نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مقالا للصحفي والمدون المصري المقيم في القدس خالد دياب قال فيه: «إن مصر وإسرائيل وغزة يشكلون مثلث الحب والكراهية الأكثر غرابة في الآونة الأخيرة».
وأضاف الكاتب، في مقاله اليوم الجمعة، بعنوان «تحالف مجنون»: «أن إسرائيل ومصر ضد غزة، وأن القاهرة فقدت أوراق اعتمادها باعتبارها مؤيدة للفلسطينيين، ولم يعد ينظر إليها كوسيط محايد».
وتابع دياب: «أصبح نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شريكا في الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة».. مشيرا إلى أنه أغلق معبر رفح تماما ودمر مئات الأنفاق في سيناء التي يعتمد عليها اقتصاد القطاع.
ولفت الكاتب إلى أن مقدمي البرامج في القنوات المصرية المنحازين للجيش يرفعون حدة الخطاب المعادي لحركة حماس، وذكر منهم توفيق عكاشة الذي أشاد بالعملية الإسرائيلية ضد غزة، واصفا سكانها بأنهم «ليسوا رجال».
واعتبر الكاتب أن الموقف المصري لا يثير الدهشة، لكنه نال الكثير من الثناء في إسرائيل، بينما قوبل بردة فعل غاضبة وحائرة من الفلسطينيين، الذين يقولون إن «حليفتهم مصر تركت غزة تحترق».
وأشار أيضاً إلى أن كثير من الفلسطينيين يشعرون بخيبة الأمل والخيانة ويتسائلون: «ما اللعبة التي تمارسها مصر؟.. لماذا تتخلى عن العرب وتتركهم يقتلون بهذه الطريقة ؟.
وأضاف الكاتب: «بعض الفلسطينيين والعرب المتعاطفين معهم على يقين بأن السيسي ونظامه عملاء للولايات المتحدة وإسرائيل، مدللين على ذلك بدعم واشنطن لنظامه رغم الهجوم عليه من جميع أنحاء العالم لافتقاره الشرعية الديمقراطية وانتهاكه لحقوق الإنسان.
يواصل: «في حين أن القادة العرب يستخدمون إسرائيل كذريعة لإسكات المعارضة وتأخير الإصلاح، ابتكر السيسي طريقة جديدة هي إلقاء اللوم على الفلسطينيين واستخدام شعار الحرب على الإرهاب».
وقال: «لقد قررت مصر خوض حرب بالوكالة ضد حماس، من خلال الجلوس على الهامش ومشاهدة إسرائيل وهي تقتل المدنيين في غزة، يحدوها الأمل في انهيار حماس».
ورأى «دياب» أن الخطة المصرية الإسرائيلية يمكن أن تفشل، مشيرا إلى أن حماس ليس لديها ما تخسره، وليس هناك ما يضمن سيطرة فتح على القطاع بعد انتهاء الحرب، كما أن هناك فرصة كبيرة لظهور مزيد من الجماعات المتطرفة لتسيطر على غزة.
وأختتم الكاتب مقاله بالقول: «إذا فشلت إسرائيل ومصر في إيجاد وسيلة للعيش بسلام، ودون عنف مع حماس، فإن التاريخ سيعيد نفسه بشكل أكثر مأساوية، وستصبح غزة، ليس فقط مقبرة المدنيين الأبرياء، بل أيضا مقبرة لفرص السلام للأجيال القادمة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق