أصدر المجلس الثورى المصرى بيانا فى ليلة الذكرى الأولى لمجزرة فض اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر يدعو فيه جموع المصريين إلى التظاهر السلمى غدا فى جميع الميادين حتى تعود حقوق الشهداء وتكمل مصر ثورتها :-
"عام مضى وما ترك الحزن والأسى مدن وقرى مصر من أقصاها إلى أدناها.
عام مضى وما غادرت مشاهد الإبادة الجماعية فى ميداني رابعة والنهضة ذاكرة المصريين، بل الإنسانية كلها فى واحدة من أبشع المذابح التى شهدتها مصر بل والعالم فى تاريخه المعاصر، والتى فاقت أكثر جرائم المحتل خسة ونذالة.
عام مضى ومازال الميدان ماثلاً أمام أعيننا وفى ضمائرنا، وقد امتلأ صبيحة ذلك اليوم بمئات الآلاف من المعتصمين السلميين الذين احتشدوا من كل أنحاء مصر للتعبير عن رفضهم للانقلاب العسكرى الهمجي الذى اغتال حلم المصريين فى الحياة الكريمة
مازلنا نذكر أمطار الرصاص الحى تحصد أرواح الأبرياء وطلقات القناصة من أسطح المبانى والطائرات لاتفرق بين رجل وامرأة ولابين كبير وصغير ورائحة سحب البارود والدخان وقد خلفت وراءها أشلاء الشهداء المحترقة.
مازلنا نذكر أصوات جنازير المدرعات وأصوات الجرافات التي سحقت اللحم والعظام ..صراخ الأطفال وبكاءهم وعويلهم وذعرهم
عام مضى ومازال مشهد حرق المستشفى الميدانى بمن فيه من الشهداء والمصابين يزلزل إنسانيتنا ...
إن المجلس الثورى المصرى اليوم وبعد مرور عام على تلك المحرقة ليؤكد أنها شكلت محطة أساسية فى ضمير المصريين والعالم وصارت حداً فاصلا بين الإنسانية واللا إنسانية بما يشكل تحديا أساسياً أمام المجلس فى ضرورة تعقب هؤلاء المجرمين الذين سولت لهم أنفسهم الإقدام على تلك المذبحة المروعة فى جميع المحافل والمحاكم الدولية وتقديمهم لمحاكمة عادلة وناجزة. كما أن المجلس الثورى يحمل قائد الانقلاب المسؤولية الكاملة عن المذبحة مع بقية أعضاء عصابة الإجرام بمجلس الميليشيات العسكري, وكل من شارك فى إعداد وتنفيذ وتسويق المذبحة.
إن المجلس الثورى يضطلع بدوره فى توثيق كل ما يتعلق بالمذبحة من حيث الكيفية التى تم بها الفض وأسماء الشهداء سواء من تم العثور عليهم أو من لايزالون مفقودين حتى الآن ولم يتم العثور عليهم حيث سيتم البناء على الجهود المخلصة التى بذلت طوال العام الماضي فى عملية الحصر والتوثيق . كما يدعو المجلس الشعب المصرى كله -وقد ظهرت له حقيقة الانقلاب الدموى - إلى انتفاضة ثورية عارمة لا تتوقف حتى سحق الانقلاب وزواله ونهايته .
إن المجلس الثوري المصري يطالب حكومات العالم بالتعامل مع المجرمين والقتلة التي وردت أسمائهم في تقرير منظمة هيومن رايتس وتش على أنهم مجرمي حرب لما اقترفوه من جرائم ضد الإنسانية ويجب ملاحقتهم وفق ذلك .
إن المجلس الثوري المصري يطالب حكومات دول العالم أن تحترم إرادة شعبنا وألا تكون سندا وعونا ودعما لنظام القمع والاستبداد والحكم العسكري وأن ما يقدم لهذا النظام القاتل من أسلحة ودعم مالي وسياسي يجب أن يتوقف فورا .
إن المجلس الثوري المصري يطالب العالم الحر من كل شعوب العالم التي تتطلع إلى العيش والحياة الكريمة أن تكون مساندة لقضيتنا العادلة وضاغطة على حكوماتهم وبرلمانتهم من أجل عالم أفضل خالي من القتل والإجرام الدولي الممنهج .
إن المجلس الثوري المصري يرى أن الثوار في الميادين هم عماد الثورة وهم من سيحققون أهدافها بصمودهم وتحديهم لآلة القمع والقهر والفساد والاستبداد وعلى الجميع أن ينحاز لإرادتهم .
تحية إلى أرواح شهدائنا الذين قتلوا غدراً تحت جنازير الجرافات أو برصاص العصابات المسلحة ...
ونحن ان شاء الله لن نتوقف عن ثورتنا حتى نقتص لدماءهم ممن سفكوها، فدماؤهم الزكية صارت شعلة لجموع الثائرين تضىء لهم الطريق ووقوداً حياً يعينهم على مواجهة آلة القتل الوحشية التى تحصد كل يوم مزيدا من الأرواح الطاهرة
تحية إلى أسر الشهداء الصابرين الصامدين فمن دموعهم يستمد الثوار إصراراُ وعزيمة من أجل القصاص العادل لهم ممن استباح دماءهم واسترخص أرواحهم.
تحية إلى المصابات والمصابين، وإلى الحرائر والأحرار خلف القضبان الذين قاوموا كل صنوف الضغط والإكراه، وظلوا مرفوعي الهامة منتصبي القامة في مواجهة سجانيهم.
وتحية مستحقة للثوار الصامدين في الشوارع والميادين، في المدن والقرى والنجوع، الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء، ومقاومة آلة البطش والإرهاب الأمني، ولايزالون يجودون بأنفسهم كل يوم فداء لمبادئهم ولوطنهم ولحريتهم وكرامتهم وإرادتهم السليبة.
وتحية إلى كل الأحرار في العالم شعوبا أو حكومات أو منظمات مدنية الذين وقفوا إلى جانب شعبنا وحقه الأصيل في العيش والحرية والكرامة، وفضحوا – ولايزالون - ممارسات الإنقلاب وانتهاكه لأبسط الحقوق الإنسانية .
إن مرور عام على المحرقة، ومرور عام على مقاومة القتلة لن ينسينا تلك الجريمة الكبرى، وإننا لعازمون بعون الله أن يطال القصاص العادل كل مجرم سفك دماء المصريين ، وإنتهك اعراض الحرائر من ميليشيات الإنقلاب "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق