كما هو معروف شكلت تلك التفجيرات السبتمبرية/2011، التي محت البرجين عن وجه الارض، نقطة تحول استراتيجية في السياسات الامريكية الخارجية، وفي الخرائط والموازين الدولية، وعلى خلفيتها شنت الولايات المتحدة حروبها في افغانستان والعراق والمنطقة، وفي انحاء العالم ضد ما اسمته "الارهاب الدولي"، فكانت التفجيرات الذريعة الاعلامية والسيكولوجية في تلك الحروب، بل انها كانت وما تزال الذريعة السيكولوجية في عقدة الخوف لدى الشعب الامريكي من الارهاب الدولي الذي يمثله العرب والمسلمون، وما تزال الادارة والمحافل الاستخبارية الامريكية تلوح بهذا الارهاب كلما طاب لها ذلك.
لم يتجرأ احد في ذلك الوقت على تكذيب الرواية الامريكية-الصهيونية التي الصقت تهمة الارهاب والتفجيرات بالعرب والمسلمين، غير ان بعض التحقيقات والاعترافات والشهادات اللاحقة تبين بالادلة ان "اسرائيل" كانت وراء التفجيرات، وهذا ليس ادعاءا من عندنا، فاحدث دراسة امريكية موثقة صادرة عن موقع" Pres Pakalert" وهو مركز دراسات أميركي يعنى بالملفّات الساخنة التي يعيشها العالم، والقضايا الكبرى على المستويات الأمنيّة والسياسية، ونشرت اول امس-عن الوكالات 2013/1/29-، تؤكد ان الموساد هو الذي قام بالتفجيرات، وان هناك أدلّة جديدة لم تنشر من قبل، ويقول الموقع أن ثمة أربع شبكات إجرامية يهودية - إسرائيلية تقف خلف الحادث هي: الشبكة الأولى بقيادة لاري سيلفر ستين، وهو رجل أعمال أميركي - يهودي من نيويورك، حصل على عقد إيجار لمدة ٩٩ سنة لكامل مجمّع مركز التجارة العالمي في ٢٤ يوليو ٢٠٠1- ، والشبكة الثانية بقيادة فرانك لوي : وهو يهودي مولود في تشيكوسلوفاكيا، وكان صاحب وستفيلد أميركا أحد أكبر مخازن التسوّق في العالم.. ولوي كان استأجر المول داخل مركز التجارة العالمي ومساحته حوالى ٤٢٧ ألف قدم مربّعة، ولوي هذا كان عنصراً في لواء جولاني الإسرائيلي، وشارك في حرب 1948 وقبل ذلك كان عضواً في عصابة هاجانا الارهابية، وهو يمضي ثلاثة أشهر في السنة في منزله في إسرائيل، والشبكة الثالثة بقيادة لويس إيزنبرج، هو شخصية يهودية إجرامية، كان مديراً لسلطة الموانئ في نيويورك، وقد وافق على تحويل الإيجار الى إخوانه اليهود من أمثال لاري ولوي كما كان من كبار المساهمين في حملة التبرّعات لحملة بوش ـ تشيني للانتخابات الرئاسية، و الشبكة الرابعة بقيادة رونالد لودر، هو صاحب شركة إيستي لودر العملاقة لمواد التجميل، وكان رئيساً لمكتب حاكم ولاية نيويورك جورج باتاكي لشؤون الخصخصة، ولعب دوراً فعّالاً في عملية خصخصة مركز التجارة العالمي وقد أسّس لودر مدرسة لجهاز الموساد في هرتسيليا اسمها مدرسة لودر لدبلوماسية الحكم والاستراتيجيا،و تؤكد الدراسة الوثائقية أن هذه الشبكات الأربع تآمرت وتعاونت معاً فى تفجير مبنى التجارة العالمى، وهى التى تقف خلف الأحداث كلها بإشراف الموساد، ثم فى موضع آخر تذكر الدراسة الوثائقية أن تفجير المبنى كان يستلزم إشرافا أمنىا دقيقا وهو ما قامت به شركة كرول وشركاه التي حصلت على عقد الأمن لمجمّع التجارة العالمية، بعد تفجير مركز التجارة في العام ١٩٩٣، وهذه الشركة يملكها يهوديّان اسمهما جول وجيريمي كرول، أما المدير التنفيذي لهذه الشركة آنذاك فكان جيرومهاور، اليهودي المتعصّب جداً، وهو خبير معروف في شؤون الإرهاب البيولوجي، ووقع الاختيار على جون أونيل العميل الخاص السابق لدى مكتب التحقيق الفيديرالي " إف بي آي " كي يكون رئيساً لجهاز أمن مركز التجارة العالمي، وقد قُتل في أول يوم عمل له هناك في هجوم 11 سبتمبر.
الى ذلك، هناك العديد من الوثائق والاعترافات والشهادات كلها تجمع على ان"اسرائيل" كانت حاضرة في التفجيرات بقوة، ولكن، كما تم استبعادها والموساد من قبلها في قصة تفجيرات البرجين، وهذا امر مبيت عن سبق تخطيط، وفي صميم هذه الاحتمالية، اكد الكاتب الفرنسي الشهير"اريك لوران" في الفصل السابع من كتابه"عالم بوش السري": "ان اسرائيل كانت حاضرة بقوة في احداث الحادي عشر من سبتبمر/2001 بقدر ما كانت وراء حرب العراق"، اما عن تفاصيل هذا الحضور الاسرائيلي فيشترك عدد كبير من المفكرين والباحثين الاستراتيجيين، وكذلك بعض اعضاء الكونغرس والاستخبارات العسكرية الامريكية، اضافة الى بعض المصادر الاعلامية الاسرائيلية، يشترك كل هؤلاء في اجماعهم على استخلاص كبير موثق على : "ان الدور الاسرائيلي في احداث سبتمبر وكثير من الاحداث الاخرى واضح للعيان"، وعلى انه "ليس هناك من تراث وسجل ارهابي دموي كالتراث والسجل الخاص ب"اسرائيل" واجهزتها الاستخبارية...؟.
سيبقى ملف التفجيرات السبتمبرية مفتوحا الى ان تحين لحظة الحساب التاريخي ل"اسرائيل" وادارة الرئيس بوش، والى ان تأتي اللحظة التاريخية التي يقف فيها العالم موحداعبر الامم المتحدة اواي تجمع قطبي دولي آخر قد يظهر، ليشير اليهم باصبع الاتهام، ويطالبهم بدفع فاتورة الحروب وتدمير العراق...؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق