باستثناء المتفاني، في الرضوخ للركن المنحني، المُخَصَّص لاستقبال التهاني، من مالكي (خارج الأرض المحتلة) أعلى المباني، المصطفين (مَن هم مثله) عن مذلة الأول بعد الثاني، ولا أحد منهم يستحق أن يكون فلسطيني ، فالأخير تهابه جدران الحِصْنِ المُحَصَّن ، المحروس بأشرس ذئاب المغلقة أبوابه بأغلى مزلاج ابتكرته تكنولوجية اليابان ، أزراره عيون تنقل لمن في الداخل صورة وما تحت هندام هذا الهزبر المغوار الإنسان ، وتخشاه بنادق مصوبة نحو جبهته المرصعة بالتقوى والإيمان ، وترتعش من سماع صوته طبول دواخل الآذان ، وتفر من حياله ما تفتخر به دولة إسرائيل من فرسان ، وتصطك عوارض وزراء في حكومة لا عمل لها غير التخطيط بالمكر وما يفرز من سموم كلما اتجه بقسَّامه يذكرها بالاختيار الوحيد المتروك لها رغما عن أنفها: فتح المعابر ، أو أن تحفر لنفسا بنفسها ألعن القبور في أحقر المقابر .
... الجو تغيَّر ، "كيري" عاد لواشنطن حيث المقر ، والاستقرار على ما اتخذته السعودية من قِبَلِ حليفها "نظام السيسي" كقرار ، أن تُتْرك "غزة" ب"حماسها"حتى تنهار ، أو ترضخ لمبادرة هي المحور، ليس قبلها أي خيار ، الإخوان عليهم بالاندثار ، أن يذوبوا ولا يُتْرَك لهم أثر، مصر السيسي قالت بهذا ولا تريد لحكمها المطلق لا جدال ولا معارضة ولا حوار، ولا توقف لإطلاق النار .
..."كيري" قدَّم خدمة للعرب دون أن يدري بقيمتها ، وبغير أن ينتبه لأبعادها حتى"السيسي"(لقربه من الحدث وهندسة ما يعطيه الشرعية الدولية في التدخل كقوة إقليمية تتهيأ لأخذ زمام الأمور حينما يستقر "الشرق بلا وسط" في خريطته المستقبلية ، الظَّاهِرُ منها يؤكد التغيير الجذري في المساحات الأرضية، وشكل الحكم المناسب لتلك المرحلة، التي لن يكون فيها من شاخ عظمه ولا من لا يتحرك حتى لسانه للنطق بجمل صحيحة) بالرغم مما يحيط به من فلاسفة ومحللين وخبراء مدنيين وعسكريين ، رحل كيري دون أن يعلق بكلمة يبرر بها للمراقبين سبب رفع اليد الأمريكية عن ملف "غزة"، وهذه المرة بالكامل ، الضربة المدروسة بعناية "مخابراتية" جيدة ، موجهة للسيسي دون غيره ليحُدَّ من كيفية معالجته للأمور بفرض المزيد من الليونة حتى تتم المسرحية المشخصة بالأطراف الثلاثة ( السعودية / مصر/ إسرائيل) ، وأن تُحترم أمريكا في إخراجها للعمل الدرامي ، بكيفية تجعل المتفرج لا يمل ، مهما كان وكيفما كان ، من الحركة التدميرية على الأرض الفلسطينية بشطريها الضفة والقطاع ، وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ تتطاير بفرط مجازر تُرتكب والأمين العام لهيأة الأمم المتحدة حاضر على جزء منها في را م الله يحتسي القهوة المطبوخة كما يريدها عباس، الظاهر على محياه أنه ينام جيدا خلافا لصديقه نتنياهو، الذي إن ركزت في وجهه تهيأ لك أنه سيسقط أرضا من قلة النوم ، إذ الورطة التي وضع نفسه وكل يهود العالم فيها ، لم تحسب ل "القسَّام" عظمته وتفوقه وغالبا انتصاره على جيش جرار تصرف أمركا وأوربا المليارات تلو المليارات على تسليحه ومده بما يزيد عن حاجاته، ليكون مستعدا وقادرا على جعل الشرق العربي يدين بملة أمريكا وحلفائها ، خاضعا عن مذلة لعربدة إسرائيل ، صامتا عن رغباتها في التوسع على حساب الفلسطينيين أولا ، ولو لمسافة كيلومتر واحد في السنة . (للمقال صلة)
*مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو الأمانة العام ة لحزب الأمل
المحمول : 00212675958539
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق