19 سبتمبر 2012

مسئولون ليبيون : وحدة أمريكية حضرت لإنقاذ السفير وقعت في كمين وواجهت مقاومة عنيفة



 قـاوم- قسم المتابعة:روى مسئولون ليبيون كيف أن وحدة من القوات الأمريكية، أرسلت جوًا عبر الصحراء الليبية لإنقاذ الدبلوماسيين الأمريكيين المحاصرين من بنغازي يوم الأربعاء، وقعت في كمين محكم خلال الليل أدى إلى سقوط قتيلين أمريكيين آخرين.
اثنان من المسئولين الليبيين أحدهما قائد وحدة من قوات الأمن رافقت قوة الإنقاذ الأمريكية قالا إن الشواهد تدل على أن هجوما لاحقا على ملاذ آمن اختبأ فيه الدبلوماسيون نفذه محترفون.
إلى جانب ذلك حدثت أخطاء تسببت في نقل معلومات مغلوطة عن عدد الأمريكيين الذين ينتظرون الإنقاذ إذ كان هناك 37 أمريكيًا أي نحو أربعة أمثال العدد الذي توقعه القائد الليبي.
ووجد الناجون وقوات الإنقاذ أنفسهم بلا وسائل نقل كافية للهرب من المعركة الثانية، مما أخر الهروب إلى المطار حتى الفجر.
وقال النقيب فتحي العبيدي، الذي صدرت الأوامر لوحدة العمليات الخاصة التي يقودها بالالتقاء مع وحدة أمريكية من ثمانية أفراد في مطار بنغازي، إنه بعد عثور رجاله والفرقة الأمريكية على الناجين الأمريكيين، الذين تم إخلاؤهم من القنصلية المحترقة تعرض الملاذ الأمن الذي كان عبارة عن فيلا معزولة لقصف شديد ودقيق بقذائف المورتر.
وقال: “أعتقد فعلا أن هذا الهجوم كان مدبرا”، مؤكدا تلميحات من بعض المسئولين الليبيين أن جانبا من الهجوم الذي تعرض له الأمريكيون كان من عمل مقاتلين متمرسين، وأضاف أن دقة إصابة القذائف لا يمكن أن ينفذها ثوار عاديون.
كان لواء درع ليبيا الذي يقوده العبيدي تشكل من المدنيين خلال الانتفاضة على حكم معمر القذافي العام الماضي وأصبح الآن جزءا من القوات التي تستخدمها الحكومة لحفظ النظام، وأشار مسئولون ليبيون آخرون إلى احتمال تورط جنود سابقين من الموالين لأسرة القذافي أو إسلاميين ممن تدربوا في أفغانستان وقاتلوا فيها.
وقال عدد من المسئولين الليبيين والشهود إن مظاهرة الاحتجاج عند القنصلية كانت سلمية في البداية رغم رصد بعض عناصر ميليشيا إسلامية، وفجأة اشتدت حدة التوتر واعتقد المتظاهرون أنهم يتعرضون لهجوم من داخل القنصلية، وأحضر البعض الأسلحة، وانتهى الحال إلى اشتعال النار في القنصلية وهروب معظم الأمريكيين إلى البيت الأمن بعد أن أصيب اثنان بإصابات قاتلة أحدهما كان السفير كريستوفر ستيفنز.
وقال العبيدي إن من بين الجنود الأمريكيين الثمانية الذين وصلوا من طرابلس قتل واحد وجرح اثنان، وقال نائب وزير الداخلية الليبي إن أمريكيا ثانيا قتل في الهجوم على البيت الأمن. ولم يتضح ما إذا كان دبلوماسيًا أم من حرس القنصلية.
وقال “سقطت ست قذائف مورتر مباشرة على الطريق المؤدي إلى الفيلا، وخلال هذا القصف جرح أحد جنود مشاة البحرية الذي كنت قد أحضرته معي وسقط على الأرض.
“وبينما كنت أسحب الجندي الجريح إلى مكان آمن صاح بعض مشاة البحرية الذين كانوا على سطح الفيلا كرماة، وانبطح بقية مشاة البحرية على الأرض.”وسقطت قذيفة مورتر على جانب البيت، وطار أحد مشاة البحرية من على السطح وسقط علينا”.
وحث دبلوماسي أمريكي رفيع العبيدي على مواصلة عملية الإخلاء لكن العبيدي واجه مشكلة في نقص وسائل النقل إذ قيل له أنه سينقل عشرة أمريكيين لكنه فوجيء بوجود 37 أمريكيا، أما السفير فقد قال مسئولون ليبيون إنه توفي من آثار الاختناق في مستشفى محلي.
لم يكن لدى العبيدي عدد كاف من السيارات للهروب من المكان رغم أنه كان لديه مدفع ثقيل مضاد للطائرات على شاحنة صغيرة.
وقال العبيدي “كانت المكالمات تنهل علي من كل أنحاء البلاد من مسؤولين في الحكومة الليبية كانوا يريدون مني الإسراع بإخراجهم. لكني قلت لهم إننا في ظروف صعبة، وإننى احتاج المزيد من الرجال ومن السيارات”.
وفي النهاية وصلت عشرات السيارات من ألوية أخرى من الميليشيات المؤيدة للحكومة ومع شروق الشمس اتجهت القافلة إلى المطار حيث نقلت طائرة دفعة أولى من الأمريكيين إلى العاصمة الليبية.
وقال ونيس الشريف نائب وزير الداخلية الليبي إن السفير ودبلوماسيا آخر لقيا حتفهما في الأحداث الأولى عند القنصلية بينما قتل الأمريكيان الآخران خلال محاولة إجلاء المحاصرين عن المنزل الآمن.
دخان وارتباك واختفاء السفير في رواية أمريكية أولية لأحداث بنغازي
واشنطن 13 سبتمبر أيلول (رويترز) – قال مسؤولون أمريكيون أن أفراد الأمن لم يكونوا متواجدين مع السفير الأمريكي لدى ليبيا خلال الهجوم الذي لقي فيه مصرعه ووصفوا مشاهد الفوضى والدخان وإطلاق النيران والارتباك الذي شهدته القنصلية الأمريكية في بنغازي لدى تعرضها للهجوم.
وقال المسؤولون إن الهجوم بدأ نحو العاشرة مساء بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء وحوصر فيه السفير الامريكي كريستوفر ستيفنز وخبير تكنولوجيا المعلومات شون سميث وضابط أمن وسط النيران في مبنى القنصلية المحترق.
وقال مسؤول رفيع اشترط عدم نشر اسمه مشددا على أن تفاصيل الأحداث مازالت أولية “انفصلوا عن بعضهم البعض بسبب الدخان الاسود الكثيف بينما كانوا يحاولون الخروج من المبنى المحترق.”
استطاع ضابط الامن الخروج وعاد مع آخرين للبحث عن الدبلوماسيين المفقودين.
وقال المسؤول “في ذلك الوقت عثروا على شون. كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة فأخرجوا جثته من المبنى. لكنهم عجزوا عن تحديد مكان كريس (ستيفنز) قبل أن يضطروا للخروج من المبنى تحت وطأة اطلاق نار كثيف والدخان واستمرار نيران الاسلحة الصغيرة.”
وخلال الساعات التالية تبادل رجال الامن الامريكيين وقوات الامن الليبية النار أكثر من مرة مع المهاجمين الذين قال المسؤولون إنهم متطرفون ليبيون.
وتثير رواية الأحداث التي جرت عند القنصلية رغم أنها أولية أسئلة فيما يبدو عن الاستعدادات الامنية.
وقال مسؤول أمريكي ثان إنه لم يكن هناك أفراد أمن أمريكيين من العسكريين في البعثة الدبلوماسية في بنغازي وقت الهجوم عليها.
وسئل المسؤولون عن تدابير الامن في القنصلية فقالوا إن مجمعها تحرسه قوات ليبية وقوة من ضباط الامن الامريكيين وانه تم في الاونة الاخيرة استكمال مراجعة أمنية معتادة قبل ذكرى هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001.
وقال المسؤول الامريكي الأول إنه لم تكن هناك أي معلومات أو تهديدات تشير إلى عدم كفاية التدابير.
وتمكنت قوات الامن الليبية والامريكية في نهاية الأمر من تأمين مجمع القنصلية ونقل عشرات من موظفي القنصلية إلى منزل آمن في موقعى قريب.
لكن الغموض ظل يكتنف مصير السفير البالغ من العمر 52 عاما.
وقال المسؤول الأول “في وقت ما خلال كل هذا وبصراحه لا ندري متى بالتحديد نعتقد أن السفير ستيفنز خرج من المبنى ونقل إلى مستشفى في بنغازي. ليست لدينا أي معلومات عن حالته في ذلك الوقت.”
وأضاف المسؤول أن جثة السفير إعيدت للامريكيين في مطار بنغازي حيث نقلت مع بقية الامريكيين إلى طرابلس.
وتابع أن اثنين اخرين من العاملين بالسفارة قتلا في الهجوم وأصيب ثلاثة اخرين.
ولم يستطع المسؤول تأكيد تقارير اعلامية ذكرت أن ليبيين مجهولين عثروا على ستيفنز ونقلوه للمستشفى.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة نقلت كل العاملين في بنغازي الى العاصمة الليبية عقب الهجوم وقلصت عدد العاملين في السفارة بشدة.
وأرسلت وزارة الدفاع الامريكية فريقا من 50 عضوا من وحدة مكافحة الارهاب في مشاة البحرية الامريكية ووصل هذا الفريق إلى السفارة بالفعل.

ليست هناك تعليقات: