عليه السلام ولد وترعرع على أرض فلسطين , وهو من بشرت به إحدى سيدات نساء العالمين مريم عليها السلام بدليل ما قاله تعالى :َإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ [آل عمران:42] وبشرها بقوله : إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " 45 من سورة آل عمران : ( هو المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ومن هنا اقول وبكل عنصرية ,( اذا اعتبرت عنصرية ) :هو المسيح الفلسطيني العروبي الناصري وبكل فخر , اذا اين العرب والمسلمين من هذا النبي المرسل من رب العالمين , ففلسطين ومسيحيوها في مهب الريح الصهيونية من جهة , وتخاذل العرب والمسلمين من جهة اخرى , وعندما اقول العرب اعني المسيحيين الى جانب المسلمين , فالمشكلة في فلسطين على الصعيد المسيحي لكارثة بكل معنى الكلمة وخاصة اذا علمنا من خلال الاحصائيات الاخيرة ان نسبة المسيحيين في فلسطين قد تدنت بشكل مخيف ففي سنة 1948 هجر ما يقارب 750 ألف فلسطيني عن أرضهم وأصبحوا لاجئين ، ومن بينهم 000 , 40 ألف إلى 50,000 من المسيحيين العرب الذين كانوا في ذلك الوقت أكثر من ثلث السكان المسيحيين في فلسطين في سنة 1948، مع العلم ان في مدينة القدس عام 1944 كان عدد المسيحيين يتجاوز 30,000 نسمة , والكارثة انهم أصبحوا الآن اقل من 5000 فرداَ! في اواخر سنة 2013 طبعآ هذه كارثة كما قلنا والملاحظ ان الدور المسيحي العالمي غير مهتم بالمستوى المطلوب ,من الفاتيكان الى اصغر مسيحي في هذا الكون بإستثناء الاحبة المسيحيين في فلسطين اضافة الى البعض في الخارج , وعندما اتحدث بهذا الموضوع فأنني اقصد ان الدور المسيحي المطلوب يجب ان يكون مميزآ وليس خجولآ كما هو عليه , وهناك من عمل على هذا الاهتمام بشكل سلبي وتحديدآ العدو الاسرائيلي وهذه المأساة ليست بنت اليوم , فسيدنا المسيح عدو لهم منذ ان ولدته السيدة مريم عليهما السلام , ولا داعي للتذكير ان اليهود يعتبرون المسيح والمسيحية عدو اساسي لهم , وذلك قبل ظهور الاسلام , المهم ان القضية المسيحية فعلآ جزء من المشكلة الفلسطينية العامة وهنا لا اقصد التمييز او التجزئة ولكن لولا !!!!! وكما يقول صديقنا الشاعر مظفر النواب ( لعنة لولا ) فلولا التقاعس الفاضح بهذا الجزء لما تحدثت , فالقيادة الفلسطينية تتحمل جزء من هذا التقاعس من خلال قرارها الحيادي السلبي , والمسلمين يتحملون جزء لا يستهان به وخاصة انهم لا يذكرون الا المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية في فلسطين فقط مع وجوب اعطاء الحق التاريخي للحاج أمين الحسيني، مفتي القدس وزعيم الحركة الوطنية الفلسطينية الذي كان يقود التظاهرات المطالبة بحقوق العرب الأرثوذكس باتجاه مبنى البطريركية الأرثوذكسية في الثلاثينيات من القرن الماضي وهذا شرف عظيم , ولا نرى الا المؤتمرات الخاصة بالمقدسات الاسلامية , وكأن المقدسات المسيحية ليست جزءاً من فلسطين المغتصبة مع العلم انني مع العمل بشكل مستمر وعلى كافة الاصعدة تحديدآ بخصوص المقدسات الدينية في فلسطين ان كانت مسيحية او اسلامية , ولكن ورغم ذلك فأنني اعتقد ان الطامة الكبرى تكمن في ما يجري على الصعيد الداخلي المسيحي فالملاحظ ان الدور العربي المسيحي قد تقلص او تم تحجيمه عن سابق اصرار وترصد , وبدأت سيطرة رجال الدين اليونان على رئاسة بطريركية القدس عبر جمعيتهم القبر المقدس عام 1534م في عهد السلطان العثماني سليم الأول , مع الاشارة الى ان آخر البطاركة العرب كان البطريرك عطالله المعروف باسم دوروتاوس الثاني (1505-1534 ويلاحظ ان هناك تحجيم اذا لم يكن تقليص لدور رجال الدين المسيحيين العرب , مع الاعتراف ان أبناء الكنيسة العرب لم يدّخروا جهداً للتخلص من السيطرة اليونانية على كنيستهم ، وتجدر الاشارة الى ان المسيحيين العرب يتهمون رئاسة البطريركية بأنها لم تكن أمينة على أملاك الكنيسة مع اكتشاف عمليات بيع وتأجير أراضٍ تابعة للكنيسة لمدة طويلة الى سلطات الاحتلال الإسرائيلي وخاصة أيام البطريرك "فينادلتوس" في الخمسينيات من القرن الماضي ناهيك عن الفضائح الجديدة , فعلى سبيل التذكير وفي عام
2005 كشفت الصحف العبرية عن صفقة سرية بين الكنيسة الأرثوذكسية ممثلةً ببطريرك الكنيسة الأرثوذكسية إرينيوس الأول , ومجموعتين يهوديتين تخلت الكنيسة من خلالها عن الأراضي التي يقوم عليها اوتيل إمبريال وفندق البتراء اضافة الى 27 محلاًّ تجاريًّا تابع للأملاك الأرثوذكسية بمنطقة باب الخليل في البلدة القديمة بالقدس , لمدة 198 سنة من خلال عقود الايجار ، وبنفس الوقت كانت هناك محاولات عديدة لإحتواء هذه الفضائح متزامنةً مع العمل على اسكات الشخصيات الوطنية داخل الكنيسة مثل سيادة المطران العروبي والمناضل عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس ، اما اليوم فيطالب المسيحيون العرب السلطتين الفلسطينية والأردنية بتعديل القانون الخاص بكنيستهم، بما يتيح رفع الهيمنة اليونانية عنها .
ولا يمكن التغاضي عن الدور الاردني المشبوه بهذا الامر , فبعد نكبة 67 بات الإشراف على الضفة الغربية والقدس من مسؤولية الأردن، فوضعت عام 1957 قانوناً باسم "قانون البطريركية الأرثوذكسية" ينص على إقامة مجلس مختلط من رجال الدين وممثلي الطائفة من العلمانيين، للإشراف على ممتلكات الكنيسة، وكان تمثيل العلمانيين العرب في هذا المجلس 12 ممثلاً، ولأسباب غير مفهومة ومشبوهة عادت الحكومة الاردنية إلى وضع قانون جديد عام 1958 سيطرت بموجبه جمعية القبر المقدس في شكل كامل كيف ولماذا ؟؟؟ .
إثر النكسة عام 1967 ازداد الأمر سوءاً، حيث لا تزال دولة الاحتلال ترى أن من مصلحتها الإبقاء على السيطرة اليونانية في إطار مشروع التهويد المستمر، ويأخذ المسيحيون العرب اليوم على السلطة الفلسطينية حيادها السلبي، في حين كان الحاج أمين الحسيني، مفتي القدس وزعيم الحركة الوطنية الفلسطينية يقود التظاهرات المطالبة بحقوق العرب الأرثوذكس باتجاه مبنى البطريركية الأرثوذكسية
وهنا ادعوا المسلمين والمسيحيين الى اتخاذ المفتي الحاج امين الحسيني رحمه الله قدوة بهذا المجال ,والمطالبة بالعمل الجاد بهذا الخصوص ان كان من خلال المؤتمرات او المظاهرات في دول العالم كافة والدول العربية خاصة اضافة الى وجوب اجبار السلطة الوطنية الفلسطينية بالتحرك واتخاذ القرارات الوطنية بهذا الخصوص , واجبار المملكة الاردنية على التخلي عن دور الوصي على المقدسات الاسلامية والمسيحية وفورا لأن اهل مكة ادرى بشعابها .
أخيرا ان يسوع المسيح عربي فلسطيني وسيبقى الى يوم القيامة وواجب المسلمين قبل المسيحيين الدفاع بكل الوسائل عن المقدسات المسيحية وعدم الفصل بينها وبين المقدسات الاسلامية ( وسلام عليك يوم ولدت , ويوم تموت , ويوم تبعث حيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق