نقلا عن القدس العربي
مدهش «السيد البدوي شحاتة»، رئيس حزب «الوفد»، وصاحب قنوات «الحياة» وهو يعلن على البرية، أن هناك مؤامرة لإسقاط الإعلام المصري!
لمن لا يعلم، فإن «البدوي شحاتة» من أهل الخطوة، بحسب التعبير الصوفي، وهو رجل له من اسمه نصيب، فهو يسكن محافظة الغربية، حيث مقام سيدي العارف بالله أحمد البدوي، الذي يختصر العوام اسمه في «السيد البدوي»، حتى ظننت أن هذا اسمه فعلاً، قبل أن أقرأ مؤلف الدكتور أحمد صبحي منصور، «أحمد البدوي بين الحقيقة والخرافة»، ولعل الوالد «شحاتة»، عندما أنجب ابنه أطلق عليه هذا الاسم: «السيد البدوي». لأنه أنجبه في ليلة هتف فيها: «مدد يا سيد»!
تعلمون أن الانثربولوجيا هي تخصصي الدقيق أنا وجمانة نمور، والتي لم أعد أعرف أين أراضيها الآن؟ّ! والتي ربما أصابتها لعنة «الجزيرة» التي تشبه لعنة الفراعنة، وكل من تركها مات وهو على قيد الحياة، وقد انتظرت ظهورها على القنوات الجديدة، بما في ذلك فضائية خالد الذكر محمد دحلان «الغد العربي»، لكني لم أجد على النار هدى.
وفي إطلالة بعين انثربولوجية على الريف المصري، فإن الناس في طلب «الولد» مذاهب، وأعرف سيدة مسيحية، نذرت في لحظة يأس أنها إن أنجبت ما في بطنها ولداً فسوف تصوم شهر رمضان من كل عام، فلما جاء كما تمنت على قبيلة من البنات، صامت الشهر الفضيل، رغم أنها مسيحية متمسكة بدينها، ولعل صاحبنا سمي بهذا الاسم تبركاً، أو نذراً، فصار مباركاً، فسمي «السيد البدوي»، وقد أدركته العناية فصار صاحب «صيدلية»، والصيدلية ولدت صيدلية أخرى، والصيدلية وأختها تحولتا إلى مصنع أدوية، انتقل به إلى واحد من رجال المال فيمصر، إلى جانب ساويرس، وبهجت، وعز!
وهو لأنه مبارك، فقد صار وهو المنتمي لمعارضة المخلوع الرسمية، أحد المتحدثين باسم ثورة يناير، التي أنجبت له ثورة 30 يونيو، وبدلاً من أن كان يرفض البعض حديثه عن ثورة واحدة، لأنه لم يشارك فيها، فعندما أصر نفر من شباب حزبه على المشاركة، قال من يريد أن يشارك فليشارك على مسؤوليته الشخصية، إذ به ومن خلال جبهة الإنقاذ التي تشكلت من أحزاب الأقلية لتسقط الرئيس المنتخب، صار هو المتحدث باسم الثورتين، وقد يصبح في المستقبل القريب صاحب مصنع ثورات، كما انتقل من صاحب صيدليتين لصاحب مصنع أدوية.
وذلك مع أن فضائية «الحياة»، التي تحولت إلى شبكة، كانت في أيام الثورة جزءاً من إعلام الثورة المضادة، وتمثل الامتداد الاستراتيجي للتلفزيون المصري، ويكفي أن أقول لكم أن على شاشاتها كانت تطل علينا ولا تزال «رولا خرسا»، وقد احتفت بها شاشة «الحياة» تقرباً لحكام مصر الجدد، في عهد ما قبل الثورة، ودفعا للحرج لأن تكون مذيعة في تلفزيون وبعلها عبد اللطيف المناوي أحد قياداته، فأخذها «البدوي» لـ «الحياة» خدمة وطنية للنظام.
استمرار رولا خرسا
■ «البدوي» لم يتخلص من «رولا» بعد تنحي المخلوع، إذ كانت تلفزيونات ما بعد ثورة يناير، قد تخلصت من مقدمي برامج فيها، كان حسابهم على العهد البائد معروفاً، فتخلص حسن راتب في «المحور» من المذيعة «الوافدة» من التلفزيون المصري، التي لا يحضرني اسمها الآن، وأخفى التلفزيون المصري وجوهاً كان لها دورها في الإساءة للثورة وتشويهها، مثل تامر أمين، ومثل رئيسة التلفزيون نفسها، كما حمل الحراك الثوري المجلس العسكري الحاكم على طرد رجله ورجل جمال مبارك عبد اللطيف المناوي. وكان العسكر قد ناوروا في البداية ثم رضخوا، وظلت رولا خرسا في تلفزيون «الحياة»، وفي حماية «السيد البدوي شحاتة»، المخلص لنظام مبارك!
لم تكن قناة «الحياة» في أي مرحلة لها، جزءاً من حسابات الثورة، لكنها كانت دوماً جزءاً من حسابات العهد البائد، الذي لم يعد بائداً بعد نجاح الثورة المضادة على يد الجنرال عبد الفتاح السيسي، فنحن البائدون. واستمرار رولا خرسا هو العنوان الكاشف وليس المنشئ لهذا الولاء!
لم يقل السيد البدوي شحاتة ما هي تفاصيل المؤامرة على الإعلام المصري؟ ومن الذي يقف وراءها؟ وقد فاته، أنه قد يفهم باعتباره «صيدليا»، ومعه توكيل حصري بصناعة الفياغرا في مصر، الفارق الجوهري بين مفعول الفياغرا الأمريكي والفياغرا المصري، لكنه لا يفهم في الإعلام على نحو يدفعه للحديث عن تعرضه لمؤامرة، ذلك بأن المؤامرة تكون على عمل ناجح، وليس على من حفر قبره بيديه!
الإعلام المصري، هو عنوان الفشل، وعدم المهنية، وبرامج «التوك شو» فيه هي مجرد وصلة من وصلات البرنامج الفكاهي القديم: «ساعة لقلبك»!
البدوي وهو يحتفل مع صاحب «أون تي في» نجيب ساويرس، في تأسيس شركة تحتكر سوق الإعلانات المصري، طالب بالتكاتف لمواجهة محاولات إسقاط الإعلام المصري. باعتبار أن الإعلام المصري لم يسقط، ولا يعرف واحد مثلي يريد أن يتكاتف، سيحارب من؟ لأني أخشى من أن أجد نفسي أحارب معهم طواحين الهواء!
ضمير الشعب
■ اللافت أن البدوي في خطابه التاريخي وصف الإعلام بأنه «ضمير الشعب»، ولا أعرف عن أي شعب يتحدث؟! فمبلغ العلم عندي أنه لا يتحدث عن الشعب المصري، لأن في وصف هذا الإعلام بأنه ضميره إهانة له، ودليل على أن ضميره قد رقد على رجاء القيامة!
للتذكرة، فإن قناة «الحياة»، كان يراد لها في البداية أن تنافس قناة «الجزيرة» وجيء بالإعلامي المرموق حافظ المرازي، ليتولى إدارتها، لكن صفوت الشريف، أراد أن يؤكد للبدوي أن البلد له أصحاب، وأن علاقته باللواء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة، لن تمكنه من المرور مرور الكرام، وجاءته الرسالة عندما تم تعليق ترخيص «الحياة» بعد أسابيع من صدوره، وما كان يمكن له أن يصل إلى الحاكم بأمره الرائد متقاعد صفوت الشريف إلا عن طريق اثنين من الصحافيين، جاءوا إليه ليقدموا خدماتهما، وأحدهما كان عضواً صغيراً في الحزب الوطني الحاكم، ومع هذا فقد صارت القناة قبضته. ومن يومها صار أداء «الحياة» يدور في فلك نظام مبارك، وإلى الآن، وقد تم إبعاد حافظ المرازي، فإعلام السلطة هو الذي ينافس «الجزيرة» وما دام قد فشل في المهمة، فلا يجوز لمن يعمل في معية هذه السلطة أن يفعل!
كانت الفرصة مواتية لينفذ البدوي مشروعه، بعد ثورة يناير، لكنه كان قد وجد راحته في العمل بالبلاط، وانتظر عودة نظام مبارك، وقد عاد بالانقلاب العسكري ليجده محافظاً على الود، وعنواناً للإخلاص العذري!
الإعلام المصري يدعو الآن للرثاء، وليس للتخطيط لإسقاطه، فقد سقط عندما تم التعامل معه على أنه كالمنشطات، التي يقدم عليها «المربوط في ليلة دخلته»!
بإمكان السيد البدوي أن يستعين بعلم الانثربولوجيا في فهم مفهوم «المربوط» في الليلة الموعودة إياها.
أرض – جو
■ كشف جابر القرموطي في برنامجه « مانشيت» على «أون تي في» التباين الواضح بين خبر واحد نشر في جريدة واحدة بصياغتين، الصياغة الأولى في الطبعة الأولى من جريدة «الوطن» والعنوان القبض على إخواني عرض رشوة نصف مليون جنيه للحصول على معلومات عن بيانات ضباط الداخلية.. وفي الطبعة الثانية من الجريدة نفسها تم نشر أن المقبوض عليه هو صاحب مكتبة.
وذلك بعد أن تم تذكير القائمين على الجريدة بأن المتهم اسمه «ادوار وليم اسكندر»، ولا يمكن بالتالي أن يكون إخوانياً.
-عبقري إبراهيم عيسى من يومه»، فقد ذكر على «أون تي في» أيضاً تعليقاً على إغلاق بعض السفارات الغربية أبوابها في القاهرة وتعليق أعمالها، أن لديه «معلومات». ومع جزمه بأنها «معلومات» إلا أنه عاد ليقول إنها بحاجة الى تأكيد أو نفي، وتتلخص في أن موظف إخواني في القنصلية البريطانية في القاهرة هو وراء قرار السفارة البريطانية.
«سره باتع» ولا شك هذا الموظف الإخواني، فقد امتد نفوذه الى سفارات أخرى.
- لميس الحديدي قالت في برنامجها إن إغلاق السفارات تم بناء على اتصالات بين الإخوان وهذه السفارات.. «جبابرة هؤلاء الإخوان يا لميس»!
- فعلا وكما قال «السيد البدوي» إن الإعلام هو ضمير الشعب. مع تمسكي بالأغنية الوطنية للانقلاب: «إحنا شعب وهما شعب».
صحافي من مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق