جريدة المساء
أصبحت المظاهرات اللاسلمية التي تقودها المعارضة ممثلة في الانقاذ تحت ستار السلمية. لعبة مكشوفة للمواطن لا طائل من ورائها.. كما أصبحت سياسة ارخاء أحبال الصبر من قبل الرئيس مرسي بعدم التعدي للسلميين تحت ستار الاعتراف بالحق في التظاهر السلمي. أصبحت سياسة لا تنطلي علي رجل الشارع بل زادت شكوكه في قدرة مرسي علي السيطرة علي الأمور خاصة مع فشل الدعوات المتكررة للحوار الوطني حيث أدرك المواطن ان مرسي يلعب لعبة مد أحبال الصبر للمعارضة لتشنق نفسها بنفسها برفضها للحوار تارة وبفشل مظاهراتها في اقناع المواطنين للانضمام إليها تارة أخري نتيجة لطرحها اهدافاً بعضها غير شرعي ومطالبتها بانهاء مشاكل المصريين المزمنة دون تقديمها حلولا عملية.
كما ادرك المواطن ايضا ان مرسي يمارس لعبة ارخاء الأحبال تلك أملا في أن تنتقص من رصيد الانقاذ في الشارع المصري وهو ما حدث بالفعل ليضاف إلي رصيد الحرية والعدالة أملا في حصوله علي الأغلبية البرلمانية وهو ما أشك في امكانية تحقيقه من وجهة نظري. إذ ان عكس ما توقعه الرئيس هو ما حدث إذ بدأ رصيد الاخوان يتناقص في ظل عدم قدرتهم علي تقديم برنامج شامل واضح لادارة البلاد بل ان رصيد مرسي نفسه بين مؤيديه بدأ يتناقص والدليل علي ذلك ظهور تيارين جديدين علي الساحة السياسية الأول ينادي بعودة الجيش وقد ظهر ذلك جليا في مطالبة المواطنين بنزوله أمام مجمع التحرير الذي أغلقه المتظاهرون لليوم الرابع علي التوالي وهي المطالبة التي نحذر منها!!
أما التيار الثاني ظهر بين مجموعة من الشباب والمثقفين وعلي رأسهم محمد سيف الدولة المستشار السابق لرئيس الجمهورية والمستقيل حيث تبنوا الدعوة إلي نشر فكرة الوطنية الجامعة التي ترفض الارتماء في احضان الاسلاميين السياسيين الحاليين الذين استطاع الاخوان بسلبيتهم وعدم خبرتهم السياسية في تشويه صورتهم كما ترفض هذه المجموعة الارتماء في احضان الليبراليين الاقرب للايمان بالحرية علي الطريقة الغربية التي تؤمن بشكل خفي بفكرة الوصاية الأمريكية الغربية علينا بل وتخشي الصدام في حالة الخروج من تحت عباءة هذه الفكرة!!
أيضا ترفض هذه المجموعة التي اختارت لنفسها اسما مؤقتا وهو الوطنية الجامعة ترفض الارتماء أيضا في احضان الناصرية بشعاراتها الحنجورية التي أصبحت لا تغني ولا تسمن من جوع رغم انها تنادي بمكافحة الفقر وبالعدالة الاجتماعية دون ان تقدم لنا حلولا عملية.
وفي النهاية يدعو هذه المجموعة أو التيار الوطني الجامع للبحث عن حلول لمشاكلنا وانطلاقا من المعطيات المتاحة لثرواتنا المصرية والاستغلال الجيد لها والسعي الجاد لتعاون عربي مثمر مبني علي الارتكاز علي الشعوب العربية كقاعدة صلبة واساسية في هذا التعاون ودون التدخل في النظم القائمة عليها وكل هذا في اطار مظلة شاملة ترتكن لمرجعيتها الاسلامية التي يمكن البناء عليها بمد اطراف التعاون ليشمل شتي الدول الاسلامية.. وكل هذا من أجل كسر الحصار الغربي المفروض حول مارد ثورات الربيع العربي لمنعه من التمدد وحتي لا يؤتي ثماره الذي حدده باعلان اهداف كل ثورة من ثورات ميادين التحرير بشتي دول الربيع العربي منذ يناير ..2011 تري هل تستطيع الوطنية الجامعة ان تضم تحت مظلتها الغالبية العظمي من المصريين كتيار سياسي ناهض ومنافس لما هو موجود علي الساحة.
وهل يمكن ان تكون نواة يمتد ظلها ليشمل غالبية الشعوب العربية والاسلامية؟!
المستقبل وحده هو القادر علي الاجابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق