لا نعرف بالضبط سر الحفاوة العجيبة التي اُستقبِلت بها الشابة الأمريكية ماري تشيني نجلة نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني, ولا نعرف سر الترحيب الكبير الذي حظيت به في بعض العواصم الخليجية ؟, هل لأنها ابنة تشيني منسق الغارات الحربية الجامحة ضد العراق ؟, أم لأنها ابنة الملياردير الذي نهب ثرواتنا في عز النهار, وسلط علينا حقده في الحصار وما بعد الحصار ؟, أم لأنها تقف في طليعة الفتيات اللواتي يطالبن بإشاعة الزواج المثلي للنساء, ويطالبن بسن التشريعات الإباحية لإقرار اقتران المرأة بالمرأة بعقد زواج (شرعي) في محاكم (لاس فيغاس) و(أركنساس) و(تكساس), في ضوء النظرية التي اكتشفها (شويخ من أرض مكناس) بأنشودته التي يقول فيها: (وأشعليَّ من الناس وأشعلى الناس مني) ؟.
لا نريد التركيز على هذه النقطة بالذات, ولا نريد الخوض في تفاصيلها, لكننا نطلب من الراغبين في التأكد من صحة مواقف هذه البنت أن يبحثوا في الشبكة الدولية عن سيرتها الذاتية, بمجرد كتابة اسمها باللغة الانجليزية (Mary Claire Cheney), فالمقالات التي كُتبت عنها حتى الآن أكثر من حبات الرمال المتراكمة فوق كثبان بادية السماوة, وسيكتشفون بأنفسهم إننا لا نتحامل على أحد, لكننا وددنا الإشارة إلى ما كتبته عنها الصحافة الأمريكية المتحررة من قيود الطباعة والنشر. .
وتجدر الإشارة هنا إلى إن هذه الفتاة المتهتكة تعد أشرف بكثير من الذين سرقوا ثرواتنا, وانتهكوا حرماتنا, وسفكوا دمائنا, وقتلونا بعبواتهم الناسفة وصواريخهم القاصفة ومخططاتهم العاصفة. .
على أية حال. لقد سبقني الدكتور عبد الله النفيسي إلى انتقاد جولتها التربوية في مدارسنا ومعاهدنا الخليجية, والتي أسفرت عن مطالبتها بحذف بعض المناهج وتعديل المواد الدراسية واستحداث أخرى. .
من كان يتصور ان هذه الفتاة الطائشة المستهترة هي التي تدقق مناهجنا وتتفحص مقرراتنا الدراسية في الخليج, وهي التي تنصح القائمين على المؤسسات التربوية هناك باستبدالها بما يتوافق مع التوجهات الغربية, وتطالبهم بحذف الآيات القرآنية المناوئة لليهود, وهي التي تقرر صلاحية المناهج من عدمها, وهي التي تعلمهم العفة والنزاهة. .
أي هوان هذا الذي بلغته الأقطار العربية الغارقة في الولاء لأمريكا وزبانيتها ؟, وأي مصير أسود ينتظرنا في مستقبلنا المظلم في ظل هذه الحكومات الخاضعة للإرادة الغربية ؟.
لكننا نعود فنقول إن الكيانات السياسية العربية الهشة, التي استعانت بالقوى الغاشمة, وركنت إليها, وحشدتها ضد البلدان العربية, لن تتردد في تغيير مناهجها, واستبدال عاداتها, وتعديل لهجاتها بما يتوافق مع المناهج والعادات واللهجات الإفرنجية. .من يا ترى من الأقطار الآسيوية غير العربية فعل فعلتنا, وارتمى في أحضان الغرب إلى هذا الحضيض الحضاري ؟, ومن غيرنا سار وراء السراب الأمريكي الخداع, وآمن بنظريات هنري كيسنجر في التقسيم والتهديم والتبعثر ؟.
من المفارقات العجيبة إننا وباستثناء ما أشار إليه الدكتور النفيسي, لم نسمع أي انتقاد أو استنكار من مشايخ الخليج, وكأن الموضوع لا يعنيهم لا من بعيد ولا من قريب, أو كأنهم لا يعلمون بفحوى المخططات التربوية التخريبية التي تبنتها مؤسسة (راند كوربريشن RAND Corporation) في قطر ؟. .
ولا يعلمون انها عبارة عن مؤسسة تضليلية أصلها في البنتاغون وفرعها في الدوحة, ولا يعلمون بما تقوم به من مساع عبثية للتلاعب بمناهجنا التعليمية والثقافية والدينية تحت غطاء التوجهات الوسطية والتوفيقية والتجديدية والحضارية والحنقبازية والخنفشارية, ولا يعلمون أن الباحثة (شيريل بينارد Cheryl Benard) زوجة زلماي خليل زاده كانت من (أزلام) الفريق الغربي المقيم في قطر (مكمن الخطر), وهي التي تعلم بعض العواصم العربية مبادئ العفة والنزاهة في العولمة التربوية والثقافية من خلال مشاركاتها الميدانية في إطلاق التوجيهات الاحترازية للتعامل الحذر مع بعض المنظمات الإقليمية, وهي المشرفة الخفية على الأجهزة الأمنية في أقطار الخليج العربي, وهي المستشارة المختارة التي تعلمهم قواعد المحبة والسلام, وهي التي أنيطت بها مهمة بناء المجتمع الإسلامي والعربي من خلال إشرافها على برنامج (Building moderate Islamic network). .
من لم يصدق هذا الكلام يتعين عليه مراجعة شبكة اليوتيوب ليرى بنفسه ما الذي ستفعله بنا برامج مؤسسة (Corporation RAND) في السنوات القليلة القادمة بمجرد كتابة اسمها ليستمع ما يقوله الأمريكان عنها. .
نحن الآن يا جماعة الخير نقف على مشارف مرحلة مستقبلية مزرية, ستنقلنا من الاستعمار إلى الاستحمار تحت وطأة التضليل والتطبيع, ومن خلال تطبيق سيناريوهات خلخلة المجتمع العربي وتفكيكه إلى فرق وطوائف وتجمعات وتكتلات وثكنات. .
والله يستر من الجايات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق