18 سبتمبر 2012

بيان إلى الرأي العام السوري




دمشق 17-9-2012



الدم السوري أغلى من كل الخلافات الدولية، وأزكى من أطماع الأطراف الإقليمية، وبالتأكيد أقدس من كل السلطات. ولهذا فهو أمانة برقاب جميع السوريين الغيورين على الوطن وعلى جميع المواطنين من دون استثناء.
وكرامة السوريين، ورثة الحضارة والأبجديات، أغلى من أي مصالح سلطوية أو حزبوية. وحمايتهم من النزوح واللجوء والتهجير والعوز والحاجة، هي مسؤولية جميع المشتغلين في الشأن العام.
إن اللحظات الدقيقة والحرجة التي تمر بلادنا فيها الآن تتطلب منا في "تيار بناء الدولة السورية" إعادة التأكيد بأننا ملتزمون وجادون في تحمل مسؤولياتنا السياسية والوطنية. وأننا أمينون على حقوق جميع السوريين، لن نفرط بأي منها، بدءا بدفاعنا عن السيادة الوطنية، وصون البلاد وعزتها من أي تدخلات أو أطماع خارجية، وليس انتهاء بالدفاع عن حق جميع السوريين في التظاهر والتعبير عن رأيهم.
وعلى أساس التزامنا بعهودنا نقوم باعتماد خياراتنا واتخاذ مواقفنا. فلا نقوم بأي فعل ولا ننطق بأي كلام ما لم نعتقد أنه يساهم في إنهاء هذه الأزمة المريرة، التي أوصلنا إليها تعنت السلطة واستمرارها باستخدام أبشع أساليب العنف في مواجهة المحتجين عليها، وما لحق ذلك من ترويج العنف وشرعنته في مواجهة السلطة، من قبل أطراف خارجية سورية وغير سورية.
وبناء على هذا فأننا لم نشارك بمؤتمر أو نعقد اجتماعا أو نلبي دعوة طرف ما، ما لم نتأكد من أن عملنا هذا يمكن أن يعود بالخير على السوريين جميعا، بغض النظر عن مواقفهم وتوجهاتهم السياسية.
وضمن هذا الإطار آثرنا البقاء داخل البلاد متمسكين بترابها وعلمها، وملتحمين بأهلها: ينالنا ما ينالهم. وجعلنا من مصلحة السوريين معيارا في النظر إلى ما طرحته السلطة من برامج واهية وغير جدية، خاصة دعواتها "الإعلامية" لحوار لا تقصد به سوى الدردشة وتبادل وجهات النظر. وفي المقابل لم تستجب ولا مرة لعروضنا المستمرة بإقامة حوار تفاوضي يفضي إلى اتفاق على مرحلة انتقالية لتحول ديمقراطي حقيقي، يحقق العدالة والمساواة لجميع السوريين، بغض النظر عن دينهم أو قومهم أو طائفتهم أو جنسهم أو ثقافتهم أو توجهاتهم السياسية. وأن تكون جميع الأطراف الفاعلة شريكة بالتساوي بقيادة هذه المرحلة.
وانطلاقا من التزامنا بمسؤولياتنا، فإننا نتعاون مع جميع المساعي التي يمكن لها أن تحقن الدم السوري المهدور، وتصون كرامة السوريين. وآخرها مهمة السيد الأخضر الإبراهيمي، التي نأمل من الله أن يعينه ويعيننا جميعا للخروج بوطننا سالما غانما سيدا، يتسع لعيش جميع السوريين فيه باحترام وثقة وأمان.
وفي هذا السياق فإننا نؤكد استمرار مساعينا وجهودنا بالتعاون مع جميع القوى السياسية والمدنية والأهلية، بهدف إنقاذ البلاد من المخاطر الجسيمة التي تتهددها. وأننا ماضون قدما ببرنامج الحوار الذي باشرناه مع هذه القوى، للنهوض ببرامج ومواقف جديرة بأن تنهي هذه الأزمة المأساوية.

ليست هناك تعليقات: