لقد تابعت نقاش مؤتمرنا المؤقر قانون العزل السياسي .. فكان مسرحية هزلية بامتياز .. حيث الصراع علي سلطة منهوبة وثورة صنعت في الغرب .. وعصابات تتنافس داخل القاعة وخارجها بالتهريج والسلاح .. وفي النهاية لكي الله يا ليبيا .. وإذا ما سكتنا علي ذلك .. فعلي ليبيا السلام .
وأريد أن أوضح للذين انساقوا وراء هذا الوهم بعض النقاط :ـ
* الحديث عن ثورة في ليبيا هي " كذبه كبيرة " .. صدقناها من خلال الجزيرة والآلة الإعلامية الجهنمية للغرب .. شارك فيها جميع خصوم ثورة الفاتح وأعداء العرب والمسلمين .. ولعل أشهر هذا الكذب هو تصريح وزير خارجية بريطانيا ..عندما أكد أن القذافي غادر إلي فنزويلا ؟!
* ثم لا اعتقد أن الثورة يصنعها أيها السادة حلف الناتو الصليبي وتفخرون.. مهما كانت المبررات بقيادة برنار ليفي الصهيوني .. و لا يمكن لمسلم أن يكبر تحت رايات الصليبيين ويواليهم.. ويقاتل تحت قيادتهم وتزغرد نسائكم وهي تري طائرات الاباتشي تدمر جيشنا الباسل ؟! .
* فبدونهم ما سقط القذافي .. وأنصاره الذين قاتلوا ببسالة ثمان أشهر حلف الناتو وأنصاره من الليبيين العملاء الذين يحملون راية النظام الملكي الذي أسقطه الشعب الليبي ولم يقاتل معه احد في ثورة بيضاء .. ثورة الفاتح .
*والتي أعلن قائدها معمر القذافي .. يوم 16 سبتمبر 1969في بيان عبر الإذاعة .. علي جميع المواطنين العودة إلي أعمالهم باستثناء الوزراء .. والعسكريين وحتي رتبة رائد .. ووزع الرتب الكبيرة علي وظائف أخري وأصبحوا سفراء ومدراء شركات .. ولعل هذا التافه المزايد " صهــد " صهر " المقريف " احد هؤلاء .. وقال القذافي هذه ثورة الليبيين لن يقصي احد.. ولن يظلم احد .. أقام محاكمة رمزية لعهد وليس لأشخاص .. وللتذكرة .. ليبيا كانت بلد تعج بالقواعد .. والطليان .. ومسلوبة السيادة والإرادة .. يعيش فيها الليبيين كعبيد للأجانب .. كانت ماخوراً للغرب .. الخمارات ونوادي العراة والمراقص والمجون .. وقال علي الجيش أن يعود إلي ثكناته وشكل حكومة مدنية ..وأقام بعدها سلطة المؤتمرات شاركتم فيها جميعاً .. والأشرطة موجودة .. ويشملكم جميعاً أيها الليبيون العزل السياسي الصليبي .
* أما انتم .. فتقيمون مقاييس لن ينجو منها احد وتؤكد الانقلاب علي الثورة حيث يصبح من يحكم ليبيا هم من كانوا يسموا بالكلاب الضالة.. عملاء الغرب وحاملي جنسيته والزنادقة.. خريجي أفغانستان .. وبوسليم .. وأصبح ذلك مصدر فخر ؟! وأصبح أصحاب اللحي المصطنعة.. أعداء الإسلام يفتون لنا بعد 1400 سنة من الرسالة والشيخ الجليل العلامة المدني الشويرف في سجون مصراته.. وأصبح الرجل الذي جعل بلده خالي من الخمر والمجون وبها مليون حافظ للقران و جمعية الدعوة الإسلامية التي نشرت الإسلام في ربوع العالم بالملايين يتهم بأنه يهودي ؟؟!! أمام شباب التغيير والشعب الليبي هم عبيد عند هؤلاء نعم الثورة !! ونعم الدين !! .
أيها السادة .. لا داعي لان نكذب علي بعض .. وعندما اعترض .. ليس حباً في منصب .. فأنا احد الذين لا يشرفه العمل مع " أزلام الناتو" .. الذين كانوا سبباً في تدمير بلدنا الآمن .. واهانة شعبنا الطيب ولا يمكن لليبي شريف أن يكون طرفاً في حكومة يقودها حاملي جنسيات الأعداء وسوف يغادرون خلال عام في أحسن الظروف بعد أن يأخذوا معهم أخر دولار في رصيد هذا البلد المسكين ؟.
* ثم لا ادري علي من يزايدون ؟؟ علي الطاغية وأزلامه .. وشماعة بوسليم وانقلاب المحيشي والجاسوس المقرف .. كنت اتمني أن تشكل لجنة محايدة لدراسة ملفات هؤلاء .. لماذا غادروا ليبيا وأين كانوا ولمصلحة من كانوا يعملون ولماذا أودعوا في السجن ؟؟ وما هو رصيدهم الوطني .. أتحداهم .
* سوف نكتشف أن ذلك ليس مصدراً للفخر بل مصدراً للعار لهم ولعائلاتهم .. ولعل الصواريخ الأجنبية التي جاءت بهم إلي السلطة يجعل أي مواطن مغيب يعرف الإجابة وحتي لو كان القذافي وأزلامه .. بهذه البشاعة التي يروجون لها لتسويق أنفسهم .. فهل ما فعله الناتو وليفي شيء مشرف .. وما قام به فلول الناتو خلال عام من قتل .. وتعذيب .. وتهجير .. واستباحة .. وتمشيط .. وغنائم .. وانحطاط .. لم يسبقهم إليه احد .. ولعلكم جميعاً تعرفون ماذا يجري في سجون " قوم لوط " والذين أصبحوا لا يقيمون وزناً لأي ليبي خارج مدينتهم .. فعندهم المال والسلاح ومصنع الحديد وعاصمتهم " اسطنبول " . هل تعتقدون أن الشعب الليبي يحترمكم ؟؟ أو أعماه غبار الغارات ؟؟
أريد منكم بهدؤ .. أن تكونوا منصفين ولو لمرة واحدة قبل أن يأتي الطوفان ونقيم الذي حل بنا بعيداً عن المزايدات والأحقاد .
* إن ما ذكرته الآن مجرد خطوط عريضة للواقع المنقسم.. واذكر بأن الطرف المستهدف بالعزل هو الغالبية وهو الاقوي بعد أن خرج الناتو .. وأصبح قادة الكتائب التي تحرسكم يشترون منازل لهم في تونس ومصر .. خوفاً من البركان الذي يحيط بطرابلس وسينفجر حتماً .. لأنهم أصحاب حق وشركاء في هذا الوطن ولن يتركوه للخونة والعملاء .. ولن يقبلوا .. " بثورة الكذب " وأزلام الناتو يتحكمون في مصير هذا التراب الذي سالت دماء .. أبنائهم عليه وما زالوا يقدمون في كل صبح قوافل من الشهداء.. وتغص بهم السجون ويعاني مليون ونصف منهم .. في اكبر هجره تحدث في تاريخ ليبيا نتيجة ثورة الكذب التي عشناها !!! .
* لذلك كله أدعو مؤتمرنا المؤقر ورئيس حكومتنا المغلوب علي أمره .. وكتائبنا المتداخلة .. إلي " الحل السياسي " وليس العزل السياسي .. فكلنا أجرمنا في حق هذا الوطن .. ولن يبني بالحقد والإقصاء .. ولن يبني إلا بالجميع .. مهما ذرفتم من دموع أو سفكتم من دماء .. الحل السياسي يعني حوار وطني يؤدي إلي مصالحة قبل فوات الأوان .
*جامعة طرابلس .. الفاتح سابقاً
drsaleh.altaagory@gmail.com**************************
عامان بعد القذافي... ليبيا جمهورية خوف وميلشيات منفلتة
شبكة النبأ:
مع الاحتفال بالذكرى الثانية لاندلاع الثورة الليبية التي أسهمت بإسقاط نظام معمر القذافي الذي حكم البلاد على مدى أربعة عقود، لايزال الكثير من أبناء ليبيا يخشى من تتحول بلادهم الى ساحة حرب جديدة بسبب فشل قادتها الجدد وضعف حكومتها الحالية، التي عجزت حتى الان من بناء مؤسسات الدولة المهمة مثل الجيش وقوى الأمن وغيرها من المؤسسات الأخرى.
فتلك الأمور كانت سبب مهم في تردي الوضع الأمني والاقتصادي في ليبيا التي تحولت من حكم النظام الدكتاتوري الى فوضى حكم المليشيات المسلحة التي تخضع لقيادات وأجندة سياسية وقبلية مختلفة، خصوصا بعد ان تسلحت بأحدث الأسلحة والإمكانيات التي تفوق أسلحة الحكومة نفسها وهو ما جعلها تفرض كلمتها وتوسع نفوذها بقوة.
وعقدة الأمن كما يرى بعض المراقبين هي من أهم العقبات في ليبيا الجديدة وهو ما أكده المحلل السياسي سليمان ازقيم الذي قال ان "الملف الأمني هو احد التحديات التي تواجهها البلاد ولا سيما انتشار الأسلحة وفرار آلاف السجناء في أثناء ثورة 2011. وأضاف ان "السلطات الجديدة وجدت نفسها على الفور أمام مطالب اجتماعية تحول دون تطبيق استراتيجيات اقتصادية او أمنية على المدى المتوسط او الطويل".
واتهمت الحكومة والثوار السابقون أنصار القذافي بالسعي الى "نشر الفوضى" في احتفالات العيد الثاني للثورة وهددوا باستخدام القوة ضد كل من "يحاول التشويش على الاحتفالات" وأعلنوا عن إجراءات صارمة لضمان امن البلاد وبالتالي أعلنت الحكومة عن إغلاق الحدود البرية مع تونس ومصر وتعليق الرحلات الدولية في مطارات البلاد باستثناء مطاري بنغازي وطرابلس. وقررت ليبيا في أواخر كانون الاول/ديسمبر إغلاق الحدود مع جيرانها الأربعة في الجنوب. ومنذ أيام أقيمت نقاط تفتيش على محاور ومداخل طرابلس الرئيسية.
وذكروا في ساحة التحرير بعدد من المطالب كانت قد اعلنت قبل ايام عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المنشورات. كما طالب المتظاهرون "باقالة رئيس اركان الجيش الليبي اللواء يوسف المنقوش من منصبه" بسبب "ضعف ادائه" في بناء المؤسسة العسكرية بحسب وصفهم " و"تفتيت نظام المركزية الادارية للدولة".
وياتي هذا الحراك عقب دعوات جماعات معارضة لسياسات المؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة، الليبيين الى "ثورة ثانية"، احتجاجا على عجز الحكومة عن فرض الأمن في أنحاء البلاد. وشهدت مدينة بنغازي خلال الايام الماضية انتشارا امنيا واسعا شارك فيه عدد من الاهالي بالاضافة الى قوات الامن والجيش والثوار السابقين بهدف حماية المؤسسات الحيوية والرئيسية في المدينة.
من جهة اخرى انفجرت سيارة لاحد قادة الثوار الليبيين السابقين على بعد امتار من مركز شرطة البركة في مدينة بنغازي (شرق) اثر القاء مجهولين قنبلة يدوية الصنع اسفلها. وقال مصدر امني ان السيارة "انفجرت دون ان تخلف اي اضرار بشرية"، موضحا انها "سيارة يستعملها امر كتيبة التدخل السريع بوزارة الدفاع ايمن العرق". واضاف ان العرق "تلقى تهديدات سابقة عبر هاتفه خلال المدة السابقة". وقال ان "سيارته استهدفت بينما كانت مركونة امام بيته بجوار مركز شرطة البركة".
وتدهور الوضع الأمني أمر معتاد في أرجاء هذه المدينة حيث ألقيت للتو قنبلة على سيارة دورية شرطة وأصيب ضابط. كان هذا هو الهجوم الأحدث في سلسلة هجمات تتعرض لها قوات الأمن المحلية. وقبل شهرين قتل مسلحون بالرصاص قائد الشرطة المنوط به تأمين المدينة أمام منزله. وبعد عامين من إطلاق المدينة شرارة الانتفاضة أصبحت بنغازي تجسد ثورة شعبية انحرفت عن مسارها. فخرجت ميليشيات متناحرة وإسلاميون مسلحون أكثر قوة من الشرطة ما دفع السكان للسؤال: أين هي الدولة؟
ويقول الناشط محمد بوجنة "تخيل مدينة تسيطر عليها ميليشيات في وقت يتطلب منك أن تدعم الدولة. الناس يشعرون بعدم الأمان. وهم مستاؤون جدا وغاضبون من ذلك." ووقعت هجمات على دبلوماسيين وبعثات دولية منها هجوم يوم 11 سبتمبر أيلول الماضي الذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي وسط موجة متصاعدة من عمليات خطف وتفجير واغتيالات تستهدف مسؤولي الأمن على وجه الخصوص.
ووسط الفوضى والقمامة التي تملأ الشوارع وتهاوي الخدمات البلدية زاد شعور السكان بالإهمال من جانب العاصمة طرابلس البعيدة ما جدد المطالب بالحكم الذاتي في منطقة تتركز فيها أغلب ثروة ليبيا النفطية. وقال مصدر دبلوماسي "الكل يشعر بقلق متزايد بشأن شرق ليبيا. الأوضاع تتدهور بشكل خطير."
وتحظى استعادة الأمن في ليبيا بالأولوية خاصة في بنغازي.التي ينظر إليها الآن باعتبارها معقلا أو قاعدة لانطلاق المتشددين الإسلاميين الذين كانوا مقموعين في عهد الزعيم الراحل. ويقول بعض المحللين إن الجماعات الإسلامية المتشددة تشحذ قوتها على الأرض. وتعترف الشرطة بأنها كثيرا ما تكون بلا حول ولا قوة وكثيرا ما تستهدف بهجمات. وقال قائد قسم شرطة في وسط المدينة "ليس لدينا سوى المسدسات والبنادق. وهم لديهم دبابات وأسلحة ثقيلة." وأضاف "نريد ان نقوم بعملنا لكن بعض ضباط الشرطة يشعرون بالخوف."
وحتى إذا نفذت قوات الأمن اعتقالات فإن ما يتلوها من هجمات تثبط عزيمة ممثلي الادعاء. ومازال محقق بالشرطة مفقودا منذ خطفه في أوائل يناير. وقال ضابط عرف نفسه باسم انيس "كل يوم أنظر أسفل سيارتي وأنظر في المرآة لما ورائي قبل ان انطلق بها." وتابع "انا فخور بأنني ضابط شرطة لكن أصبح يتعين علينا توخي الحذر الآن." وتنصب أعمال العنف أساسا على قوات الأمن وربما كان بعضها انتقاما من جانب سجناء سابقين أو متشددين يريدون إبراز نفوذهم. ولكن في غياب جيش وشرطة يعملان بكفاءة لا تملك السلطات قوة تذكر لمواجهة المشتبه فيهم. وقال ضابط طلب عدم نشر اسمه كذلك "أهل بنغازي يحتاجون للشرطة لكن اي شخص منا يخرج من منزله إلى عمله يكون مثل الشهيد."
هذه ليست هي الصورة التي يريدها أهل بنغازي لمدينتهم. وهم يقرون بأن الحياة تعطلت بأعمال العنف والاضطرابات إضافة إلى مطالبتهم بالحكم الذاتي.
وتقيم قلة من الغربيين في بنغازي التي تحملت عبئ موجة عنف استهدفت دبلوماسيين وهيئات دولية في وقت سابق. وطالبت بريطانيا مواطنيها في الآونة الأخيرة بمغادرة بنغازي فورا بسبب خطر "محدد ووشيك" على الغربيين مما ألقى الضوء على الافتقار للأمن في المدينة. وجذب الهجوم على البعثة الأمريكية الذي لم يقبض على أحد بعده اهتمام العالم. لكن كانت هناك هجمات كذلك على ممتلكات بريطانية وأخرى تخص الصليب الأحمر والامم المتحدة.
وقال راندي روبنسون مدير المدرسة الانجليزية في بنغازي "سرقت سيارة أحد عاملينا بالإكراه وتم السطو على مقرنا السكني وتم احتجاز المدرسين في حجرة تحت تهديد السلاح بينما أخذ اللصوص ينهبون ما في المبنى. علينا توخي الحذر." وقبل عامين كانت الانتفاضة ضد القذافي تحظى بأقوى تأييد لها في بنغازي. أما اليوم فيسود شعور مختلف تماما.. بل يترحمون علناً عليه .. وعلي ثورة الفاتح .. ويلعنون حلف الناتو وعملاء الغرب .. الذين تربعوا علي السلطة وينهبون الثروات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق