عارضت سلطان العاشقين عمر بن الفارض بفائيته الشهيرة قلبي يحدثني بأنك متلفي روحي فداك عرفت أم لم تعرف لعلها تروق لكم سادتي
تـمـضـي بـيَ الأيــامُ دون تـوقــــفِ
في حـبِّ مـن بـوصـالها لم أشـتــفِ
أغـمـضـتُ عـيـنيَ عـلها أن تـكتـفي
أو ترعوي ، ورضـيـتُ وعـــدَ مـسوفِ
وأدرتُ وجـهـيَ عن مـساوئ فعـلها
ورجـــوتـُـهــا بــــتـــأدب ٍ وتـلـطــفِ
لـكـنـهـا ضــنـت بـكـل وفــائــِــهــــا
فهي التي تُـبـدي الـقـِلى بــتـعـسفِ
وهي التي جـعـلـتْ فـؤاديَ نــازفـــا ً
وهي التي تبدي الــوصالَ وتـختـفي
فـالـبـدرُ يـحـلو في صــفـاء ِ ضيائـِهِ
لـــكـنـهُ مـاحـيـلـتـي إذ ْ يَــخـْـتــفي
ولـكـم رأتـنـي فـي هـواهـا صـادقــا ً
مـتـفـانـيـــا ً ولغـيـرها لـم أصــطــفِ
صـبرا ً عـلى تعـذيـبـِهَـا وجـفـــائِـهَـا
والـقـلـبُ أضحتْ نـارُه لاتـنــطــفـي
هـذا عـذولي فـي هـــواك ِمؤنــبـــي
ومُـقَـرِّحي ومُـجَـرِّحي ومُــعَــنـِّفـــي
لو كنتَ تـعـلـمُ ياعــذولي ماالـهـوى
لرحِـمـتـنـي ونَصَحْـتـنـي بـــتعـطـُفِ
أو ذقــتَ طــعــمَ دلالِـهَـا ووصَــالِهَا
وبـدا لعـيـنـيـكَ الجـمـالُ الـيـوسـفي
مالـمـتـنـي فـي عشقهــا وعذلـتـنـي
لـتـركـتـــنـي مــتــمــتـعا ً بـتـلهــفـي
هـــــذا فـؤادي لايـطـيـقُ بـِعَــادهـــا
ولـو اسـتـبـاحـتْ ُ طـهْـرَهُ وتعـفُّـفــي
ولـقـد تـمـكـنَ حُـبــُّهــا لـِخـُـلــــــِّوه ِ
كـيـفَ الـسـبـيـلُ لـعـالـق ٍأن يـكـتفي
والـقـلـبُ يـَشْفَى مِـنْ زلالِ فـُـراتـها
حــاشـا لـه مـن آســن ٍأن يَـشـتـفي
فـاعـذرْ مـحـبـا ً لايـبـــارحُ فــكـْـــرَه
طـيـفُ الحبيب وفـيه دوما ً مُـحْـتـَف ِ
الـعـقـلُ يـأبــى والـفـؤادُ مُـعـَــلـَّـــقٌ
ولـقـد غـدوتُ صـريـعَ حُـبٍّ مُـدْنـِف
إنـي عــَــذَرتـكَ لا لأنــَّــكَ عــــــاذلٌ
لـكـن لأنــكَ مافـهــمــتَ تـَـصَـــُّرفي
فـارحـمْ عـذولـي قـلـبَ صَـبٍّ مُغـْرَم ٍ
عـرفَ الـوفـاءَ بـخـافـق ٍ مـتـصـوفِ
لايستوي السّـُمّ ُ الزعَــافُ وزمـــزمٌ !
كلا ، ولا الحِّبُّ اللعـوبُ مع الــوفـي !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق