محمود عبد الله
يبدو أن جميع الأطراف قد أدركت الخطر الذى تمر به سوريه وان الطريق الذى تسير فيه لن يخدم مصالح اى من هذه الأطراف.
فلا الولايات المتحدة ستجنى ثمار مساندتها لمجلس اسطنبول الانتقالى والمعارضة المسلحة لأن الأمر بهذه الصيغة المسلحة سينفجر حربا إٌقليمية غير مضمونة العواقب والنتائج وستؤثر بالسلب على مصالح أمريكا التى باتت تفضل الانقلابات الناعمة والثورات الملونة.
ولا تركيا ستجنى ثمارا بعيدة المدى نتاج تدمير جارتها بمشاركة مباشرة منها عبر دعم تدخل عسكرى وفرض مناطق عازلة وممارسات تدميرية للوحدة الوطنية السورية وسيصبح إرثا تاريخيا ثقيلا ربما يفوق إرث رالأرمن بالإضافة الى الحذر التركى من التدخل الكردى لمساندة النظام وتبعات ذلك على المشكلة الكردية فى تركيا.
ولا حتى المعارضة ستجنى ثمار الثورة عبر بعض الشعارات التى تعمق الطائفية واقصاء قطاعات سورية وتصدير الاخوان المسلمين بممارساتهم الانتهازية فى واجهة الثورة واستعداداتها الجلية للإنقضاض على الحكم وتصفية حسابات تاريخية على حساب الوطن ووحدته.
ولا النظام سيجنى خيرا واستقرارا من استمرار الوضع الحالى, حتى ولو نسفه باستخدام القوة.
إن الأبقى والأهم من النظام ومن الثورة كليهما هى الوحدة السورية, وحدة الارض ووحدة الشعب بكافة تنوعاته الطائفية والمذهبية والعرقية.
ان قيمة سوريه العروبة مستقاة من تاريخها العروبى وقوميتها التى تقاس عليها مدى قومية الاخرين وانحيازها ل~أمتها وللقضايا العربية وكذلك استيعابها لكافة مكوناتها فى بوتقة حضارية مميزة.
أما جر سوريه لصراعات طائفية او حروب أهلية او مناخ إرهابى او تبعية لتركيا او امريكا او اى طرف خارجى مما يتطلب تخليها عن دورها التاريخى القومى العروبى فهو تدمير لسورية ومكانتها وقيمتها ووحدتها.
لاسبيل الا الثورة ولكن ثورة على ارضية الوطن وفى اطار رفض التدخل الخارجى وفى اطار شعار( أصحاب الاجندات الخاصة يمتنعون), سواء كان اصحاب هذه الاجندات فى الداخل او الخارج.
و سوريه تحتاج لجميع ابنائها ممن يحملون اجندات وطنية تراعى الوحدة الوطنية وتحمل مشروعا قوميا عروبيا يحفظ حقوق التنوعات ويحفظ لسوريه دورها تحت شعار(اصحاب الاجندات الوطنية يتقدمون) , سواء كان اصحاب هذه الاجندات فى الداخل او الخارج.
ان الحل فى سوريه يكمن فى إخلاص ابنائها لقضية التغيير واضعين نصب أعينهم المصلحة السورية العليا والمتلخصة فى وحدة الارض والشعب وعدم تنامى الجراح التى لن تمحى من الذاكرة الوطنية الجمعية والتى يمكن ان يكون لها تداعيات مستقبلية بأثر رجعى.
الجميع تعلم من الدرس المؤلم ولن يستطيع اى طرف من الاطراف إعادة الزمن الى الوراء وبقاء الاوضاع كما كانت, ولاسبيل الا الاصلاح بل والاصلاح الثورى.
وهناك مسؤولية وطنية على كل سورى وعربى مخلص تتلخص فى الحفاظ على الروح السورية المتمسكة بالثوابت الوطنية, وعلى جميع السوريين التزام هذه المسؤولية سواء فى الحكم او المعارضة فسورية ابقى من الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق