قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عصام عبد الشافي إن عبد الفتاح السيسي لا يمكنه الضغط على إسرائيل لوقف العدوان على قطاع غزة, لأنه لا يملك أوراقاً للضغط عليها، بل إن إسرائيل هي التي تملك العديد من الأدوات للضغط عليه. وأضاف "إذا طالب السيسي إسرائيل بوقف عدوانها في غزة واستجابت إسرائيل، فإن هذا سيكون من باب إكساب السيسي مزيدا من الدعم السياسي والشرعية التي يفتقد إليها بعد الانقلاب العسكري الذي قام به يوم 3 يوليو 2013". وتابع عبد الشافي في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن مصر لم تفتح معبر رفح لاستقبال الحالات الإنسانية وعلاج المصابين والسماح للقوافل الطبية والإنسانية بالوصول إلى غزة، إلا لساعات قليلة مر فيها 11 مصابا فقط، وحتى في حال السماح لتلك المساعدة بالوصول فهذا لا يعني أن مصر تقف بجانب غزة، لأن هذا الأمر تحكمه اتفاقيات دولية بالأساس ويرتبط بطبيعة العلاقات الدولية وموقف مصر من المنظمات الدولية. وأشار إلى أن مصر ستضطر لفتح معبر رفح حفاظا على مكانتها في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لكن هذا لا يعني أي تغيير في موقف قادة "الانقلاب العسكري" السلبي من حركة حماس، أو يغير من علاقاتهم الاستراتيجية مع إسرائيل، أحد أهم الداعمين لهذا "الانقلاب". وأثارت وعود الرئيس عبد الفتاح السيسي لنظيره الفلسطيني محمود عباس بالعمل على "وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بأسرع وقت" خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، جدلا كبيرا في الأوساط السياسية المصرية، خاصة في ظل عدم صدور تعليق رسمي من السيسي على ما يجري في غزة، والتأخر في فتح معبر رفح. واكتفت مصر منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 يوليو ببيان من وزارة الخارجية تطالب فيه الطرفين بالالتزام باتفاقية التهدئة الموقعة في القاهرة، كما أجّلت مصر فتح معبر رفح أمام الجرحى والحالات الإنسانية، قبل أن تفتحه لساعات في 10 يوليو ، في الوقت الذي استقبل فيه معبر طابا 785 سائحا إسرائيليا, حسب بيان للديوان العام بمحافظة جنوب سيناء. كما هدمت مصر عشرات الأنفاق منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، الأمر الذي دفع الكثير من المحللين السياسيين للذهاب إلى حد اتهام مصر بالمشاركة في العدوان على غزة للتخلص من حركة حماس, التي تعتبرها القاهرة "منظمة إرهابية وتحاكم الرئيس محمد مرسي بالتخابر معها"، بينما يرى آخرون الأمر بشكل مغاير ويقولون إن القاهرة تسعى لدعم الفلسطينيين رغم "جرائم" حماس ضد الشعب المصري حسب زعمهم الواهى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق