2012-07-16
ياسر خضر - عربي برس
" هي مزحة ثورية إسمها معركة دمشق "، يقول مسؤول إحدى تنسيقيات حي المزة في الثورة السورية (18 تنسيقية في المزة فقط بعضها جدي واغلبها يضم بضعة عناصر ).
اليساري ذو الشعر الطويل واللحية الوهابية لا يمارس الصلاة أصلا ولا يهتم بالتقاليد الدينية، ولكن موقعه على رأس عمل ثوري دفعه إلى امامة الصلاة في المساجد بمجموعاته الثورية لا لسبب ايماني شخصي بل لأن ممارسة الصلاة تقوي موقعه القيادي بين شباب أغلبهم يعتبر نفسه ثوريا للدفاع عن الطائفة لا أكثر ولا اقل.
هو مخرج تلفزيوني مطرود من عمله منذ العام 2003 لأسباب سياسية ، ومواقفه المعلنة الرافضة لحكم البعث كلفته مهنته " منذ ما قبل أن ينبت للحية الشيخ العرعور انياب ثورية " كما يحلو له ان يردد بسخرية .
ولايمانه بوجوب تداول السلطة ديمقراطيا في سورية ساهم في كل النشاطات المعارضة خلال السنوات الماضية وكان واحدا من أوائل من شاركوا في الثورة السورية لحظة إندلاعها من حي الحريقة في دمشق القديمة يوم رفع هو شعار " الشعب السوري ما بينذل " فردد خلفه المئات .
هو المتحول إلى مدافع عن أهل السنة والجماعة من منطلق الانتماء الطائفي يسخر وهو يشرب كوب شايه في مقهى " كازا خان " من نفسه ومن رفاقه السوريين ويؤكد: " لشو الكذب ...فشلنا في إسقاط النظام سلميا لأن النظام لم يترك لنا فرصة الانتصار عليه "
لكنكم أكثر عددا ؟
نسأله :
فيقول : مين قصدك السنة ؟ أيه صحيح والدليل ...(ساخرا) مشان هيك مبارح ثمانين الفا نزحوا من حي الميدان ومن التضامن تضامنا مع الجيش الحر (ضاحكا بحزن) ..
يتابع : أخي شوف لقلك ...أكتب بنزاهة ولا تحرف كلامي ...لولا خيانة السنة والسنيات للثورة لما انهزمنا في تحركنا السلمي. بصراحة ما فعله تشي غيفارا في اهل القرى التي لم تناصره في بوليفيا قليل وكان علينا القيام بذلك في دمشق !!
لماذا : نسأله فيجيب :
لأنه لولا خيانة السنة لثوريتنا ولولا تقاعسهم ولولا جبنهم ولولا خوفهم لكنا ملأنا الشوارع بملايين المتظاهرين ...ما خلينا شي بحرك الناس وما عملنا، اشتغلنا على الحوارات من بيت لبيت، اشتغلنا على ائمة المساجد وعلى خط المشايخ، إشتغلنا على نشر البيانات امام البيوت والشوارع ... بالكلام كلون معنا وبالفعل كل مرا بتضب زوجها وابنها حتى ما ينزلوا يتظاهروا ...وآخرتها أستوردنا متظاهرين من داريا لنبين كتار بالمزة يوم التشييع " بركدن" بيتشجعو وبيطلعو من بيوتن وقلنا الحمد لله انجحنا فيها بس تاني يوم كم واحد اجى على التظاهرة في المزة ؟؟ 200 زلمة ما جمعنا ...طيب طائفة متل هاي ما بدها حرق ؟
نسأله إذا إنتقلتم للسلاح في دمشق عن سابق تصور وتصميم للأنتقام من الدمشقيين لأنهم لم يثوروا ؟
يجيب : بصراحة الشوام بيستاهلو يصيروا بشوارعهم اللي عم بصير بالميدان وبالتضامن (اشتباكات وانتشار للمسلحين) بس وحياة أمي التنسيقيات الشامية ما الها قلب تنتقم بتفجير الوضع الأمني بشكل عشوائي هادول اهلنا ، " بس في مين إجى من برا وعملها "
كيف يعني من برا (من خارج دمشق ؟)
يقول :
هناك الاف من المهجرين الحماصنة والدوامنة ، وهناك مسلحين هربوا من دوما ومن دارايا وجبال الزبداني ودخلوا إلى أحياء دمشق وبدأو معركة يعرفون سلفا أنهم مهزمون فيها وبغير موافقتنا وبلا تعاون معنا وهم يرون أن تخريب الوضع الأمني في دمشق سيضر بالنظام ويهزه .
نسأل: ولكنهم يدمرون احياء الدمشقيين بلا طائل وما حصل في التضامن اليوم دليل على هذا الامر بالأمس ظهر المسلحين واليوم هربوا وطحنهم الجيش ودخل إلى بيوت التضامن بيتا بيتا ففر من امامهم المسلحين بعد أن قتل منهم العشرات.
قال:
أيه بس الشباب (المسلحين) حققوا هدفين ....الأول هو نقل المعركة إلى العاصمة والثاني هو الأنتقام من أهالي العاصمة لأنهم لم يخرجوا سلميا ولم يساندوا بالتظاهرات على الأقل اهالي دوما وحمص وداريا .
إذا هو إنتقام من أهالي دمشق ؟
يجيب : في جانب منه أرى الامور كذلك ورغم أسفي على ما يحصل إلا أن قسما من قلبي وغريزتي الثورية فرحة بما يحصل للدمشقيين، لقد خذلوا الثورة وجاء اليوم من يجعلهم يدفعون ثمن مساندتهم للنظام !
لكنهم لم يساندوا النظام بحسب علمي بل هربوا من المعركة ؟
يجيب: كل من لم يتظاهر سلميا وكل من لم يشارك في الاضرابات هو مساند للنظام وخائن لطائفته !
نسأله : من الأكثر عددا ...الخونة للثورة من أهل السنة (الموالون للنظام والمحايدين) أم الثوريين ؟
يجيب : الخونة بالكلام اقل عددا لكن وقت الفعل والتحركات يهربون من المواجهة فيسندون النظام ويقونه بسلبيتهم .
هل ستسقط دمشق بيد الجيش الحر ؟
يجيب: من قرر خوض المعركة في دمشق ذكي ...وتقديري أنه متدين زيادة عن اللزوم ومن أتباع جبهة النصرة مئة بالمئة !
نسأله لماذا تقول ذلك:
يجيب وقد أسكرته الرغبة في السخرية السوداء و الكاس الثالث من الشاي :
لأن إسقاط دمشق يتطلب حركة شعبية سلمية تمنع النظام من إستعمال قوته المتمركزة بنسبة خمسين بالمئة من قواته الأمنية والعسكرية كافة في دمشق وضواحيها، وأما ما فعله الاخوان من بدء الثورة المسلحة في دمشق بتحضيرات متسرعة وقبل وقتها فهو ذهاب اكسبرس إلى الجنة.
ويختم القيادي الثوري بكلمة:
سجل للتاريخ ...دمشق تأبى أن تسقط في يد الثورة بقوة السلاح لأن النظام الأسدي لديه ما يكفي من السلاح لمقاومة سقوطه ولتدمير المدينة على رؤسنا وإن لم يخرج أهل دمشق للتظاهر سلميا بالملايين فلا أمل في السيطرة على المدينة لأن العمل العسكري سيعطي القتلة في النظام فرصة سحق الاحياء الثائرة ، وهي بالمناسبة ثائرة غصبا عن أهلها ...إنظر إلى المهجرين من التضامن ...لو كانوا مع الجيش الحر لبقوا في بيوتهم لمساندة الثوار كما فعل اهالي الخالدية وبابا عمرو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق