قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إن الاعتداءات الإسرائيلية على غزة جاءت بتفويض ملكي سعودي، مشيرا إلى أن تلك الحقيقة باتت بمثابة "سر مكشوف" في تل أبيب.
وتابع هيرست في مقال بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني الأحد: “ مسؤولون عسكريون إسرائيليون سابقون وحاليون يشعرون بالارتياح عند الحديث عن ذلك..وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز أدهش مذيع القناة العاشرة بقوله إن إسرائيل كان عليها تحديد دور محدد للمملكة السعودية والإمارات في عملية نزع سلاح حماس، وعندما سأله المذيع عما يقصد بذلك، أجاب بأن أموال الدولتين يجب أن تستخدم في إعادة بناء غزة بعد نزع أنياب حماس".
ومضى يقول: "عاموس جلعاد رئيس الشعبة الأمنية والسياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، قال للأكاديمي جيمس دورسي مؤخرا: “كل شيء يجري في الخفاء، ولا يوجد شيء في العلن، لكن تعاوننا الأمني مع مصر ودول الخليج أمر فريد، إنها الفترة الأفضل في تاريخ العلاقات الأمنية والدبلوماسية مع العرب".
وأردف هيرست: “ الحفلة مزدوجة، الملك عبد الله أشار بوضوح إلى أنه هاتف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للموافقة على مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار، لا تضع حماس طرفا، حتى أن محللين أشاروا لصحيفة جيروزاليم بوست إلى عدم جدية المبادرة".
وتابع الكاتب البريطاني: “ مسؤولو الموساد والمخابرات السعودية يلتقيان بصورة اعتيادية، لقد تباحث الطرفان عندما كان الرئيس المعزول محمد مرسي على وشك أن يعزل ، وكذلك يتفقان تماما بشأن إيران، في الإعداد لضربة إسرائيلية باستخدام قاعدة جوية سعودية، وفي تخريب البرنامج النووي الجاري. هناك ادعاءات من أحد المصادر الجيدة مفادها أن السعودية تمول الحملة الإسرائيلية الباهظة ضد إيران".
وأضاف: “ لماذا باتت السعودية وإسرائيل مترافقتين على هذا النحو؟ على مدى عقود كان الخوف هو القاسم المشترك لدى كلتا الدولتين، وكذلك ردود الفعل تجاه ذلك الخوف، فكلتاهما شعرتا أنهما تستطيعان فقط تأمين وجودهما ضد جيرانهما، إما عبر غزوهما مباشرة، أو من خلال تمويل حروب بالوكالة وانقلابات، كما فعلت السعودية في سوريا ومصر وليبيا".
وأردف: “لدى الدولتين خصوم مشتركين، مثل إيران وتركيا وقطر وحماس، والإخوان المسلمين في كافة أماكن تواجدهم، كما أن لديهما حلفاء مشتركون أيضا، مثل المؤسسات العسكرية والصناعية الأمريكية والبريطانية، ورجل فتح القوي محمد دحلان، الذي تثمنه واشنطن، والذي حاول من قبل الهيمنة على غزة، ويبدو جاهزا لتكرار المحاولة".
وأردف هيرست: “ الفارق اليوم، هو أنه للمرة الأولى في تاريخ الدولتين، هناك تعاون مفتوح مشترك بين الدولتين. الأمير تركي ابن شقيق العاهل السعودي هو الوجه العلني لذلك التقارب، الذي برز من خلال نشر السعودية لكتاب من تأليف أكاديمي إسرائيلي".
واستطرد بقوله: “ الأمير تركي طار إلى بروكسل في مايو للقاء الجنرال عاموس يادلين، رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق، الذي أشارت محكمة تركية إلى ضلوعه في الهجوم الإسرائيلي على السفينة التركية مافي مرمرة، التي كانت في طريقها لنقل مساعدات إلى غزة".
ونوه هيرست إلى مقال كتبه الأمير تركي بصحيفة هاآرتس قال خلاله: “ سأكون سعيدا إذا استطعت دعوة، ليس فقط الفلسطينيين، ولكن الإسرائيليين الذين سألتقي بهم، للقدوم وزيارة الرياض، حيث بإمكانهم زيارة منزل جدودي في الدرعية، التي عانت على يد إبراهيم باشا، ذات المصير الذي لاقته القدس على أيدي نبوخذ نصر والرومان".
وأردف: “دعوة تركي لمبادرة السلام العربي تأتي على حساب التخلي عن الدعم التاريخي للمقاومة الفلسطينية".
وتابع: “ المحلل السعودي جمال خاشقجي قام بالتطرق لذات النقطة عندما تحدث في لهجة رمزية حول عدد المثقين الذي يهاجمون فكرة المقاومة الفلسطينية قائلا: “ ما يدعو إلى الأسف، هو أن عدد هؤلاء المثقفين في المملكة يفوق المتوسط، وفي حالة استمرار ذلك الاتجاه، سيحطم ذلك ادعاء المملكة بدعم القضية الفلسطينية منذ تأسيسها على أيدي الملك عبد العزيز آل سعود".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق