كشف النقاب في إسرائيل عن أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كان قد تسلل إلى داخل الحدود السورية عدة مرات، وفي إحداها أصيب بجراح كاد يموت جراءها، لكن عميلا سوريا أنقذه من الموت.
وجاء كشف هذه الأنباء في أعقاب وفاة سليم الشوفي، رئيس مجلس قرية مجدل شمس في هضبة الجولان السورية المحتلة هذا الأسبوع، عن عمر يناهز الثانية والثمانين.. فقد ذهل العديدون في القرية عندما رأوا كيف تمت الجنازة؛ إذ حضرها عدد من قادة الجيش والمخابرات الإسرائيلية، مثل عوزي ديان، النائب الأسبق لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وداني ياتون، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجي (الموساد)، وآفي ديختر، وزير الأمن الداخلي، والرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العامة 'الشاباك'.
ثم فوجئ أهالي مجدل شمس بأن رئيس الوزراء نتنياهو بنفسه حضر للتعزية بعد الجنازة، على الرغم من أنه مصاب بكسر في قدمه، جعله يقلل من التنقل في الأسابيع الأخيرة. بل إن نتنياهو أصدر بيانا حول زيارته هذه، أمس، جاء فيه: 'شارك رئيس الوزراء نتنياهو مساء (أول من) أمس في ندوة أقيمت لإحياء ذكرى الرائد المتقاعد سليم شوفي، الضابط في وحدة الاستطلاع التابعة لهيئة الأركان العامة الذي توفي قبل شهرين عن عمر يناهز 82 عاما، وعمل بعد خدمته العسكرية رئيسا للمجلس المحلي لمجدل شمس في الجولان لمدة 11 عاما. والتقى رئيس الوزراء الجنود الذين خدموا معه في الوحدة، وقال: (جئت لأكرم هذا الرجل العظيم)'.
وهنا كشف نتنياهو أنه عندما تم تعيينه قائدا في وحدة كوماندوز خاصة تابعة للوحدة المختارة 'دورية رئاسة الأركان' في الجيش الإسرائيلي، تم إرساله إلى تنفيذ 'مهمة سرية' وكان الرائد شوفي مرشده. وقال نتنياهو في هذا الصدد: 'قالوا لي إن سليم يعتبر أفضل المدربين وكان رجلا يحتذى. جئت لأقول لسليم: إنك أخي؛ أخي في السلاح.. إلى الأبد. إنني أشتاق إليك كثيرا.. وداعا'.
وبعد التحقيق في وثائق الجيش تبين أن سليم الشوفي كان قد أنقذ حياة نتنياهو في إحدى عمليات التسلل التي قام بها هو ووحدته داخل الأراضي السورية، التي تمت في سنوات الخمسين والستين والسبعين من القرن الماضي. وقد أصيب نتنياهو في إحدى هذه العمليات، وحمله الشوفي على كتفيه عدة كيلومترات، حتى تسللت إلى المكان قوة أخرى من الكوماندوز الإسرائيلي بقيادة عوزي ديان وأعادت الجنود الإسرائيليين سالمين إلى إسرائيل.
وروى بعض المواطنين السوريين في مجدل شمس المحتلة، أمام 'الشرق الأوسط' قصة هذه العلاقة؛ فأكدوا أن إسرائيل تمكنت من تشكيل عدة شبكات تجسس في سوريا منذ إقامتها سنة 1948. وحسب المنشورات الإسرائيلية، فإن الشوفي كان واحدا من هؤلاء، وهو يخدم فيها منذ كان في السادسة عشرة من العمر، أي في عام 1946.
ويروي الجولانيون أن شبكات التجسس تلك تم ضبطها خلال السنوات الخمسين. لكن ثلاثة من أفرادها، بينهم الشوفي، تمكنوا من الهرب، وواصلوا نشاطهم لصالح إسرائيل من الطرف الآخر للحدود، وتمكنوا من التسلل إلى سوريا بسهولة عشرات المرات في ما بعد، وكانوا يرشدون قوات الكوماندوز الإسرائيلية التي تسللت إلى الأراضي السورية عدة مرات لزرع أجهزة تنصت ولتنفيذ مهمات أخرى، وكان سليم الشوفي مرشدا أيضا لفرقة نتنياهو. وفي المرة المذكورة، تمت العملية في الشتاء، عندما تراكمت تلال من الثلوج فوق الجولان، وقد أصيب نتنياهو وبدا علاجه صعبا، فحمله الشوفي على كتفيه. ولذلك يقول نتنياهو إن الشوفي أنقذ حياته.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد تعاملت مع الشوفي بعد حرب 1973 بوصفه ضابطا إسرائيليا في الجيش ومنحته رتبة رائد، ووفرت له معاش تقاعد، ثم عينه إيهود باراك، عندما كان رئيسا لأركان الجيش سنة 1993، رئيسا للمجلس المحلي في مجدل شمس المحتلة، وقد بادر عوزي ديان إلى إقامة أمسية خاصة لذكرى الشوفي، شارك فيها نتنياهو شخصيا.
(الشرق الأوسط)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق