هل حظر مبارك 6 إبريل ؟ لا
هل حظرها مرسي ؟ لا
هل حظرها السيسي برجاله وبإدارته للمرحلة الانتقالية بعد 30 يونيو؟ نعم
إذا فقد أصبح السيسي نفسه وعصره و إدارته للمرحلة الانتقالية محظورا بحكم قضائي سياسي من الألف إلى الياء .. بتسأل إزاي ؟ أقولك .
عندما قامت ثورة يناير كان أحد أهدافها الكبرى هو إطلاق حرية العمل السياسي ، وفتح آفاق لأجيال جديدة من الشباب تجدد دماء الوطن وتثري الحياة السياسية بالحركة والأفكار ، بعد أن ركدت لمدة 30 عاما، وعندما يأتي حكم قضائي ” سياسي ” ليخالف أحد الأهداف الكبرى التي قامت من أجلها ثورة عظيمة، فقد أصبح النظام السياسي نفسه محظورا، لأن هذا النظام ببساطة قد فقد إحساسه بأي تطور حدث في المجتمع و قرر العودة إلى يوم 24 يناير بسلطة الأمر الواقع واللي مش عاجبه يشرب من البحر ..
إذا ما دخل السيسي بالموضوع كله ؟ أقولك
السيسي هو من أدار – ويدير – المرحلة الانتقالية بالكامل ، دعك من أسماء كعدلي منصور و الببلاوي ومحلب وغيرها ، فكلهم موظفون لا يملكون سلطة و لا قرارا ، و لا يستطيعون تحريك مقعد بداخل مقر الحكم دون موافقة المدير الحقيقي للمشهد بأكمله .
اختلف كما شئت مع 6 إبريل ، وانتقدها بعنف ، و أنا معك ، و لكن يبقى أن الخلاف السياسي مهما كانت حدته لا يجب أبدا أن يعيدنا إلى زمن القمع والمنع والملاحقة ، فكل هذه المصطلحات أسقطتها ثورة يناير بالضربة القاضية، والحرية التي يناضل من أجلها جيل الشباب الرائع في مصر تم دفع ثمنها مقدما ، فقد سقط مئات الشهداء ، و آلاف المصابين ، كل هذا يؤكد أن السلطة التي حظرت 6 إبريل أضحت بقمعها وغبائها محظورة بحكم الثورة و بروح أجيال جديدة تأبي الانكسار .
الأمر لم يعد مجرد صدف عابرة ، بل أصبح هناك يقين بأن إدارة ما بعد 30 يونيو هي الوجه الآخر لنظام مبارك ، فمن منع التظاهر بقانون فاسد وجائر ، مرورا بأحكام بالسجن على شباب الثورة، ووصولا لحظر حركات شابة معارضة بأحكام قضائية سياسية بالأساس ينكشف المشهد ، ويظهر بوضوح أن السيسي هو الذي جاء ليعيد نظام مبارك مع بعض الديكورات البسيطة في الوجوه و الأسماء .
تذكروا أن النظام السياسي – المحظور – يسعى بقوة لأن يسيطر على الوطن باجراءات قمعية ، يستخدم فيها القضاء للأسف ، و يظن أن الظرف مناسب لأن يتحصن بتأييد شعب مرعوب من الإرهاب و العنف ، و لكن هذا النظام المحظور، وعلى رأسه عبد الفتاح السيسي ، نسي أو تناسي أن الشعب الذي أسقط القمع مرتين لن يستسلم له أبدا ، وأن الأجيال الذي يظن النظام القمعي أنه تمكن منها ستهزمه هزيمة نكراء وستحاكم كل من أجرم في حق 25 يناير .
انتظروا قريبا تغييرا جذريا في المشهد السياسي العبثي القائم ، ولا تعتقدوا أن بإمكان أحد هزيمة الثورة ، سواء بالقمع أو بالسجن و الملاحقة أو حتى بالأحكام المسيسة ، فالثورة حاضرة وعفية حتى إن غاب صوتها لفترة، لكن يقيني أنها ستقوم قريبا بشكل لا يتصوره السيسي و رجاله. السيسي حاول حظر 6 إبريل فحظرته ، لأنها كشفت عصره وثقافته وثقافة رجاله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق