستديم، وعلى كل أشكال التدخل الدولي والإقليمي وخاصة من دول الجوار الجغرافي. وعندها فإن الحزب سيبقى ضمن الخيار الذي اختطه لنفسه وهو استمرار الانخراط في الصراع بكل أشكاله لأجل إسقاط العملية السياسية التي أفرزها الاحتلال، وحماية وحدة العراق وعروبته.
2- إن القيادة القومية للحزب، وهي تؤكد على موقفها هذا، ترى بأن التحالف الدولي الذي تقوده أميركا تحت حجة مواجهة الإرهاب، ما هو إلا لتعويم العملية السياسية بما يتعلق بالعراق، وربط ساحة سوريا بمسرح عمليات واحد مع ساحة العراق ،بحيث يراد للترتيبات الأمنية والسياسية في سوريا ،أن تكون متماهية بطبيعتها لجهة ما يرسم للعراق لإعادة رسم خارطة القطرين، وتقسيمهما إلى دويلات مذهبية وطائفية وعرقية. ولهذا ترى القيادة القومية بأن وضع حدٍ للصراع المدمر في سوريا، ولحالة الانكشاف السياسي والأمني الذي ارتقى إلى مستوى الانكشاف الوطني، لا يكون إلا عبر حل سياسي انتقالي، يضع حداً للتدخلات الخارجية في سوريا، سواء تلك التي تصطف مع النظام أو تلك التي تقدم نفسها تحت مسميات المعارضة بكافة تشكيلاتها. هذا الحل السياسي الذي يؤسس لنظام سياسي جديد يعيد هيكلة الحياة السياسية على قاعدة التعددية السياسية والديموقراطية، ويعيد لسوريا وهج دورها القومي ،بعدما شوهته الاختراقات المعادية للأمن القومي العربي وبخاصة الاختراق الإيراني، والتشكيلات التي تعمل تحت مسميات دينية ومذهبية موالية ومعارضة للنظام، هو الذي ينقذ سوريا ويحول دون تمادي التدمير الذي يطال بناها الحياتية والحيوية، ويعيد الأمن والأمان الوطني لشعب سوريا، التي باتت مأساته تشابه ما حل بشعب العراق من جراء الاحتلال الأميركي والهيمنة الإيرانية، وما أصاب شعب فلسطين من تشرد ما تزال تداعياته ترخي ظلالها الثقيلة على هذا الشعب الصامد الصابر.
3- إن القيادة القومية للحزب، وهي تدعو لحل سياسي يحمي المقومات الوطنية لسوريا والعراق، ترى أن الأحداث الجارية في اليمن، إنما تندرج في سياق إغراق كل ساحات الوطن العربي في دوامة الصراعات الداخلية المدمرة ،والتي من خلالها ينفذ أصحاب المشاريع المعادية من دوليين وإقليمين لضرب مخالب أنيابهم في الجسم العربي. وإذا كانت أحداث اليمن تحركها معطيات داخلية، إلا أن الدور الأخطر ،هو الدور الخارجي وخاصة الإيراني حيث يسعى نظام ملالي طهران للإمساك ما أمكن من الأوراق، لبسط نفوذه التوسعي أو لتوظيفها في سياق تحسين موقعه التفاوضي مع الغرب. وعليه يجب العودة إلى وثيقة الوفاق السياسي التي استند إليها في تحديد أسس الحل الانتقالي، وحتى لا تندفع الأمور إلى حرب أهلية لن يخرج أحد منتصراً منها.
4- إن القيادة القومية للحزب، وفي ضوء تقويمها للوضع اللبناني، ترى أن تعطيل دور المؤسسات الدستورية في لبنان ،وعدم ملء الشغور في الرئاسة الأولى، والتمديد للمجلس النيابي لدورة كاملة ،من شأنه أن يبقي البلد في حالة انكشاف سياسي وأمني، وبالتالي إبقاء حالة التفلت الأمني قائمة مع ما يترتب على ذلك من تأثيرات سلبية على السلم الأهلي .ولهذا فهي، تشدد على أهمية استئناف الحياة السياسية في لبنان لدورتها الطبيعية، وحتى لا يبقى الوضع اللبناني واقفاً على حافة الانزلاق إلى انفجار واسع في ظل ارتدادات الصراع في سوريا عليه. وهنا ترى بأن التعامل مع ملف النزوح السوري يجب أن يبقى محكوماً برؤية إنسانية ووطنية وأن لا ينظر إليه بمنظار الملف الأمني.
إن القيادة القومية إذ تشدد على إعادة انتظام الحياة الدستورية والسياسية في لبنان،ترى بأن إعلان بعبدا، إنما يشكل ركيزة لضبط الوضع السياسي على قاعدة عدم التدخل في الصراع المتفجر في سوريا،ومايترتب عليه من حماية الجيش في دوره الوطني،والحد من تأثيرات القوى المنخرطة في الصراع وسعيها أخذ لبنان رهينة لحساب المشاريع الفئوية، في ظل ارتفاع منسوب التكفير الديني في الخطاب السياسي، وما يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية على وحدة النسيج المجتمعي
5- إن القيادة القومية إذ تنوه بمسار العملية، السياسية في تونس، فلأنها ترى فيها بداية تجربة واعدة في إدارة السياسة الداخلية. إذ أن ما أفرزته الانتخابات الأخيرة في تونس وطريقة تعامل كافة الأطراف مع نتائجها ، جديرة بالتوقف عندها، وتقويمها إيجاباً، كونها ضبطت الإيقاع السياسي تحت مظلة الدستور، وأثبتت أن الوعي المجتمعي المشبع بروحية المواطنة المدنية، هي الضمانة الفعلية التي توفر للشعب كل متطلبات أمنه السياسي والاجتماعي والحياتي.
6- إن القيادة القومية للحزب، التي رأت بداية أن الحراك الشعبي، يمكنه أن يحقق تحولاً ديموقراطياً، إذا ما حافظ على استقلاليته وحال دون اختراقه من قوى معادية وتشرذمه ، ونموذجه تونس، هي ما تأمله وتؤكد عليه، ترى بأن معطيات هذا الحراك الجماهيري في السودان ،والمسار العام الذي ينتهجه في تصديه لنهج السلطة وسياسات النظام التي أوصلت البلاد إلى حافة الإفلاس السياسي والاقتصادي، فضلاً عن مسؤولياتها في سلخ جنوب السودان عن وطنه الأم، سيدخل السودان نطاق التغيير الديموقراطي الذي يعيد الاعتبار للحريات الأساسية وحقوق المواطنة، وبما يضع حداً لتمادي النظام في سياساته الراهنة وخاصة فساده واستمرار اعتماده الأسلوب الأمني في التعامل مع أزمة سياسة بنيوية.
7- إن القيادة القومية للحزب ،وهي تتوقف أمام البعد الخطير الذي انزلق إليه الصراع في ليبيا، وبما بات يهدد وحدتها،تدعو القوى الوطنية الليبية كما الأمة العربية على كافة هيئاتها الجامعة ودول الجوار، لتحمل مسؤولياتها لإنقاذ ليبيا من دوامة الصراع القبلي والجهوي،وتوفير كل مساعدة ممكنة لإنتاج نظام سياسي على قواعد المواطنة والديمقراطية والمناعة الوطنية. فالحل السياسي الوطني بقدر ما هو حاجة ليبية داخلية لمواجهة قوى التدخل الأجنبي وقوى التخريب الداخلي المدان وطنياً وقومياً،فإنه يحمي خاصرة مصر الغربية ويحول دون تمادي الاختراق للامن القومي العربي
8- إن القيادة القومية للحزب ،التي تدرك أن تحالف القوى المعادية يحاول الاستفادة القصوى من تشرذم وانقسام القوى الوطنية والديموقراطية، تشدد على أن تبقى قوى الحراك الشعبي المشدودة إلى برنامج وطني للتغيير الديمقراطي موحدة، ومستقلة في خياراتها الوطنية وبشكل خاص في البحرين والأردن وكل ساحة عربية تشهد حراكاً شعبياً يستند إلى برنامج وطني لمحاربة الفساد والتبعية وغياب العدالة الاجتماعية وبعيداً عن كافة التحزبات الطائفية والعشائرية والقبول بالتدخلات الاجنبية .
9- إن القيادة القومية للحزب، وهي تؤكد على وحدة القوى الوطنية والديموقراطية على مستوى الأقطار العربية، تؤكد على الارتقاء بالعمل الوطني العربي إلى مستوى التوحيد في جبهة قومية، تكون قادرة على أن تشكل عامل استقطاب جماهيري لمواجهة تحديات الداخل،واصطفافات أصحاب المشاريع الطائفية والمذهبية والتقسيم من جهة، وتحديات الخارج المحمول على رافعات التدخل العسكري والسياسي من جهة أخرى ،وشواهده ما يحصل في العراق وسوريا وليبيا والسودان .
إن هذه الجبهة في حال تشكلها، فإنها ستعيد الاعتبار لدور الحركة الشعبية العربية في نضالها الوطني الديمقراطي، ضد نظم الاستبداد والقمع والنظام الرسمي الرجعي العربي المفرط في تبعيته للنظام الاستعماري، كما تؤكد على دور الحركة الشعبية في حماية التحولات الديمقراطية التي تشهدها بعض الساحات العربية، وعلى فتح الحدود بين الأقطار العربية كافة.
10- إن القيادة القومية ،وهي تشدد على أهمية تشكيل جبهة شعبية قومية، ترى أن ضرورة انبثاق هذه الجبهة بقدر ما تمليه ضرورة إملاء الفراغ السياسي الوطني الذي تعاني منه بعض الساحات العربية، إنما تمليه أيضاً ضرورة توفير حاضنة شعبية لكل قضايا النضال العربي وبالأخص القضية الفلسطينية، للحؤول دون تمادي استمرار عملية القضم والهضم والصهينة لكل معالم الحياة في فلسطين ،وآخرها انتهاك حرمات الاقصى، وما له من دلالة رمزية قومية ودينية، وهذا كاف لأن تنطلق جماهير فلسطين وجماهير الامة في حراك شعبي انتصاراً لهذه القضية، التي يجب أن تبقى محفزاً نضالياً للكفاح المفتوح على عمقه القومي، باعتبار أن تحرير فلسطين كان وسيبقى مشروعاً قومياً عربياً بإمتياز.وإن ما يراد تمريره تحت عناوين الترتيبات الأمنية والسياسية، ليس إلا إخراجاً لتصفيتها وتحويلها إلى مجرد حقوق مدنية. وبالتالي فإن الحزب الذي يرفض تمرير مشروع تصفية القضية الفلسطنية تحت مظلة المفاوضات العبثية، يدعو جماهير فلسطين العودة إلى طريق الكفاح وإطلاق الانتفاضة الشاملة.
إن القيادة القومية للحزب، وهي تكبر بشعب فلسطين مقاومته وتضحياته تدعو المقاومة الفلسطينية بكل أطرافها إلى استعادة وحدتها على قاعدة البرنامج المقاوم لتحرير كامل تراب فلسطين لأنه ما من مقاومة استطاعت الانتصار، إلا إذا توحدت قواها والتحمت مع جماهيرها.
فتحية لفلسطين وانتفاضاتها الجديدة التي أطلقت شراراتها من حرم الأقصى ومحرابه. وتحية لثورة العراق وقيادتها بكل قواها وأطرافها،ولمقاومة الشعب العربي في الاحواز ونضاله لتحرير الارض العربية من الاحتلال الفارسي الاستيطاني، وتحية لشهداء الأمة في فلسطين والعراق، وفي كل ساحة عربية سقطوا وهم يواجهون قوى الاحتلال والاستعمار ونظم التبعية والارتهان والاستبداد.
تحية للقائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق مصدر الإلهام الفكري للبعثيين.
تحية لشهيد الحج الأكبر الأمين العام للحزب الرفيق لقائد صدام حسين على أبواب الذكرى الثامنة لاستشهاده.
تحية للأمين العام للحزب القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني الرفيق عزة إبراهيم.
الحرية للأسرى والمعتقلين
الحرية للرفيق طارق عزيز ورفاقه المناضلين
المجد والخلود لشهداء الأمة العربية
عاشت فلسطين حرة عربية، عاشت الأمة العربية وأهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.
النصر لأمتنا والخزي والعار للخونة والمرتدين والمرتبطين بالقوى المعادية للأمة.
وعهداً أن تستمر مسيرة أمتنا على طريق الرسالة الخالدة.
القيادة القومية
لحزب البعث العربي الاشتراكي
٠٨ / ١٢ / ٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق