15 سبتمبر 2012

خبير في الجماعات الاسلامية يكشف أسرار القاعدة وبن لادن وأمريكا


الخبير في الجماعات الاسلامية رياض الصيداوي لـ(المغرب): هذه أسرار القاعدة وبن لادن وأمريكا

القاعدة تحولت الى ارهاب محلي وبن لادن خدم المصالح الامريكية
 
امريكا دخلت في تحالف استراتيجي مع الاسلاميين ضد الصين وروسيا
 
 بعد مضي 11 عاما على حوادث 11 سبتمبر ، تطرح عديد الاستفهامات المتعلقة بمصير القاعدة وتأثيرها اليوم في خارطة القوى الاقليمية والعالمية .
 
” المغرب ” حاورت الخبير التونسي في الجماعات الاسلامية رياض الصيداوي الذي كشف عن خفايا تمركز هذا التنظيم في المغرب العربي ومدى ارتباطه بالقاعدة في افغانستان وباكستان.


يشار الى ان رياض الصيداوي هو مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في جنيف وله عديد الدراسات والأبحاث في مجال الحركات الاسلامية باللغات العربية والفرنسية والانجليزية.

حاورته: روعة قاسم

بداية، كيف ترى الآن تموقع القاعدة بعد 11 عاما على حوادث مانهاتن؟

أعتقد أن تنظيم القاعدة دخل منذ مدة طويلة في مرحلة اسطورية أكثر منها حقيقية فاسم القاعدة أصبح ماركة مسجلة في آسيا وقرى نائية في إفريقيا. بمعنى أن هذا التنظيم تحول إلى أسطورة ولم يعد هيكلا تنظيميا مؤثرا على الصعيد العالمي يعطي أوامر من منطقة معينة إلى مجموعات تنفذ هذه الأوامر في مناطق أخرى. وتحول إلى إرهاب محلي يستخدم “مظلة القاعدة “حتى يجلب الاهتمام. فعلى سبيل المثال القاعدة في الجزائر كتنظيم تمثله الجماعة الاسلامية المسلحة سابقا التي غيرت تسميتها، فإذن نحن أمام تنظيمات أو خلايا إرهابية محلية.

هل هذا التحول مرتبط بمقتل بن لادن ؟

لا فقد حصل هذا التغيير قبل ذلك بكثير وبالتحديد منذ احتلال افغانستان والسيطرة على معابر طورابورا . كما ان عديد الدراسات الغربية تؤكد ان بن لادن لم يكن قائدا فعليا للقاعدة في المغرب العربي. فالمجموعات المتشددة المسلحة تستخدم الارهاب الدولي كمظلة ايديولوجية لتنفيذ مصالحها وتساعدها في ذلك المواقع الالكترونية المختصة على غرار موقع “سحاب” الذي ينشر أفلام فيديو تروج لافكار القاعدة ..

وكيف تتعامل الولايات المتحدة مع هذا المعطى؟

أعتقد أن الولايات المتحدة التي تمتلك أكبر جهاز استخباراتي في العالم “السي آي إيه” تدرك هذا المعطى وليست بغافلة عنه. لكن يبدو ان القاعدة تبرر سلوكيات أمريكا باسم مكافحة الارهاب، فواشنطن احتلت العراق بذريعة القضاء على القاعدة التي يدعمها نظام صدام حسين. اذن واشنطن تحتاج الى بقاء القاعدة لكي تحافظ على سوسيولوجيا الخوف التي تحرك بها العالم. فالقاعدة تعمل بالأساس لصالح الولايات المتحدة وهي العدو الايجابي الذي خدمها بشكل مباشر او غير مباشر.

من جهة اخرى ، طرح مقتل بن لان اسئلة كثيرة وغامضة . فلماذا لم تستطع الاستخبارات الامريكية القضاء عليه سوى بعد مضي عشرة اعوام فيما قضت على صدام حسين في أشهر؟ ولماذا لم تعرض جثته أمام العالم؟ علما وان عائلة بن لادن تربطها علاقات اقتصادية وشراكة قوية مع عائلة بوش والعائلة السعودية.

ما تفسيرك لهذا الامر؟

المنطق العقلاني يقول ان بن لادن خدم المصلحة الامريكية سواء أكان مجندا بشكل مباشر أو غير مباشر. وهو بالتحديد خدم اليمين الامريكي في العراق . كما أن مقتل بن لادن جاء في أعقاب سلسلة احداث دراماتيكية عرفتها المنطقة أو ما يسمى بـ” الربيع العربي ” وصولا الى صعود الاسلاميين المعتدلين الذي تربطهم علاقة حب وطيدة بواشنطن الى الحكم .

لقد ظهرت الادارة الامريكية فجأة لتقول لرأيها العام بأن هؤلاء الإسلاميين جيدون ولم يعودوا شياطين مثل السابق. فتخلصت من العقدة ودخلت في علاقة استراتيجية مع الحركات الاسلامية وهي تساندها في الوصول الى السلطة وتساعدها على ازالة العقبات التي تواجهها سواء في مصر أو في تونس أو في ليبيا وفي سوريا، في إطار تحالف إستراتيجي ضد الصين وروسيا.

فواشنطن تتدخل في سوريا بشكل استخباراتي غير مباشر وتدعم المعارضة الاسلامية بالسلاح فيما باقي الدول الخليجية تقوم بدعمها ماليا.

ماذا عن تواجد القاعدة في المغرب العربي؟

القاعدة في المغرب العربي لم تأت لا من أفغانستان ولا من جبال طورابورا. ففي الجزائر مثلا هي تنظيمات مسلحة هربت من المدن الى المناطق الصحراوية بسبب مواجهة الجيش النظامي لها و باعتبار ان الصحراء الجزائرية واسعة جدا وتمركزت هناك بسبب صعوبة ملاحقتها. القاعدة باتت إرهابا محليا وليست إرهابا عالميا. ويستخدم هذا التنظيم المسلح في بلاد المغرب مصطلح “القاعدة” لأنه إسم مثير وجذاب يساعدها في عمليات التهريب والإختطاف التي تقوم بها من أجل المال، فهي إذن عصابات تهريب أكثر من أي شي آخر.

وكيف ترى مصير القاعدة خلال الاعوام القادمة؟

الارهاب المحلي سيتواصل لان هناك عناصر محلية تغذيه مثل الاسباب الكلاسيكية كانتشار البطالة والفقر والذي يدفع الشباب الى الانخراط في المجوعات المسلحة. واعتقد ان المشكلة الأساسية التي تواجهها المنطقة تتمثل في الانفلات الامني الحاصل في ليبيا بسبب تفكك الدولة والذي ساعد على تمركز هذه المجموعات بسبب انتشار السلاح وعدم ضبطه وجمعه حتى الآن . والعنف المسلح في ليبيا باعتقادي يحمل مخاطر اساسية على مصر وتونس والجزائر وسيحول ليبيا الى بؤرة للقاعدة في المنطقة.

ليست هناك تعليقات: