حملت الجامعة العربية اسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الاسير الفلسطيني المضرب عن الطعام سامر العيساوي ورفاقه وطالبت باطلاق سراحهم.
واشار بيان لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية إلى أن "قضية الأسير المناضل سامر العيساوي وزملائه هي تجسيد لظلم وقهر وغدر إسرائيل"، والامر "يتطلب تدخلاً دولياً واسعاً ودعماً قوياً ومساندة مستمرة من كافة المؤسسات ذات العلاقة بحقوق الانسان والضمائر الحية كافة في العالم أجمع انتصاراً للعدالة ودفاعاً عن الكرامة".
ويضرب العيساوي عن الطعام منذ آب/أغسطس 2012 احتجاجاً على إعادة إعتقاله بعد خروجه في إطار صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في أواخر عام 2011.
واعلن نادي الأسير الفلسطيني أن مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية اضربوا الثلاثاء عن الطعام ليوم واحد تضامناً مع أسرى آخرين مضربين منذ فترة طويلة.
''لن انتظر شاليط آخر لأنال حريتي، بموجب صفقة لا يحترم بنودها المحتل، سأنتزعها بالإضراب عن الطعام''.. هذه هي كلمات للأسير المضرب عن الطعام ''سامر العيساوي''، الذى يضرب عن الطعام في رقم قياسي بلغ 112 يوماً، فقط من أجل الحرية والكرمة.
الحياة في سجون الاحتلال الإسرائيلي ليست حياة، وكذلك الحياة لـ''العيساوي'' ليست لقمة عيش وإنما كرامة وإحساس وتحمل، مائتي يوم أضربها عن الطعام ثم المياه في سبيل الإفراج عنه، كونه أحد محرري صفقة وفاء الأحرار، وقد أعاد الاحتلال اعتقاله بعد مرور أقل من عام على الإفراج عنه.
ويعتبر إضراب ''العيساوي'' هو الأطول فى العالم؛ معاناة لم يتحملها جسده النحيل حتى جعلته أسير لـ''كرسي'' متحرك لا يقوى على الوقوف، ووسط تخاذل من ضمير العالم الذى لم يحرك ساكناً أمام المضرب عن الأكل سوى بالصمت؛ لا يملك ''العيساوي'' سوى قبضته وابتسامته أملاً في النصر.
المعركة للأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية تنحصر بين خيارين، إما الحرية وإما الموت، إنها معركة ''البطون الخاوية'' بين الأسرى والمحتل؛ لا أسلحة ولا ذخيرة يحاربون بها سوى فراغ البطون، هي سلاحهم الوحيد في وجه العدو.
''العيساوي'' ليس وحيداً في هذه المعركة؛ فقد بدأ قرابة 800 أسير فلسطيني، اليوم إضراباً عن الطعام تضامناً مع ''العيساوي'' وزملائه المضربين منذ شهور عدة، واحتجاجاً على طريقة تعامل إسرائيل معهم، وعدم تنفيذها للعديد من مطالبهم.
''الموت أفضل من حالة الموت البطيء التي يعيشونها، والإذلال المتعمّد لهم في السجون الإسرائيلية''.. هذا حال الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال؛ لا يجدون سوى الإضراب كنوع من الاحتجاج على سياسة الاعتقال الإداري وتأجيل المحاكمات؛ حيث رفعوا شعار ''الإضراب حتى الموت أو الحرية''.
تستطيع أن تصف حياة ''سامر العيساوي'' وزملائه بأنها ''موت حقيقي''؛ حيث يتعرض الأسرى إلى تلف في الخلايا الدماغية، وعدد من أعضاء جسدهما، ليدخل ''العيساوي'' إلى حرب ''تكسير عظام'' بينه وبين سلطة الاحتلال.
ولم تكتف قوة الاحتلال الإسرائيلي بمعركة الجوع مع الأسير سامر العيساوي، لكنها قامت باحتلال منزله في حي العيساوية في القدس الشرقية المحتلة واعتقلت شقيقه.
مطالب الأسرى تتلخص في حياة كريمة؛ حيث يتعرضون للكثير من عمليات القمع؛ مثل عدم وجود فرش وأغطية نوم كافية، وكان على المعتقل أن يقوم مبكراً من فراشه ويرتب ''بطانيته'' ويجلس في وضع معين طيلة الوقت، ولم يكن الطعام كافياً أو شاملاً لمختلف المتطلبات الغذائية الضرورية للجسم، وطالما تعرض المعتقلون للإهانات والسباب والإذلال بالإضافة إلى الحرمان وسوء ظروف المكان وقسوة المعاملة، وطول فترات العزل وتعدد أشكال العذاب والعقاب، والحرمان من زيارة الأهل.
''يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة.. حطم قيدك أجعل لحمك جسر العود''.. هكذا كانت رسالة أحد الشباب المصريين عبر موقع التواصل الاجتماعي ''تويتر'' إلى الأسرى الفلسطينيين في محبسهم، وقال آخر: ''بالروح بالدم نفديك يا أسير''.
''أمعائك الخاوية رمز كرامتنا''.. هذه كانت رسالة ألتراس نادى الزمالك إلى الأسير المتضور جوعاً من قلب الاستاد، كما أعلن أربعة من الشباب في مصر الدخول في إضراب عن الطعام لليوم الثالث على التوالي للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق