21 يوليو 2014

تل أبيب تورط أبو ظبي وتنشر تفاصيل لقاء بن زايد وليبرمان عشية الهجوم في غزة

كشفت القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي النقاب عن تفاصيل اللقاء الذي ضمّ وزير الخارجية الإماراتي بنظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.
وقالت إن اللقاء بحثَ خطّة القضاء على حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بتمويل من الإمارات، مؤكدة أن أبو ظبي كانت تعلم بتفاصيل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل وقوعه، وأنه جزء من خطة إضعاف حماس للقضاء عليها .
وأضافت القناة الثانية الإسرائيلية إن اتصالات سرية جرت في الآونة الأخيرة بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، وإن اللقاء الذي جرى بين وزيري خارجية الطرفين، في العاصمة الفرنسية باريس، كان عشية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أطلع ليبرلمان وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد على تفاصيل عملية «الجرف الصامد».
وأكدت أن اجتماعًا سريًّا جرى نهاية الشهر الماضي في باريس، وجمع عبد الله بن زايد وليبرمان، تم خلاله بحث خطط خاصة تهدف للقضاء على حركة حماس في قطاع غزة، بتمويل من الإمارات، التي كانت على علمٍ مسبق بالهجوم الإسرائيلي على القطاع.
وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن بن زايد اجتمع على انفراد بـ «ليبرمان» على هامش الاجتماع الذي عقد بين عدد من وزراء خارجية دول الخليج والأردن ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، حيث تمّ بحث التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط، وخاصة على الصعيد الفلسطيني.
وأوضحت أنّ دولة الإمارات العربية كانت على علم مسبق بالعملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وأبدت استعدادها لتمويلها، شرط القضاء على حركة حماس نهائيًّا، لارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين.
كما كشفت القناة عن لقاء آخر جرى قبل أيام في العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، ضمّ وزيرًا إسرائيليًّا ووزير الخارجية الإماراتي، ومستشاره للشؤون الأمنية محمد دحلان القيادي السابق في حركة فتح، والمعروف بعلاقته الجيدة مع دول الخليج، والذي يقيم في الإمارات منذ طرده من قطاع غزة وفصله من حركة فتح، وتمّ التعرض لتفاصيل خطة إضعاف حماس والقضاء عليها.
وكانت مجلة «فانيتي فير» الأمريكية، كشفت عن تفاصيل العملية الانقلابية التي كان يقوم بها محمد دحلان بتمويل من الإمارات وتنسيق مع إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش.
وأوردت المجلة «وثائق أمريكية رسمية» عن مضمون الخطة، مشيرة إلى أنّ الإدارة الأمريكية سعت لتمويل حرب أهلية في غزة بواسطة محمد دحلان، تنتهي بتقويض سلطات “حماس” بتمويل إماراتي، وتتيح لعباس إجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة طوارئ توافق على مبادئ الرباعية.
وقالت المجلة إنّ المخطط كان يهدف إلى تقويض سلطة حماس.
ونقلت المجلة عن المستشار السابق لنائب الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد وارمسر الذي استقال من منصبه، بعد شهر من سيطرة حماس على غزة، وصفه الإدارة الأمريكية بأنّها «كانت تنخرط في حرب قذرة في إطار جهودها لتأمين النصر لديكتاتورية يقودها عباس».
وقال وارمسر: «يبدو لي أن ما حصل لم يكن انقلابًا من قبل حماس، وإنما انقلاب من قبل فتح جرى إحباطه قبل حصوله”. ونقلت عن “دحلان” قوله: “الجميع في الإدارة الأمريكية كانوا يعارضون الانتخابات في غزة».
كما نقلت «فانيتي فير» عن مسؤول في البنتاغون قوله: «كل واحد ألقى باللوم على غيره بعد فوز حماس في الانتخابات»، مضيفًا: «جلسنا في “البنتاغون” نتساءل: من الغبيّ الذي أوصى بذلك؟».
وذكرت المجلة أنّ الرئيس عباس رفض أن يكون طرفًا في حرب أهلية فلسطينية، لافتة إلى أن واشنطن تصرفت بقلق ورعب، حين بدأ عباس المحادثات مع حماس على أمل إنشاء حكومة وحدة وطنية.
وبدا للإدارة الأمريكية التي راحت تعد من وقتها خطة بديلة لإزاحة حماس من السلطة بالتعاون مع دحلان، أن القوات التابعة لفتح أكثر قوة من عناصر حماس، من الناحية النظرية. لكن الحقيقة تجلت في أن عناصر فتح لم يكونوا يحصلون على رواتبهم بسبب الحصار الذي فرض على حكومة حماس.
وكشفت المجلة بأنه مع عدم وجود أي إشارة بأن عباس جاهز لحل حكومة حماس، فإن الولايات المتحدة بدأت محادثات مباشرة مع دحلان.
ونقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض أن بوش كان يصفه بأنه “رَجُلنا” ، وبدأ القائد الأمريكي كيث دايتون الذي عينه بوش في العام 2005 للتنسيق الأمني في الأراضي الفلسطينية لقاءاته مع دحلان في القدس ورام الله. وكان ردّ دحلان أن حماس تهزم فقط بالوسائل السياسية، أما إذا كنت سأواجهها (عسكريًّا) فأحتاج إلى موارد أساسية.
وتوافق الرجلان على العمل على خطة أمنية تبدأ بتوحيد الأجهزة تحت قيادة دحلان، الذي عينه عباس -بالتزامن مع ذلك- مستشاره للأمن القومي. ورفض الكونغرس بداية تمويل هذه العملية خوفًا على أمن إسرائيل، فطلبت الولايات المتحدة من الأردن والإمارات دعم الأجهزة تدريبًا وعتادًا.
وحسب مذكرة من وزارة الخارجية الأمريكية، فإن تكاليف الخطة (رواتب المسلحين والتدريبات والأسلحة) قدرت بـ 1.27 مليار دولار على مدى خمس سنوات. وحسب المجلة، فإن المخطط لم تجمع له سوى دفعات مالية بلغت 30 مليون دولار، أغلبها أتى من الإمارات العربية المتحدة، حتى أن دحلان نفسه قال إن المبلغ الذي جمع كان 20 مليون دولار فقط، وأكد أن العرب قدموا من التعهدات أكثر من تقديمهم للمال.
وكانت مصادر إماراتية مطلعة كشفت عن آخر الاتصالات السرية بين أبو ظبي وتل أبيب، والتي بلغت ذروتها قبيل وأثناء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أيام على قطاع غزة.
وبحسب تلك المصادر فإن وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد أبدة استعداده لليبرمان تمويل أي عملية تضمن القضاء على حماس، وقال لنظيره الاسرائيلي: «اقتحموا غزة بريا أضمن ومستعدون للمعاونة»، كما طلب منه البدء بحملة عسكرية واسعة ضد غزة لتحطيم حركة حماس.

ليست هناك تعليقات: