في اليوم الذي تحتفل فيه حركة ” تَمَرُّد ” بالذكرى الأولى لتأسيسها يصدر حكماً بحظر أنشطة حركة ” 6 أبريل ” والتحفظ على مقارها بدعوى التخابر وأعمال تشوه مصر ، أنصار ثورة 30 يونيو المجيدة ( من شعب السيسي ) لم يَعمَدوا فقط تشويه كل ما يتصل بثورة 25 يناير بداية من تسميتها النكسة وأصحابها النكسجية انتهاءاً بفبركة مقاطع من تسجيلات صوتية لأشهر الوجوه الثورية ، بل امتَدت مجاملاتهم للمرشح الأسد على حساب من جهَّز وأعدَّ لثورة 30 يونيو لأنه أعلن انضمامه لجبهة حمدين صباحي ، ( حسن شاهين ) أحد مؤسسي حركة تمرد التي حملت على عاتقها حشد الناس من أجل الثورة على الإخوان وعزل مرسي ، ولكن مادام شاهين يونيو لم يُعلن عن بيعته المقدسة للسيسي فليناله ما نُسقيه لأتباع يناير ..
لا يجب أن نَتَّهم الأقدار كل مرة ، إنه نفس المرض ، نفس الغباء المُتوَطِّن منذ أزل والذي زادت حِدَّته أو ربما هكذا نَظن لتحوره من مجرد نظرية أو سُبَّة إلى تجسد بارز في شخصيات تعيش حولنا ، ممن كانوا أو لايزالون محاولينً تبرئة مبارك من تهمة الإفساد السياسي ، أو ممن يتلونون لإرضاء من يجلس أو سيجلس على كرسي العرش ، و ممن خرجوا من جحورهم منذ 30 يونيو فلولاً لمبارك مرتدين عباءة الثورة على الإخوان مبايعين السيسي رئيساً ( والله عليك يا سيسي بكرة هتبقى رئيسي ، وسيسي المحبة بشير السلام جمعت الحبايب في موكب سلام ) ، مُرَدِدين شعارات الوطنية والخوف من خطة تقسيم مصر ، مُخونين معارضيهم مُدَّعين أن أي خطاب غير خطابهم هو لبث الفرقة والفتنة وإحباط الروح المعنوية للبناء والإستقرار ..
( كاذب كل من يدعي عودة الدولة البوليسية .. لا يوجد قمع للحريات .. يزعزع الأمن من يتكلم ببلطجة الداخلية ويتحدث عن القبض العشوائي ) .. لقد وجدوا معها ” دبوس حركة أبريل ” وليس ” دبوس رابعة ” ضُرِبَت وأهينت وانتهك حقها في معاملة آدمية وهي التي لا تنتمي إلى الجماعة الإرهابية ، إذاً التهمة لم تعد العلامة الصفراء أو إشارة رابعة أو الخروج من صفوف الإخوان ، إنه الإنتماء لصف المعارضة أو بلغتكم الإنضمام للطابور الخامس سبباً ومبرراً للسحل والمهانة والحبس ، وتنسون أن كبيركم من يحارب الإرهاب يتحدث عن التزامه بتحقيق أهداف ثورة 25 يناير التي كانت الكرامة الإنسانية من ضمن هتافها يوماً ما ..
إدعاؤكم أن كل من سقط إرهابي يستحق القتل لا يقل وقاحة عن فتوى برهامي بجواز أن ينفذ الرجل بروحه وامرأته لاتزال بين أيدي مغتصبيها ، أسلوبكم وأنتم تتباهون بشموخ القضاء في إصدار أحكام إعدام لمئات في جلستين بعد شهور معدودة لا يقل سماجة عن أسلوب ريهام سعيد وهي تستجوب متهمين أو تحاور بابتذال وبجهل من أعلن إلحاده ، مشاهدكم وأنتم تستميتون في التطبيل والتملق لمن سيصبح الرئيس لا تقل قرفاً عن مشهد وجدي غنيم وهو يشير برابعة أمام صينية من كبسة الضأن ..
ما رأي مؤيدي السيسي الذين استاءوا من السخرية بخبر جهود السيسي في إرجاع المياه إلى مجاريها فيما بين مرتضى وشوبير عندما يرون صورة رئيس وزراء كوريا الجنوبية الذي يتلقى فيها صفعة من أب أحد الغارقين في العبارة ؟!! ألا يتذكرون أن أرواح اللآلاف راحت سُدىً ولم تستحق حتى حذاءاً يطير بجانب رأس أي مسئول في الحكومة عن كارثة من مئات الكوارث التي شهدتها مصر ؟!! ..
لا تتعالى أصواتكم إلا لتخوين المعارضين وتشويه المخالفين والتلفيق لمن ليس في خندقكم ، لا تحزنون لسقوط أحد أفراد الجيش والشرطة جراء عمل إرهابي إلا إدعاءاً وتمثيلاً لتتاجروا بصور جثثهم وأسمائهم على حساب الحرب على الإرهاب ، لكن أنباء أطفال تخرج بعد ” عملية لوز ” بعاهات مستديمة أو طفل ثالث ابتدائي مبتور الذراع بسبب إهمال صيانة كشك كهرباء جانب مدرسته لا تسترعي اهتمامكم ولا تدفعكم لسب الحكومة أو السؤال عن المسئول ، أخبار دكتور ومهندس يذهبان ضحية بلطجية قطع الطرق لا تريدون أو لا تجرأون للسؤال عن الأمن الموعود منذ سنة ، حياة ملايين مهددة بزيادة نسبة السرطان وتشوه الأجنة لزيادة تلوث البيئة باستخدام الفحم لا تمنعكم من التطبيل لحكومة متواطئة مع فاسدين رغبة في دوران عجلة الإنتاج على حساب أمننا وصحتنا وأطفالنا ..
المشيرعبد الفتاح ، الأستاذ عبفتاح ، السيد عبده أو عم عبده ، أيَّاً كانت طريقة تناوله ، اتخذ أبناء وفلول مبارك أبناءاً له بالتبني ، يعلم تملقهم ونفاقهم وتخوينهم لمن لم يتبع رايته ، ولم يُوقف أو يستنكر حملات التشويه ، السيسي لم يحمل كفنه على كفه لأن طنطاوي من قبل قام بما قام به ولم تُمَس له شعرة ، الجيش هو من ساند ثورة الشعب على مرسي ، قد كان منذ أسابيع وزيراً للدفاع ثم خلع بذلته العسكرية ليكون مرشحاً للرئاسة ، حجة المدافعين اليوم أنه ليس في منصب للمساءلة ولكنها شهور قليلة سَيُتَوَّج كما يدَّعون باكتساح بمساعدة فلول وداخلية وقضاء مبارك ، والشعب الذي خرج منه 6 أبريل لخلع مبارك وخرج منه تمرد لعزل مرسي فسيخرج منه من يموت فقراً وجوعاً ومرضاً إن لم يرها أماً للدنيا كما وعد المشير ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق