إيكونوميست للسيسي: المدنية مش مجرد بدلة
مصر العربية محمود سلامة
رئيس مصر المحتمل يتظاهر بأنه مدني.. تحت هذا العنوان نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية تقريرًا عن المشير عبد الفتاح السيسي واعتزامه الترشح لرئاسة الجمهورية، ملقية الضوء على العلاقة بين المشير والجيش.
وقالت المجلة إن رجل الجيش القوي (السيسي) عليه أن يفعل أكثر من مجرد خلع الزي العسكري قبل انتخابه رئيسًا للجمهورية، وذلك لاعتبار أن أمر الزي ما هو إلا مظهر خارجي وحسب.
وأضافت أن السيسي ألمح في بيانه المعسول الكلام إلى أن حملته الانتخابية لن تكون تقليدية، لكن هذا التلميح لا ضرورة له (حسب المجلة)، وذلك لأن الكثير من المصريين يتوقعون ألا يبذل وزير الدفاع السابق مجهودًا كبيرًا قبل إعلان فوز ساحق له في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وعزت "إيكونوميست" قوة التوقعات بفوز السيسي إلى كونه مرشح الدولة وتمتعه بدعم من قبل الحيش والشرطة وأجهزتها المدنية، كما أنه "بطل" في نظر الكارهين للإخوان.
وتابعت القول إن الحماس من قبل مؤيدي السيسي تجاهه ولد ظاهرة يمكن وصفه بـ"السيسيبيليا" أو الولع بالسيسي، وهو ما ظهر في انتشار صوره على الملابس والشيكولاتة والحلي، ليخلق هذا الزخم تحديًا هائلاً للمرشحين المنافسين له في الانتخابات.
وتشير المجلة إلى أن استطلاعات الرأي في مصر لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كبير، لكن استطلاع مركز "بصيرة" الذي يعد أحد استطلاعات الرأي المستقلة أظهر مؤخرًا تراجع شعبية السيسي من 51% في فبراير الماضي إلى 39% في مارس.
لكن ما يعزز فوز السيسي، حسب المجلة، هو أن المصريين الذين قد يصوتون ضده، من المرجح أن يقاطعوا الانتخابات، ومنهم نحو 20% مازالوا يؤيدون جماعة الإخوان المسلمين رغم الحملة الشرسة التي تشنها الدولة لتشويه صورتهم والتي ترافقها حملة اعتقالات ومحاكمات جماعية.
وخلصت المجلة إلى القول إن التظاهر بالمدنية لا يكفي، وأن السيسي يجب أن يضع حدًا لانتشار الفقر، فالدخول تتراجع والاقتصاد راكد، ونقص الكهرباء يعاني منه حتى ميسورو الحال، كما تراجع ترتيب مصر في مؤشر السعادة الذي تجريه الأمم المتحدة، متجاوزا ترتيب اليونان، عندما كانت تعاني من الافلاس في الفترة ما بين عامي 2006 و2012.
وتوقعت أن تكون الانتخابات الرئاسية القادمة تكرارا لعملية التصويت على الدستور الجديد في ديسمبر الماضي الذي تم تمريره بنسبة 98%.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق