09 سبتمبر 2014

جيروزاليم بوست: سيناء "هدية السيسي" للفلسطينيين مقابل التنازل عن القدس لاسرائيل

عباس يرفض والسيسي ينكر ..ووزراء إسرائيليون:
 كرم السيسي يذهلنا والمبادرة من "علامات الساعة"
أكدت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض ما سماه "هدية السيسي" بمنحه أراض في سيناء؛ لإقامة دولة فلسطينية مقابل تقديم تنازلات لإسرائيل.
وقالت الصحيفة في تقرير تحت عنوان "هدية السيسي" نشره موقع مصر العربية اليوم - إن شيئا فوق العادة قد حدث، ففي 31 أغسطس، أخبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أحد أعضاء حركة فتح إن مصر عرضت منح السلطة الفلسطينية 1600 كم مربع من أراضي سيناء المتاخمة لغزة، بما يماثل خمس أضعاف مساحة قطاع غزة، بل إن مصر عرضت حتى إقامة اللاجئين الفلسطينيين في ذلك الامتداد من القطاع". وتابعت: ” ثم أخبر عباس أتباعه في فتح أنه رفض العرض المصري”.

الهدية مقابل تنازل الفلسطينيين عن القدس 
وأشارت الصحيفة أن إذاعة الجيش الاحتلال الإسرائيلي أكدت الخبر أمس الاثنين؛ حيث قالت أن السيسي عرض أن يؤسس الفلسطينيون دولتهم في ذلك الامتداد المصري من قطاع غزة، مع قبول حكم ذاتي محدود على أجزاء من يهودا والسامرة..مقابل تخلي الفلسطينيين عن مطالبات تقلص إسرائيل إلى حدود ما قبل حرب 67، والتنازل عن المطالبة بالقدس، أو المطالبة بالانسحاب الإسرائيلي من المستوطنات الإسرائيلية في يهودا والسامرة -حسب الصحيفة 
وتابعت: "حجة السيسي أن أرض مصر التي يعرضها في سيناء ستكون بمثابة أكثر من تعويض للأرض التي سيتنازل عنها عباس".

عباس للسيسي: انس الأمر اتركهم يعانون 
وقالت الصحيفة، إن عباس في خطابه لأعضاء من حركة فتح قال ان المصريين مستعدون لاستقبال كل اللاجئين الفلسطينيين، موضحا أنه من غير المنطقي حل المشكلة على حساب مصر.
وأوضحت الصحيفة أن عباس أجاب على عرض السيسي بقوله : "لا، انس الدولة..اتركهم يعانون".
وجاء في تقرير جيروزاليم بوست أن ”أجيال من القيادات والاستراتيجيين الإسرائيليين،أصروا على أن إسرائيل ليست لديها القدرة بذاتها على تلبية طلبات الفلسطينيين، دون توقيع شهادة وفاتها، لكن يجب يجب ضلوع جارتي إسرائيل مصر والأردن في حل المشكلة”.
واستطردت الصحيفة أنه حتى وقت تقديم قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي باقتراحه للفلسطينيين، لم يقم أي قائد عربي حقيقة بفعل ما ينبغي فعله.

عرض السيسي بدافع الضرورة 
وتساءلت الصيحفة ما الذي يدفع السيسي لعرض مثل ذلك الأمر، مشيرة إلى أن العرض ليس من دافع الإيثار،لكن بدافع الضرورة.
وأوضحت الصحيفة العبرية أنه من وجهة نظر حلفاء السيسي الذين وصفتهم بـ "السنيين" في السعودية والإمارات، فإن الحملة الفلسطينية ضد إسرائيل تتسم بالخطورة 
كما أشارت الصحيفة أنه في مواجهة إيران المسلحة نوويا، وفي ظل صعود لقوى وصفتها بـ "جهادية" مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك الإخوان المسلمين، لم تعد القوى السنية غير الجهادية تعتقد أن إطالة أمد الجهاد الفلسطيني ضد إسرائيل في مصلحتهم -حسب قول الصحيفة

إسرائيل حليف حيوي لمصر والسعودية 
وأكدت الصحيفة أن مصر والأردن عانت من جهاد الفلسطينيين، حيث نفذت حماس هجمات في مصر، وكذلك دمرت حركة الجهاد الإسلامي كلا من لبنان والأردن، مشيرة إلى أن مصر والسعودية تنظران إلى دولة الاحتلال باعتبارها حليفا حيويا في جهادهما ضد من وصفتهم الصحيفه بـ "الجهاديين السنة"، وكفاحهما ضد طموحات إيران في الهيمنة، وقالت "إنهم يعلمون أن أفعال إسرائيل ضد الجهاديين السنة والشيعة، حماس وحزب الله وإيران تخدم مصالح السنة غير الجهاديين".
وقالت الصحيفة الإسرائيلية: ” لقد أدركت مصر والسعودية بعد الصراع الأخير في غزة إن الحملة الفلسطينية ضد إسرائيل تقوي شوكة أعداءهما الجهاديين، مثل حماس..لذا فإن عرض السيسي هو محاولة لأخذ القضية الفلسطينية بعيدا عن الجهاديين الفلسطينيين".
وكان قائد الانقلاب العسكري قد نفى أمس صحة التقارير التي ترددت حول عرضه أراض مصرية لإقامة دولة فلسطينية بسيناء، وكذلك بادرت السلطة الفلسطينية بنفي الأنباء.


رغم نفي الرئيس المصري لتقرير إسرائيلي، حول مبادرة سلام مصرية تقضي بضم أجزاء واسعة من سيناء لقطاع غزة، مقابل تنازل الفلسطينيين عن حدود ما قبل 5 يونيو 1967، توالت ردود الأفعال المرحبة بالمبادرة المزعومة من قبل وزراء، وأعضاء كنيست إسرائيليين.
الوزراء وأعضاء الكنيسيت، الذين ينتمون لمعسكر اليمين المتشدد امتدحوا ما وصفوه بـ"كرم السيسي"، وقالوا إنه توصل لما عجز اليسار في تل أبيب على مدى عقود طويلة عن فهمه.
وقالت عضو الكنيست "إيلات شكيد" رئيسة كتلة "البيت اليهودي" ردًا على المبادرة: ”إذا ما كان التقرير صحيحًا، فإن الرئيس المصري نجح في فهم ما يرفض اليسار في إسرائيل فهمه منذ عشرات السنين، فحل المشكلة الفلسطينية يجب أن يكون إقليميًا، ولا يمكن أن يقع على عاتق إسرائيل وحدها. أدعو رئيس الوزراء للقاء الرئيس المصري، وبحث جدوى المبادرة".
من جهة أخرى، قال "يعقوب بيري" رئيس "الشاباك" السابق ووزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي في حديث للبرنامج الإذاعي "صباح الخير إسرائيل"، الذي يقدمه الصحفي "أساف ليبرمان"، إن "كرم السيسي في الاقتراح أذهلنا".
واستدرك الوزير الإسرائيلي: ”السؤال الذي يتردد، وليس لدينا تفاصيل كافية - ماذا سيكون مصير الضفة الغربية وماذا بشأن قضية القدس؟ من الأفضل أن نطلع على تفاصيل المقترح رغم رفض أبو مازن".
كذلك علق "إسرائيل كاتس" وزير المواصلات من حزب الليكود على المبادرة بوصفها بـ"إحدى علامات القيامة"، وقال: ”إعطاء الفلسطينيين أراضي بسيناء (مساحتها 5 أضعاف غزة) وإقامة دولة فلسطينية هناك. وفي الضفة الغربية تحصل المدن الفلسطينية على حكم ذاتي. مقابل تنازل الفلسطينيين عن مطلبهم بانسحاب إسرائيل لحدود 67. هي إحدى علامات الساعة".
وأشار "كاتس"، إلى أنه في ظل دعم الأمريكان للخطة، يتبقى فقط إقناع أبو مازن - نصير حق العودة واليسار الإسرائيلي المتحمس للتنازل عن الأراضي - لتأييد الخطة".
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي كشفت صباح اليوم، عن رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) مقترحًا مصريًا لإقامة دولة فلسطينية على أجزاء من سيناء.
ووفقًا للتقرير، فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قدم هذه المبادرة لعباس خلال اللقاء الأخير الذي جمعهما هذا الأسبوع بالقاهرة، وعرض عليه مضاعفة مساحة قطاع غزة 5 مرات داخل سيناء.
إذاعة جيش الاحتلال قالت إن الحديث يدور عن خطة صيغت على مدى أسابيع، بدعم أمريكي لكن تفاصيلها الكاملة لم تكشف إلا خلال لقاء عباس والسيسي، حيث اقترح الأخير اقتطاع 1600 كيلو متر مربع من سيناء وضمها للقطاع، وهناك يتم إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تحت حكم أبو مازن.
لكن في المقابل، وبحسب التقرير، فإن على أبو مازن التنازل عن المطلب الفلسطيني بالعودة لحدود ما قبل 5 يونيو 1967، بالشكل الذي يسهل إيجاد حل لمسألة الحدود بين إسرائيل والفلسطينيين. كما زعم التقرير أن السيسي قال لأبو مازن: ”عمرك الآن 80 عامًا، إذا لم تقبل الاقتراح - سيفعل ذلك من يأتي بعدك".
وتقول الصحف الإسرائيلية التي علقت على التقرير، إن "الخطة المفاجئة" ليست من بنات أفكار السيسي، حيث سبق وطرح أكاديميون إسرائيليون خطة مماثلة قبل 8 سنوات، كذلك فعل رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا ايلاند، لكن النظام المصري رفض الاقتراح وقتها جملة وتفصيلاً.
القناة العاشرة الإسرائيلية ربطت بين "مبادرة السيسي" وبين تصريحات الرئيس الفلسطيني قبل انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أعلن وقتها عن "مفاجأة سياسية" سيفجرها أمام إسرائيل، وتفضي لإقامة دولة فلسطينية.

ليست هناك تعليقات: