بعد منعه من السفر مجدى حسين يوجه رسالة للمؤتمر العربى :
لافضل لتيارعلى آخر إلا بمحاربة أمريكا واسرائيل
توحيد حركة تحرير الأمة بالعودة إلى هدفها الأصلى
مجدى أحمد حسين
تتعرض الأمة العربية – من وجهة نظرى – إلى حالة من التيه وفقدان الاتجاه بسبب ابتعادها وابتعاد بوصلة حركتها عن النجم الشمالى ، عن هدفها الأصلى الذى أوجدها ووحدها عبر التاريخ ، وهو التحرر والاستقلال . ومن المؤسف أن يحدث هذا بعد صحوة المقاومة والتحرير في العراق ولبنان وفلسطين والسودان وكذلك في الظهير الاسلامى : إيران ، وتركيا وإن أخذ التقدم منحى النجاح في مجال التنمية الاقتصادية دون التحرر من براثن الناتو ، والمقاومة الأفغانية والباكستانية ضد الوجود الأمريكى . وكذلك بعد الثورات العربية التى أطاحت في البداية برؤوس نظم العمالة والتبعية في تونس ، وليبيا ، ومصر واليمن ، وإن لم تتمكن أى بلد منها من تقويض النفوذ الأمريكى أو الغربى فيها حتى اللحظة ، في انتكاس صريح لكل هذه الثورات ، وتبدو تونس هى الأفضل حالا نسبيا حتى الآن .
في كل البلاد العربية حيث الثورات أو الانتكاسات أو المقاومات ، فالمطلوب شىء واحد ، لضبط الاتجاه ، وتوحيد الأمة من جديد ، المطلوب هو التوحد حول سبب الوجود الأصلى ، وأساس أى انطلاق لأى فكر أو مشروع أو رؤى أو اجتهادات : الاستقلال العربى الذى لابد أن يبدأ قطريا هنا وهناك ويتلاحم قوميا بالتدريج .
لقد انشغلت الحركة الوطنية والقومية والاسلامية العربية ، بل لنقل تورطت في صراعات جانبية أو أقل أهمية أو كان يمكن بل يتعين تجنبها ، وهى بعناوين مختلفة : العلمانية ضد الاسلام أو العكس – القومية ضد التكفيرية – الشيعة ضد السنة أو بالعكس – بل وصل الأمر لتأجيج الصراعات الطائفية بين المالكية والاباضية في الجزائر – التناقض العربى الأمازيجى – المصرى النوبى – الاسلامى المسيحى – العربى الكردى – الزيدى الشافعى في اليمن – البدوى السيناوى المصرى - التكفيرى وغير التكفيرى . وبعد ذلك يندهش البعض من حالة التفتيت وهى مخطط صهيونى أمريكى منشور منذ الثمانينيات من القرن الماضى ، وهو ما يتم تنفيذه على قدم وساق أمام أعيننا في كل البلادالعربية تقريبا بدون استثناء ، بل وحتى في دول الظهير الاسلامى : إيران – تركيا . وهو ممتد في كل بلاد العالم الاسلامى ، لأن مخطط التفتيت يشمله أيضا ، حتى وصل إلى أندونيسيا .
الخطة المضادة وهى خطة الاستقلال والمقاومة والممانعة ، ليست غائبة وليست سرية ، ولا أدعى إلا أننى مجرد جندى فيها ، هذه الخطة المضادة لاتحقق أهدافها بالصورة والمعدلات المأمولة لأنها تقاوم مخطط التفتيت بصورة قطرية أوموضعية ، وبدون نظرة كلية وبدون غرفة عمليا ت مركزية ، كما يفعل اليهود والغربيون .
وعدنا من جديد إلى الصراع بين الاسلاميين والقوميين ، وهذا خبر سعيد لتل أبيب وواشنطن .
ولم يعد من قبيل النشاز أن نرى بعض الاسلاميين يتعاونون مع أمريكا ضد النظم العربية لأنها استبدادية . ولم يعد من قبيل النشاز أن نجد قوميا أو يساريا وثيق الصلة بالغرب ومنظماته لمواجهة الخطر الظلامى الاسلامى. بل وجدنا من الاسلاميين والقوميين من يستحل التعاون مع اسرائيل وعملائها .
في هذه الورقة المختصرة أريد التركيز على فكرة واحدة أراها هى الأهم في هذه اللحظة :
إعلان الجبهة العربية الاسلامية الموحدة لتحرير الوطن العربى من الوجود الصهيونى الأمريكى .
وهذه الجبهة ترفض التعاون مع عرب أمريكا واسرائيل ( كلمة عرب أمريكا دشنها الاعلام اللبنانى الوطنى فيما أذكر ).
هذه الجبهة تقاطع من يتعامل مع أمريكا واسرائيل .. تطارد الوجود الأمريكى الاقتصادى والعسكرى ، وتحشد ضده بصورة سياسية وجماهيرية ، تدعو لمقاطعة البضائع الأمريكية ، تدعم المقاومة المسلحة في فلسطين ولبنان ضد اسرائيل ، والمقاومة المسلحة ضد الاستعمار الأمريكى في أفغانستان ، تكشف الوجود الأمريكى العسكرى في الخليج ومصر والمغرب العربى والأردن وليبيا وجيبوتى والصومال واليمن والعراق ( أى كل البلاد العربية ) .
هى حركة سلمية ولكنها تقر حق استخدام القوة ضد الاحتلال بما في ذلك القواعد الأمريكية في كل البلاد العربية . وأن تحدد موقفها من النظام ، أى نظام عربى ، على هذا الأساس سواء أكان اخوانيا أو سيسيا ، بل تحدد موقفها من كل ناشط وكل شخص يرفع عقيرته بالقومية أو الاسلام ، على هذا الأساس . أما مهاجمة مرسى ( وأنا أضرب مثلا من مصر ) لأنه أرسل برقية لبيريز وعدم مهاجمة السيسى الذى يدمر غزة ويحمى حدود اسرائيل ويستعين في كل أعماله بشركات اسرائيلية ، ويواصل سياسة اعتماد الجيش المصرى على التسليح الأمريكى ، فهذا من قبيل عدم الاستقامة المبدئية التى سنخسر منها جميعا . فليعلن كل اسلامى أنه يدين أى اسلامى يتعاون مع أمريكا واسرائيل . وليعلن كل قومى عربى أنه يدين أى قومى يتعاون مع أمريكا واسرائيل ، وساعتئذ سنكون قريبين جدا من لحظة النصر المبين .
هل يمكن للمؤتمر القومى العربى أن يتحول إلى هذه الجبهة ؟ حلم لابد أن أكشف عنه خاصة بعد منعى من السفر إليكم . تحياتى لكم جميعا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق