أبو علي الياســري
/ العراق المحتل صفويا - النجف الأشرف
استقبلت بغداد العروبة مؤتمرين للقمة العربية أبان العقود الماضية أولها في عام ( 1978) والثاني في عام (1990) عندما كان للعراق نظام وطني قومي .. وبعد عام 1990 قامت الجامعة العربية آنذاك أكبر حملة شائنة سجلها التاريخ من خلال توسطها وتوسلها بدول مجلس الأمن وتشجيعهم على فرض وتنفيذ الحصار الجائر على العراق وشعبه , وعزله عن محيطه العربي والدولي .. ولم تكتف بهذا , وإنما طلبت الاستعانة بقوات أجنبية لشن الحرب عليه وغزوه وإسقاط نظامه الوطني واحتلاله احتلالا عسكريا .
وبعد تنفيذها كل ما تطلبته الصفحة الأولى للإستراتيجية الأمريكية الامبريالية الصهيونية العالمية الصفوية الفارسية في احتلال العراق بالاحتلالين الأمريكي والصفوي , وصمتها تجاه إقرار الدستور ألصفوي الجديد الذي شكك ويشكك في هوية العراق وشعبه من خلال وصف العراق مرة بأنه عضو مؤسس , ومرة عضو في الجامعة العربية , وأخرى انه أي العراق ملتزم بميثاق الجامعة العربية جعل من المراقب العراقي والعربي أن يستنتجا بأن الجامعة العربية التي ارتضت خانعة على هذا الدستور المسخ الذي وضع صاحب الحضارات والأمجاد العراق العربي في حقل صفوي مزروع بجميع الألغام المختلفة ( الاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية والعلمية والاقتصادية والجيوغرافية .. الخ ) إنما لهدف معين ومرسوم ضمن أهم صفحة من صفحات الإستراتيجية الصفيوامريكية , ألا هو أبعاد العراق عن هويته العربية .
بودي أن اذكر أبناء الأمة ومن خلالهم الحكام العرب للعودة إلى ما بعد احتلال العراق بالاحتلالين الأمريكي والصفوي الفارسي من خلال تدقيقهم الخطاب السياسي لما يسمون أنفسهم اليوم بسياسيوا العملية السياسية المخابراتية الصفوية الصهيونية , سيجدونه بعيد جدا عن آمال وتطلعات العراقيين , والمنسجم انسجاما مبدئيا وعقائديا مع آمال وتطلعات وأطماع وتوسعات الفكر ألصفوي الفارسي المجوسي وبالدليل التالي :
أن لإيران الدور الكبير والرئيسي في تعبئة هؤلاء وإيصالهم إلى دفة الحكم ألصفوي عن طريق العملية السياسية المخابراتية التي ولدت من رحم الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية الصفوية الفارسية بما وضع اللبنة الأولى للعملية الصفوية الطائفية من خلال تنصيب الموالين لها فكريا وعقائديا من الأحزاب والكتل والميليشيات الصفوية في جميع مؤسسات الدولة الحكومية والبرلمانية والقضائية .وبدليل أن الخطاب السياسي لأزلام العملية الصفوية الفارسية الطائفية ينحى ذات المنحى الذي انتهجه الخميني في تصدير ما يسمى بالثورة الإيرانية .. ولا غرابة في ذلك فأن المنشأ الذي ولدت فيه ألأحزاب والكتل والميليشيات الصفوية وهو في قلب إيران وبالذات في قم وطهران.
ولذلك على الشعب العراقي والعربي أن ينتبهوا للتلهف اللامحدود لحكومة الاحتلال الصفوية في العراق لانعقاد مؤتمر القمة العربي القادم في المنطقة الخضراء الصفوية في آذار 2012م , وفي زمن لعين خرقت به الجامعة العربية ميثاقها وأعرافها وبالرغم من معرفتها بالقانون الدولي الذي أكد ويؤكد بأن العراق دولة محتلة حسب قرار مجلس الأمن رقم (1483 في 2003 ) والذي اعتبر أمريكا وبريطانيا بأنهما دولتان قائمتان باحتلال العراق .
ومع كل هذا فان الجامعة العربية لم تعير أهمية لهذا الموضوع , ولم تكتفي بإعطاء مقعد لحكومات الاحتلال السابقة التي نصبها الاحتلالين الأمريكي والصفوي , وإنما سعت وتسعى من جديد وبكل طاقاتها لتقرر وتجعل من المنطقة الخضراء المحتلة صفويا مكانا أخيرا لعقد قمة للدول العربية في آذار 2012م . مما حدى بأبناء العراق وأبناء أمتهم أن يدركوا ويعوا جيدا بأن قرار الجامعة العربية لعقد مؤتمر القمة العربي في المنطقة الخضراء الصفوية , إنما هو دليلا ثابتاً وملموساً على خضوع هذه المؤسسة العربية لإستراتيجية الإدارات الأمريكية والصهيونية والصفوية الفارسية , والتي تريد إيقاع الشر بالأمة العربية المجيدة ومحاولة تقسيمها دويلات وأقاليم طائفية وعرقية هزيلة ومتقاتلة.
ومن المعروف أن العراق احتل بالقوة المسلحة الغاشمة الإرهابية في ( 9 نيسان2003م ) , وقد تصدع التحالف الأميركي الصهيوني الفارسي الشرير وهربت القوات الغازية من ارض العراق جراء ضربات المقاومة العراقية المسلحة ,وانسحبت القوات الأمريكية والبريطانية , ثم تلاها الانسحاب والهروب الشامل للقوات الأمريكية في ( 31 كانون الأول 2011م ) , فبذلك فأن الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية قد سلمتا العراق الى ايران الصفوية .
وبالرغم من معرفتكم الدقيقة بأن عراق اليوم هو ليس عراق الأمس , محاولتين جعله ولاية إيرانية , والدليل على ذلك هو تدخل إيران السافر والكبير فيه (سياسيا واقتصاديا وطائفيا ودينيا وتجاريا وعسكريا .. والخ) , وتدخلها السافر أيضا في توليف التركيبة الصفوية للعملية السياسية الطائفية في جميع مراحلها منذ تشكيل مجلس الحكم ولغاية اليوم , ناهيكم عن التصريحات الخطيرة التي صرح ويصرح بها كبار المسؤولين الإيرانيين باعتبار العراق ولبنان والبحرين أصبحت تحت سيطرة النفوذات الإيرانية .
وبذلك تبدو واضحة للعيان العواقب الخطيرة لحضور الحكام العرب مؤتمر القمة العربية بالمنطقة الخضراء في آذار المقبل .. فماذا يقول هؤلاء الحكام للامة والتاريخ وهم يحضرون مؤتمر قمة عربية في المنطقة الخضراء الصفوية في آذار 2012م ؟ أليس حضورهم لمؤتمر القمة العربية في المنطقة الخضراء الصفوية في آذار 2012 هو لشر عنة المشروع ألصفوي في العراق , وهم يعلمون جيدا بأن السلطة القائمة ووزرائها ونوابها وأجهزتها الرسمية تمثل المشروع ألصفوي بالكامل دون منازع , وان حضورهم سيدعم حكومة الاحتلال الصفوية ...؟ . ومع هذا .. فان الشعب العربي يعلم جيدا بان حضور الحكام العرب ليس بإرادتهم , وإنما هو بناءا على أملاءات وضغوط ( وزارة الخارجية الأمريكية ) لشرعنة حكومة الاحتلال الصفوية الفارسية .. وبذلك فأن هذا المؤتمر سيكون مقدمة من مقدمات توسيع التغلغل والنفوذ الإيراني الواسع النطاق في العراق والخليج العربي والوطن العربي كله وبما يضع الامة العربية أمام تحديات شرسة جديدة تهدد مصيرها ومستقبلها ووجودها .. والحليم تكفيه الإشارة
٠١ / أذار / ٢٠١٢
نقلا عن شبكة المنصور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق