نعم، ها هو عام يمر على ٣٠ يونيو ٢٠١٣ الذى شاركتم به للمطالبة السلمية بانتخابات رئاسية مبكرة تنقذ مسار التحول الديمقراطى، وعلى ٣ يوليو ٢٠١٣ الذى أطاح بالمسار الديمقراطى وفرض هيمنة المؤسسة العسكرية على الحكم/السلطة.
نعم، ها هو عام يمر على انتهاكات متكررة للحقوق وللحريات لم تتركم أنتم دون ملاحقة وتعقب وتوقيف واعتقال، وعلى الصمت المطبق لنخب ولأحزاب ولشخصيات عامة إما لتأييدها للمكون العسكرى-الأمنى أو لتعويلها على تحالفها معه للحصول على عوائد سياسية / اقتصادية / مالية أو لخوفها منه أو لرهانها الخائب على أن الانتهاكات لن تتجاوز حدود من «يمقتونهم» من قيادات وعناصر «اليمين الدينى»، وكأن هؤلاء لا كرامة إنسانية لهم ولا حقوق ولا حريات، وكأن تراكم ممارسات القمع والانتهاكات واستهدافها لعموم معارضى الحكم / السلطة لم يكن أمرا مقضيا وحتمية لا فكاك منها.
نعم، ها هو عام يمر على استخدام القوة المفرطة فى فض الاعتصامات والتظاهرات دون مساءلة ومحاسبة عن الدماء التى أسيلت ودون منظومة عدالة انتقالية، وعلى إطلاق الحكم / السلطة والنخب المتحالفة معه لأسراب طيور ظلام المرحلة لتسيطر على الفضاء الإعلامى وتسوق المبررات للقوة المفرطة وللعصف بسيادة القانون.
نعم، ها هو عام يمر على إماتة السياسة وإلغاء حق المواطن فى الاختيار الحر وتهجيره من المجال العام عبر القوانين القمعية كقانون التظاهر وعبر القمع وانتهاكات الحقوق والحريات، على أحكام السجن المشددة بحق الناشطين وآخرين من غير المعلومة أسماؤهم للرأى العام، على عودة الدولة الأمنية.
نعم، ها هو عام يمر على إعلام عام وخاص يفرض الرأى الواحد والصوت الواحد ويحجب الحقائق والمعلومات، على منع الرأى الآخر والصوت الآخر أو تضييق المساحات المتاحة لهما وتعقب أصحابهما.
نعم، ها هو عام يمر على صناعة صورة البطل الأوحد / المنقذ / المخلص القادم من المؤسسة العسكرية، على إعادة إنتاج مقولات النخب المدنية والسياسية والحزبية «العاجزة» عن إدارة شئون البلاد وعلى تدليل النخب هذه على ذلك بتأييدها «للبطل» ومشاركتها فى «التفويض الشعبى» وصمتها عن الانتهاكات وتكالبها الآن على دور «الظهير السياسى للرئيس»، على تجديد دماء حكم الفرد فى مصر.
نعم، ها هو عام يمر على مزاج شعبى متقلب يتجاهل القمع والانتهاكات تارة ثم يعود لرفض الظلم والمظالم تارة أخرى، على تعثر تواصلكم مع قطاعات شعبية كثيرة تبحث عن الخبز والأمن وتريد منكم مزجا مقنعا بينهما وبين الحقوق والحريات، على تقطع سبل الاقتراب اليومى من المواطن وإدراككم لضرورة إنجاز التواصل، هذا رغم المخاطر البالغة التى تحيط بعملكم ومشاعر اليأس والإحباط التى قد تصيب بعضكم والكثير من رفاقكم فى محنة السجن / الحبس / الاعتقال.
نعم، ها هو عام يمر على هذا النحو المؤلم، إلا أنكم ما زلتم هنا فى وسط المجتمع وفى وسط الحياة تجاهدون للانتصار لمبادئكم، للدفاع عن الحقوق والحريات ومواجهة الانتهاكات دون تمييز بين الضحايا، لتوعية الناس بأن الخبز والأمن والاستقرار والدولة الوطنية القوية لا سبيل لهم إلا بالعدل وسيادة القانون وبالحرية وليس بحكم الفرد. نعم، ها هو عام أليم يمر، إلا أنكم ما زلتم هنا و لستم بمفردكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق