لعل ما يميز مشهد الأمس هو الخروج عن المألوف فالأصل أن يكون المقدم للمحاكمه ضعيفا مرتعدا مما قد يحكم به عليه ، ولكن ما تابعناه هو رئيس شامخ تجلت عزته فى عدة مشاهد مشرفه لعل أولها التماسك والثقه بالنفس بصورة أبهرت أغلب الصحف العالمية اليوم ، وإصراره على إرتداء الملابس المدنيه التى تشير إلى إعتزازه بمنصبه رئيسا لمصر والذى يجب أن يعامل بما يليق وجلال ذلك المنصب ، وتحميله للمحكمة المسئوليه عن إحتجازه ومنعه من أداء مهام منصبه وكأنه يشير إلى محاسبه قادمه قد تطال هذه الهيئه نتيجة هذا المنع ، ورغبته الملحه - بوصفه رئيسا للجمهوريه - فى الحفاظ على صورة مؤسسة القضاء نظيفة وأن تجنب هذه المؤسسه نفسها من الوقوف فى جانب الإنقلاب ، وتعمد تجاهل الدفاع عن نفسه من التهمه المنسوبة له و التى يتحدثون عنها فالرئيس لا يتدنى إلى مثل هذه الصغائر ، أما العداله المنبطحه فهى التى تجاهلت تقديم المتهمين بقتل المتظاهرين وأرادت أن تلفق تهمة التحريض لخصوم الإنقلاب السياسيين ، وهى التى تناست أقوال أهالى ثمانية من الشهداء إتهموا أشخاصا بعينهم بالتحريض على قتل ذويهم فلم تستدعى أى متهم منهم للتحقيق معه ، وهى التى تحاكم رئيس لا تدرى أين كان محتجز ، وهى التى لأول مرة فى تاريخ مصر يصدر تقرير من منظمة حقوقية دوليه ( هيومن رايتس ووتش ) يدينها ويشير إلى أن من يقومون على أمر هذه العداله فى هذا البلد يغضوا الطرف عن كل جرائم القتل التى قام بها الإنقلابيون فى حق المتظاهرين السلميين أنصار الشرعيه ، وهى التى قبلت على نفسها أن تتحول من حكم بين الخصوم إلى خصم يقف إلى جوار الإنقلاب ويدعمه ، وهى التى يتلاعب بها قادة الإنقلاب فى أى إتجاه أرادوا أن يدفعوها للسير فيه ... وهى التى ... وهى التى ... وهى التى ... ، و أنا أرى أنه إذا ما إستمر حال العداله على ما هو عليه حتى موعد الجلسة القادمة من محاكمة الرئيس أن يقف كل من سيحضر هذه الجلسة أمام منصة المحكمة ، وأن يصطفوا عدة صفوف ويصلوا صلاة من أربع تكبيرات يدعوا فيها بالرحمه على هذه العدالة ، أما من لم يحضر هذه الجلسة فليصلى على العدالة صلاة الغائب ، فالفقيدة كان لها تاريخ مشرف نعتز به ، ولكنها لم تنجوا من قناصة الإنقلاب .
* مقرر حركة قضاة من اجل مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق