08 فبراير 2013

المفكر الجزائري عبدو المعلم : الاسلاميون فى تونس لم يتسلموا السلطة بعد


وأنا غائب عنكم ومشتاق إليكم بسبب انقطاع النت عندي لأربعة أيام الآن وقد دخلت هنا لأطلع على المستعجلات .. غير أن ما جد في تونس البارحة من جلائل الأحداث لا ينبغي أن أفوته مهما كانت ظروفي الصعبة أشارككم بأضعف الإيمان والله يهدي الجهات الخاصة بمصالح الناس والتواصل ويهدينا كلنا إلى سواء السبيل .. ما حدث في تونس بالأمس نقطة فاصلة ولا يمكن الاستمرار بعد ذلك على نفس الوضع السابق .. جاء الربيع العربي بالاسلاميين إلى السلطة الشكلية التي لم يتولوها كلها إلا شكليا لأن النظام السابق المخلوع رأسه لا زال يحكم ويسيطر على كل القطاعات .. وحيث إن الشعب كان قد جرب عقودا طويلة من الزمن النخب السياسية أخرى غير الإسلامية ويئس منها وسحب منها الثقة نهائيا ولم يعد ينتظر منها شيئا وقام بالربيع العربي من غير نخب ولا قيادات وأسقط رأس النظام .. وكان لا بد من تنظيم انتخابات لتسيير المرحلة الانتقالية ولأن الاسلاميين هم وحدهم المهيكلين سياسيا والمنتشرين شعبيا ولأن الشعب لم يجرب حكمهم سابقا فمن المنطقي والعدالة أن يعطيهم الفرصة كغيرهم فصعدوا إلى الحكم شكليا لكن الصراع اشتد والاستقطاب بلغ حدة مثل التي كانت للشعب مع الطاغية المخلوع أو أكثر وهذه المرة بين الاستقطاب والتناقض بين الاسلاميين والنخب السياسية الأخرى وأيضا قطاع واسع من الشعب خاصة الشباب والنساء الذين استهدفهم الإعلام بتخويفهم من الاسلاميين خاصة على حرياتهم العامة والخاصة وأيضا فإن الحكام الجدد لم يطمئنوا الناس ولم ينفوا ما نسب إليهم من مضايقة الناس في أنماط معاشهم وعاداتهم وتقاليدهم التي لا يريدون التخلي عنها مهما كان الثمن .. وهكذا يكون الإسلاميين قد انضموا تقريبا إلى النخب السابقة التي فشلت في حكمها ويتوقع أنهم لن يستطيعوا الفوز انتخابيا في الاستحقاقات القادمة وقد وقع ذلك في ليبيا بالفعل تحت تأثير ما جرى لدى الجيران .. إذن على الشعب أن يجد نخبة جديدة من صلبه يثق بها وتثق به ويحملها المسؤولية لتسيير شؤونه مستقبلا وبلوغ الأهداف المنشودة من حرية وعدالة ومنعة وازدهار .. وفي انتظار ذلك ينبغي وضع ضوابط دستورية وقانونية صارمة يلتزم بها الجميع لحفظ الحياة العادية الآمنة المستقرة وصونها من أي عبث والسير أيضا خطوات حثيثة في طريق التنمية وكل هذا يكون بضمانات موثوق بها ومؤكدة من قوى الأمن على رأسها الجيش .. لا يمكن الانتظار أكثر بعد حادثة تونس بالأمس التي ذهب ضحيتها المغفور له بإضن الله شكري بلعيد الأمين العام لحزب الوطنيين الأحرار التونسي .. رحمه الله وأكرم مثواه وإنا لله وإنا إليه راجعون .. وللأسف الشديد فلن أستطيع متابعة الحوار معكم في هذا الموضوع المصيري بسبب حرماني من التواصل وانقطاع الانترنيت لدي لليوم الرابع على التوالي .. تحياتي إليكيم جميعا.
* خبير نفسي واجتماعى جزائري

ليست هناك تعليقات: