ذكرت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، أن انقطاع الكهرباء في أنحاء مصر، الخميس، ألحق أضرارًا كبيرة بالمصريين المحبطين، الذين يكافحون لكسب العيش وسط ارتفاع الأسعار واستمرار البطالة وتدهور الاقتصاد، بينما فيما يخشى البعض انتقاد الرئيس عبد الفتاح السيسي علنًا.
وفي تقرير، نشرته الجمعة على موقعها الإلكتروني، قالت الصحيفة: «المصريون عانوا من انقطاع للكهرباء دام ساعات في ظل ارتفاع دراجات الحرارة، ما أدى إلى عرقلة حركة التجارة والنقل وتعطيل حياة عشرات الملايين من الناس في جميع أنحاء البلاد، وتوقف الأعمال وأنظمة النقل السريع وانقطاع البث التلفزيوني وتعليق الخدمة في المستشفيات وتعطل خدمة الإنترنت من أقصى الشمال في الإسكندرية إلى أقصى الجنوب في أسوان».
وأضافت: “سبق الانقطاع الذي قيل إن سببه خلل فني أشهر من انقطاع متداول للكهرباء أغرق أجزاءً من البلاد في ظلام دامس وشل حركة التجارة وحياة المصريين اليومية، لكن ما حدث أمس كان أوسع نطاقًا من المعتاد”. ونقلت الصحيفة عن محمد السيد، عامل بأحد المتاجر تبدو على وجهه ما أسمته "أمارات البؤس والقنوط»، قوله: «انقطاع الكهرباء أتلف جميع المنتجات في الثلاجة، الآيس كريم واللحوم والخضروات والجبن والشوكولاته».
وتابعت الصحيفة: «رغم أن انقطاع التيار الكهربائي قد أجج من قبل مشاعر الغضب ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، إلا أن الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي تمكن حتى الآن من تفادي الانتقادات بشأن نقص الطاقة المستمر، والذي يرجع إلى عجز مصر عن الدفع للموردين الدوليين للحصول على الوقود والبنية التحتية المتداعية في البلاد».
واستطردت: «العديد من أصحاب الأعمال اضطروا إلى تحمل تكاليف وخسائر إضافية»، بينما نقلت عن محمد فوزي، صاحب محل خياطة، قوله: «اضطررت لاستئجار مولد كهربائي تكلف حوالي 5 آلاف جنيه شهريا لتشغيل لمبة واحدة وأربع آلات خياطة، بالطبع كان لذلك أثر سلبي على عملي، وتطلب العمل وقتًا مضاعفًا، مما أثار غضب الزبائن».
وأشارت الصحيفة إلى أن القنوات التليفزيونية الخاصة المملوكة لمؤيدي النظام الحالي أنحت باللائمة في انقطاع التيار الكهربائي على أنصار مرسي رغم أن الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، استبعد ذلك، في حين قال بعض المصريين إنهم يخشون انتقاد أداء السيسي علنًا، جرَّاء ما تسمى بـ «حملة القمع الشعواء ضد المعارضين. وأوضحت الصحيفة إلى أن حكومة السيسي وعدت مؤخرًا بإنهاء أزمة انقطاع الكهرباء خلال أربعة أشهر، حيث خفَّضت بالفعل إعانات دعم الطاقة، واقترح منير فخري عبد النور، وزير التجارة والصناعة، فرض حظر على استيراد مكيفات الهواء، التي تعمل لأقل من 20 درجة، كما أمرت السلطات بعض المصانع بتعليق عملها. ورأى وائل زيادة، الخبير الاقتصادي في المجموعة المالية هيرميس، أن انقطاع التيار جعل الخميس يومًا ضائعًا، مضيفًا: «حتى إذا كان لديك مولد طاقة، سيصيب الشلل حياتك التجارية والعملية، هذا هو المتوقع من بنية تحتية قديمة كان ينبغي التعامل معها كمسألة ملحة في وقت مبكر».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق