01 يونيو 2014

عميد متقاعد برهان إبراهيم كريم : وما هو رد جماعة الإخوان المسلمين على ينعتهم بالإرهاب؟

هل باتت جماعة الإخوان المسلمون بعد ثلاثة أعوام من الربيع العربي في وضع لا تُحسد عليه؟
قد يعذر البعض جماعة الإخوان المسلمون في عدائها لبعض الأنظمة, ويعذرون هذه الأنظمة في عدائها لجماعة الاخوان المسلمون, إلا أنهم لا يجدون من تفسير لقرار اعتبارها منظمة إرهابية من أنظمة ارتبطت بعلاقات وطيدة مع جماعة الإخوان لمدة تزيد عن النصف قرن. الحرب على جماعة الإخوان المسلمين ومعها تنظيمات اسلامية تشنها أنظمة كانت هي من تساندهم سابقاً, ودعمت هذه التنظيمات لمحاربة الروس في أفغانستان. ويشارك في الحرب وسائط إعلام وفضائية العربية وساسة ورجال دين ونواب. وسهام النقد والاتهام كثيرة ومنها: 
فنائب كويتي في حوار مع صحيفة البيان الإماراتية، قال: أحذر من خطر جماعة الإخوان المسلمين في الكويت (جمعية الإصلاح الاجتماعي), ومن تجاوزها قانون عمل جمعيات النفع العام ,عبر تدخلها في شؤون دول أخرى. وتابع قائلاً: وأطالب وزارة الشؤون بمعاملة الجمعيات التي تعمل تحت مظلّتها بمسطرة واحدة. وأنه تم حل نادي الاستقلال الكويتي في العام 1976م بسبب إصداره بياناً يرفض فيه حل مجلس الأمة. وتساءل قائلاً:كيف سمح لجمعية الإصلاح التدخل في السياسة, وأخرى تتعلق بعلاقات الكويت الخارجية وبالدول الشقيقة, وقد تسيء للعلاقات؟ وأن الإخوان تنظيم دولي هدفه زعزعة الأنظمة, والحلول مكانها, وأنّهم خطر على الكويت, وعلى الحكومة أن تعي ذلك. والاتفاقية الأمنية الخليجية تتضمّن بعض البنود المتعارضة مع الدستور الكويتي. وأنّ لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة، التي أرأسها، تدرس الاتفاقية ومثالبها وبخاصة تلك التي تتعرّض للسيادة الوطنية.
وإعلامي مشهور وذائع الصيت, في مقابلة له مع إحدى القنوات الفضائية, قال: ارتبطت بعلاقة عضوية مع الإخوان في الفترة السابقة, لكن خيبة الأمل كانت كبيرة بعد أن تخلت الحركات الإسلامية عن مشروعها و تطلعت للسلطة.
والسيد فهمي هويدي نشر مقال في صحيفة السفير بتاريخ 29/3/2014م بعنوان: ليحسم الإخوان موقفهم من العنف والإرهاب. وملخص ما جاء فيه: مطلوب من الإخوان المسلمون أن يعلنوا موقفاً صريحاً وحاسماً إزاء العنف المجنون الذي لاحت شواهده في الفضاء المصري. وعوامل خمسة وراء إطلاق هذه الدعوة. العامل الأول: يتمثل في تعدد العمليات الإرهابية التي استهدفت مؤسسات الدولة والجيش والشرطة. وكلها تمثل خطوطاً حمراء لا ينبغي لأي صراع سياسي ان يعتدي عليها أو ينال منها, خصوصاً بعدما تعددت الشواهد الدالة على ان جماعة أنصار بيت المقدس وثيقة الصلة بتنظيم القاعدة والمتمركزة في سيناء، قد مدت نشاطها مصر.والعامل الثاني: ان مصر مقبلة على انتخابات رئاسية, أيا كان رأينا في عناوينها وتفاصيلها، فإنها استحقاقاً نريد ان نستثمره، بحيث يصبح عنصراً ايجابياً يصحح المسار ويعيد إلى السياسة اعتبارها. والعامل الثالث: اننا تلقينا رسالة من المتحدث باسم الإخوان، الدكتور جمال حشمت، بثتها قناة الجزيرة بتاريخ 22/3/2014م، تحدث فيها عن استعداد الجماعة لاتخاذ خطوتين إلى الوراء، لم يحددهما، وأن أشار إلى ضرورة جمع شمل القوى الوطنية لاستعادة المسار الديموقراطي. والعامل الرابع:يتمثل في ان مصر ظلت طوال الأشهر الثمانية الماضية منذ3/7/ 2013م مشغولة بموضوع الصراع ضد الإخوان، في الوقت الذي يتراجع فيه دور ووزن الدولة، كما تغيب فيه أهداف الثورة التي لم يعد كثيرون منشغلين بها، ناهيك عن الذين عمدوا إلى تجريحها. والعامل الخامس: يتصل بتعالي نبرة الغضب بين الشباب في الجامعات بوجه أخص، وهو الغضب الذي لم يتوقف طوال الأشهر الماضية، ولم تفلح الأساليب البوليسية ولا الأسوار والتحصينات التي أقيمت في احتوائه. وكانت النتيجة ان مئات منهم ألقوا في السجون وفصلوا من كلياتهم وأصبح مستقبلهم مهدداً بالضياع، الأمر الذي ينبغي وضع حد له والحيلولة دون استمرار تدهوره. ما أدعو إليه هو التوصل إلى هدنة من طرف واحد لتهدئة النفوس والتقاط الأنفاس وفتح الباب للتدبر والمراجعة. وحتى أكون أكثر دقة, ولكي لا يلتبس الأمر على أحد, فإنني لا أرى غضاضة ولا مانعاً من ان يستمر الصراع كما هو، شريطة أن يظل سياسيا وسلمياً، بحيث يوصد الباب أمام العنف بكل وسائله.
والأمين العام لجماعة الاخوان المسلمين محمود حسين رد على ما ينشر من أخبار وأنشطة تقوم بها وتتعارض مع مبادئ الجماعة ببيان مفصل. إلا أن بيانه اعتمد على العموميات وشهادات نظام الرئيس مبارك . ورده يمكن تلخيصه بهذه النقاط:
أن الجماعة تربي أبناءها على الالتزام بالإسلام عقيدة وعبادة وسلوكاً وأخلاقاً، والتزام الجماعة بالابتعاد عن أية أعمال أو أقوال من شأنها ان تسيء لأي دولة يعيشون فيها أو يعملون بها، وأن يكونوا حريصين على أمن وسلامة هذه البلاد تماماً كحرصهم على سلامة وأمن مصر.
الجماعة منذ نشأتها ترفض العنف وتدينه، ولم يشهد بنائها تشكيلات تعتمد مبدأ القتال سوى لتحرير الأوطان من كل غاصب أو معتد أجنبي.
الجماعة تواجه دائماً ما يقع عليهم من اضطهاد بالوسائل السلمية فقط، وأن منهج التغيير الذي تؤمن به عقيدة ثابتة وتؤكده مسيرتها العملية لأكثر من ثمانين عاما يقوم على النضال السلمي لتحقيق رؤيتها في التغيير والإصلاح.
استدعاء أحداث سابقة لا ينبغي أن يتم إخراجه من سياقه، فالجماعة تفخر بأنها كانت ضمن القوى التي قاومت الاحتلال الأجنبي لمصر بكل أشكاله.
الجماعة وهي تدعو أبناء الأمة للدفاع عن حريتها والشرعية المغتصبة، تعلن بوضوح أن ساحة العمل الأساسية هي مصر, وان الأمل معقود بعد الله سبحانه وتعالى على الحراك الشعبي السلمي المبدع والأسطوري الذي يقوم به شباب ونساء مصر، وأنهم لا ينطلقون من أي مكان آخر. ومحاولة التسويق الإعلامي بان الاخوان يتحركون من أماكن أخرى أو باتفاقيات مع دول أخرى هو إهانة للشعب المصري صاحب الحق في التغيير، وتقطيع أواصر الاخوة بين مصر وشقيقاتها, ومحاولة فاشلة للتقليل من قيمة وأثر حراكه.
الجماعة وقد أقض مضاجعها حال الأمة وما هي فيه من تردي دفعها للاهتمام بالعمل الذي من خلاله تغير هذا الواقع متحملة كل ما يصيب أفرادها من اتهامات وتضييق في الأموال والأرزاق والأنفس والأولاد ، واثقة من وعي ونضج شعوب أمتها في إدراك بهتان وكذب هذه الحملة, وخصوصاً لو تم العودة بالذاكرة لما كتبه هؤلاء أو قالوه عن الجماعة في فترات سابقة.
وما تعلمناه في مدرسة الإخوان المسلمين وسلوك رجالها وقادتها، عدم الخوض في مساجلات ليس من ورائها إلا هدر الوقت فيما هو غير نافع أو مفيد.
الجماعة تستمد أفكارها ومبادئها من الإسلام ، وتعتمد تربية تحيي الضمائر وتقوي مراقبة الله وتزكي النفوس، وتدفعها للتعاون على البر والتقوى، وتدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وترفض الإكراه والعنف.
وعقيدة ومنهاج الجماعة يقوم على أن استعادة كمال الإسلام وشموله وتحقيق رفاهية شعوب دوله. وبناء وتربية المسلم والأسرة على الفهم الصحيح والشامل للإسلام منهجاً وسلوكاً. والذي عماده قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. وقوله: ما دام الرفق في شيء إلا زانه. فكان ومازال طريقهم الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
إن منهج الجماعة هو إصلاح النفس أولاً, ثم إصلاح الأسرة, ثم المجتمع, بدعوته الى الخير في كل جوانبه. ولعل الجميع يعلم ماذا قدم شباب ونساء الاخوان في هذا المجال سواء في مجال إنشاء المدارس والمستشفيات والأسواق الخيرية وغيرها, وما قدموه أيضاً في مجال الخدمات أثناء تواجدهم في النقابات والبرلمان, ولم يستطع أحد ان يقدم دليلاً واحداً على إدانة أي عضو من الإخوان بالاستفادة منها لشخصه ولا لأحد من أقربائه .
ومنهج الإصلاح والتغيير لدى الجماعة يقوم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. مستمداً من قوله تعالى: ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وقوله: ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. ونشاطها ونضالها ضد الفساد والاستبداد يقوم على السلمية المطلقة ونبذ العنف بكل صوره، وتحمل كل ما يصيبها.
والجماعة تربى أبناءها على حرمة الحياة الإنسانية وحرمة الدم،فالله تعالى قضى﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْر ِنَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾، وقال سبحانه ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾.وقول الرسول صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ، حَرَامٌ عَلَيْكُمْ. وقوله أيضاً: لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، ونعتقد أن الْمُؤْمِنَ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الكَعْبةِ. ومن كانت هذه عقيدته فمن المستحيل أن تمتد يده بالسوء لأحد، ولو امتدت إليه يد بالسوء. وشعارنا مع من ظلمنا: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾.
وتعرض الإخوان في السجون سنة 1954 وسنة 1965 لتعذيب وحشي، ذهب بحياة عدد منهم، وبعد خروجهم من السجون كان معذبوهم يسيرون أمامهم في الشوارع والطرقات ولم يتعرضوا لهم بقول أو فعل يسوؤهم، ولعل صفحات التاريخ تذكر الكلمة التي كانت دائماً على لسان المرشد العام عمر التلمساني رحمه الله حين كان يذكر الرئيس السابق جمال عبد الناصر الذي سجن وعذب في عهده, كان دائماً يتبع اسمه بطلب الرحمة له. 
والحملات الظالمة التي طالت الرئيس محمد مرسي وأسرته تحملها صابراً محتسباً, مستلهماً الأدب القرآني: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
ومؤخراً قتل آلاف من المصريين، ومنهم الإخوان المسلمون، في مذابح رابعة والنهضة وغيرهما، فلم يرفع أحد منهم سلاحاً في وجه قاتليهم، واعتقل واعتدي عليهم، ولم يستخدم أحد منهم عنفاً ليدافع عن نفسه.
وحينما تعرضت الجماعة لحملات اعتقال كبيرة في عهد الرئيس حسني مبارك طالت حوالي خمسين ألفا منهم، وحوكم بعضهم محاكمات عسكرية، وتعرض بعضهم لتعذيب وقتل ومصادرة أموال، لم ينجروا إلى عنف، ولم يحرزوا قطعة سلاح واحدة، وإنما ظلوا على سلميتهم. بل وشهد الرئيس محمد حسنى مبارك لجريدة لوموند الفرنسية أثناء زيارة له لفرنسا سنه 1993م ،بتصريح نشرته الصحف ومنها جريدة الأهرام بتاريخ 1 / 11 / 1993م قال فيه: إن هناك حركة إسلامية في مصر تفضل النضال السياسي على العنف، وقد دخلت هذه الحركة بعض المؤسسات الاجتماعية ونجحت في انتخابات النقابات المهنية مثل الأطباء والمهندسين والمحامين.
ووزير الداخلية الأسبق اللواء حسن الألفي في مؤتمره الصحفي الذى عقده ، ونشرت وقائعه بتاريخ 14 من أبريل سنة 1994م ، سٌئل عن علاقة الإخوان بتنظيم الجهاد أو الجماعة الإسلامية فكان رده: الإخوان جماعة لا يرتكب أفرادها أعمال عنف, بعكس تلك التنظيمات الارهابية.
وخبير الإرهاب الدولي المصري بالأمم المتحدة اللواء أحمد جلال عز الدين, والذى عينه الرئيس مبارك عضواً بالبرلمان عام 1995م, صرح في مقابلة له مع جريدة الأنباء الكويتية:الإخوان المسلمون حركة دينية سياسية ليس لها صلة بالإرهاب والتطرف, وأن الاخوان في نظر عدد كبير من تنظيمات العنف يعتبرونهم متخاذلين وموالين للسلطة.
وعندما انتشرت أعمال عنف في مصر في التسعينات فإن الإخوان أدانوا ذلك بمنتهى الصراحة والوضوح, والصحف المصرية نشرتها. بحيث لم يعد في مصر أحد يجهل رأى الإخوان في هذه القضية .
وإذا كان جو الكبت والقلق والاضطراب الذى يسيطر على الأمة قد ورط فريقاً من أبنائها في ممارسة إرهابية روعت الأبرياء وهزت أمن البلاد ، وهددت مسيرتها الاقتصادية والسلمية ، فإن الاخوان المسلمين يعلنون في غير تردد ولا مداراة أنهم براء من شتى أشكال ومصادر العنف، مستنكرون لشتى أشكال ومصادر الإرهاب ، وأن الذين يسفكون الدم الحرام أو يعينون على سفكه شركاء في الإثم، واقعون في المعصية. فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، ويذكروا وهم ما هم فيه وصية الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة وداعه: أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إلى يوم القيامة كحرمة يومكم هذا في عامكم هذا في بلدكم هذا. 
وعندما وقعت عملية تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك أدان الإخوان العدوان في نفس اليوم. وذلك في بيان جاء فيه: إن الإخوان المسلمين وقد راعهم ما حدث بالأمس في الولايات المتحدة الأمريكية من قتل ونسف وتدمير ، واعتداء على مدنيين أبرياء . ليعربون عن عميق أسفهم وحزنهم ، ويستنكرون بكل حزم وشدة هذه الحوادث التي تتعارض مع كل القيم الإنسانية والإسلامية ، ويعلنون استنكارهم ومعارضتهم لكل عدوان على حياة البشر وحرية الشعوب وكرامة الإنسان.
والإمام المؤسس رحمه الله وضع أركاناً عشرة للبيعة أولها ركن الفهم. ووضع له أصولاً عشرين منها. ولا نكفر مسلماً أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض برأي أو بمعصية ـ إلا إن أقر بكلمة الكفر، أو أنكر معلوماً من الدين، أو كذب صريح القرآن، أو فسره على وجه لا تحتمله اللغة العربية بحال، أو عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر.
حين لجأ البعض لطرح الفكرة بعد التعذيب والايذاء الشديد الذين لاقوه في السجون, تصدى لها المرشد الأستاذ حسن الهضيبي وأصدر معلماً في فكر الجماعة والدعوة إلى الله بعنوان " دعاة لا قضاة ".
والقول بأن المنهج الذي جاء به الإمام البنا رحمه الله صحيح ولكن قيادات الإخوان في العصر الحديث خرجت عنه. ولهؤلاء نقول بكل ود: إن الجماعة التي استمرت لأكثر من 86 عاماً وحتى اليوم وهي تسعى لأن تكون غايتها هو الله، لا يمكن إلا أن تربي أعضاءها جميعاً أفراداً أو قادة إلا على الالتزام بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم. والذين كان الإمام البنا واحداً منهم, ولن نحيد عنه حتى نلقى الله عز وجل.
وأخيراً، إن من القواعد الأساسية التي قام ويقوم عليها عمل الجماعة ويحكم طريقها منذ بداية تأسيسها وحتى اليوم وإلى ما شاء الله, أن هناك مبادئ محددة, وثوابت حاكمة, ومفاهيم واضحة, يقوم عليها فهم ونشاط الجماعة. وهي ليست رأياً فردياً, وإنما هو منهاج الجماعة. فمن ابتعد عنه فقد اختط لنفسه طريقاً غير طريق الإخوان المسلمين .
وجماعة الإخوان المسلمين أصدرت بتاريخ 24/3/ 2014 م بياناً بمناسبة انعقاد القمة العربية في الدورة 25. وما جاء في هذا البيان يمكن إيجازه بالبنود التالية:
جماعة الإخوان المسلمين كانت ومازالت وستظل في مقدمة القوى لحماية مصالح شعوبها ومناصرة قضاياها والمضحية لضمان حرية واستقلال أوطانها.
تتوجه الجماعة بالدعاء بأن يوفق القادة العرب بما يخدم مصالح الأمة العربية وأماني شعوبها وأن تكون دورتهم إضافة قوية للعمل العربي المشترك الفعال.
الأمل كبير في أن تخرج القمة الموقرة بما يحافظ على مصالح العرب والمسلمين ويدعم صف المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني لتحقيق أهدافة والحفاظ على حقوقه العادلة ورفع وكسر الحصار الظالم على أهلنا في غزة الصمود.
الجماعة وهي تؤكد على خطها الثابت في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتحملها في سبيل ذلك ما قد يقع عليها من عنت أو إيذاء محتسبة ذلك كله عند الله سبحانه وتعالى بدون أن تحيد او تتخلى عن نهجها السلمي في العمل، الذي هو عقيدة تعتقدها وثابت من ثوابت منهاجها.
تضع الجماعة امام ناظري القادة المجتمعون في دولة الكويت ما أحدثه الإنقلاب العسكري بتاريخ 3 يوليو 2013 من اعتداء جسيم على حقوق الشعب المصري والشرعية التي اختارها بملء حريته وكامل إرادته في اكثر من 5 استحقاقات انتخابية واستفتاءات شهد لها العالم أجمع بالنزاهة والعدالة وشاركت فيها كافة القوى والتيارات السياسية المصرية وما ترتب على ذلك من إقصاء لسلطة شرعية منتخبة انتخاباً حراً وإلغاء لدستور اقره الشعب المصري ، لتناشد القادة المجتمعين عدم اقرار ما تم من إجراءات واتخاذ الخطوات الكفيلة بإعادة الحقوق المهدرة للشعب المصري.
الجماعة تؤكد تأييدها الكامل لحق الشعب السوري في اختيار نظام حكمه والعيش بحرية وكرامه، فإنها لتناشد القادة المجتمعين اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بإيقاف شلال الدم المسكوب وانهاء المأساة المروعة الجارية وتشكيل قوة أمن عربية كخطوة أولى لاستعادة الاستقرار في البلاد ووضع خارطة طريق عملية لتمكين الشعب من اختيار نظام حكم بكل حرية وعدالة.
إنه مما لا يخفي على أحد اليوم تردي الأوضاع في العديد من الدول العربية وما يجري بها من اضطرابات وقلاقل، تعرض مصالح شعوبها ووحدة أراضيها وتصيب الأمن القومي العربي بأضرار جسيمة، تهيب معها الجماعة بالقادة المجتمعين بضرورة اتخاذ الإجراءات ورسم البرامج الكفيلة لمعالجة هذه الأوضاع، صوناً لوحدة مجتمعاتنا وحفاظا على دولنا من أخطار التفتت والانقسام وتحقيقا لمصالح شعوبها في العيش بحرية وعدالة وكرامة إنسانية.
نترك لجماعة الإخوان المسلمين والقراء الكرام , التكرم بالإجابة على الأسئلة المطروحة التالية:
هل أن واشنطن هي من حرضت دول عربية وإسلامية وغربية لتصنيفهم كتنظيم إرهابي؟
وما رد جماعة الإخوان المسلمين على من اعتبروها منظمة إرهابية ويطاردوها في كل أرض؟ ولماذا خاطبت الجماعة مؤتمر القمة ال25 بكل ود مع العلم بأن بعض من حضره هم من يعادونها, بينما ردت بكل شدة على من قيدها أو حظرها أو طاردها في بلاده فقط؟
ولماذا لم يتبنى الوفد القطري والتونسي والليبي المطالب الواردة في بيان الجماعة خلال المؤتمر؟
وهل الاتهامات التي توجه لكل من حركة حماس وحركة الإخوان المسلمين وما ينضوي بأمرتها من حركات وأحزاب, كحزب العدالة والتنمية في تركيا ومصر وتونس وليبيا صناعة أميركية؟ولماذا تحفظت طهران على الانقلاب الذي أطاح بمحمد مرسي المنتخب شعبياً, وعلى قرار حظر جماعة الإخوان المسلمون، وأبقت على خطوط اتصال مع حركة الإخوان و حماس؟ وهذه الأسئلة هي من جملة أسئلة كثيرة باتت مطروحة في الشارعين العربي والاسلامي. وتحتاج إلى أجوبة حاسمة تضع النقاط على الحروف, وتبدد التكهنات والظنون التي تؤرق عقول البعض من العرب والمسلمين, وكي يتضح السبب من اتهام الجماعة بالإرهاب.
الأثنين: 2/6/2014م 


ليست هناك تعليقات: