عربي 21 - غزة – صالح النعامي
دعا معلق وباحث صهيوني بارز الرأي العام في الكيان الصهيوني إلى عدم الثقة بما تقوله النخب السياسية والعسكرية والمعلقون بشأن تقدير حركة حماس، مشيراً إلى أن هذه النخب وهؤلاء المعلقين ضللوا الرأي العام من خلال الانطلاق من افتراضات مضللة بشأن هذه الحركة وقوتها.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "معاريف" أمس، نوه زيريسكي إلى أن النخب والمعلقين الصهاينة حاولوا إقناع الجمهور الصهيوني بأن حركة حماس "ضعيفة"، وهي بالتالي غير معنية وغير قادرة على فتح مواجهة مع الكيان الصهيوني، وهو ما تبين أنه غير دقيق وغير واقعي.
وأضاف زيريسكي أن المعلقين "لم يستحوا وواصلوا بكل وقاحة خلال الحرب الزعم بأن حركة حماس غير معنية بالمواجهة، وأنها تتطلع إلى وقف إطلاق النار، على الرغم من أن كل الوقائع على الأرض كانت تؤكد عكس ذلك تماماً".
ونوه زيريسكي أن المعلقين الصهاينة لم يقولوا الحقيقة الواضحة والجلية وهي إن "إسرائيل هي التي كانت تستجدي عملياً الهدنة وكانت تركع على ركبتيها من أجل أن توافق حماس على هذه الهدنة، في الوقت الذي واصلت فيه حركة حماس إطلاق النار".
وأشار زيريسكي إلى أن كلاً من المسؤولين والمعلقين الصهاينة ضللوا الرأي العام عندما زعموا بأن "إنجازات" إسرائيل في الحرب كانت عظيمة وأنه في غضون يومين أو ثلاثة سيتم الانتهاء من معالجة تهديد الأنفاق، مشيراً إلى أن أياماً كثيرة مرت دون أن تتمكن "إسرائيل" من معالجة هذا التهديد "ودون أن يظهر ضوء في نهاية النفق".
وأضاف قائلاً: "وفي حال نظرنا إلى قائمة الإنجازات، فإنه يبدو بشكل واضح أن قائمة الإنجازات التي حققتها حركة حماس تبدو أكبر من تلك التي حققتها إسرائيل، فهذه الحركة قامت بإغلاق الغلاف الجوي الإسرائيلي أمام الطيران المدني، وأجبرت ملايين الإسرائيليين على النزول للملاجئ، في حين أن كل المجتمع الإسرائيلي في فزع من نتاج عمل وحدة الأنفاق في حركة حماس، ولم يظهر أي إنجاز واضح لإسرائيل".
وسخر زيريسكي من الادعاء الصهيوني بأن حركة حماس تطلق النار والصواريخ من وسط تجمعات سكانية، قائلاً: "لو كانت حماس تطلق النار والصواريخ من قواعد معروفة، لتمكن سلاح الجو الإسرائيلي من القضاء عليها في وقت قياسي ولما كانت هناك حاجة لحرب حقيقية".
وأشار زيريسكي إلى أن مزاعم "إسرائيل" هذه تأتي للتغطية على فشلها الاستخباري، وعدم تمكنها من الحصول على معلومات استخبارية تمكنها من المس بمنصات إطلاق الصواريخ وهيئات القيادة والتحكم التابعة لـ "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس.
وأوضح زيريسكي أن المعلقين والنخب السياسية ضللت الجمهور عندما اعتبرت أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "ليس شريكاً، وأن حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية هي في الواقع حكومة إرهابيين"، مشيراً إلى حقيقة أن "إسرائيل" تواجه حركة حماس كحركة "صعبة وقاسية" يدلل على أن أبو مازن كان شريكاً مهماً لإسرائيل.
وحث زيريسكي الجمهور الصهيوني على عدم تصديق النخب الحاكمة والمعلقين، قائلاً: "على الجمهور ألا يصدق أية كلمة تخرج من أفواه هذه النخب وهؤلاء المعلقين، فهم لا يعرفون شيئاً في أحسن الأحوال، أو أنهم يضللون الناس والجمهور".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق