22 مارس 2012

لماذ البعث الان , ضرورة ملحة – 2-


سعد السامرائي
اشارة لما قلنا في -1-  فان المرحلة لم تكن مؤاتية لان تكون مرحلة صراع على جميع الجبهات والاصعدة أي لم يكن من الحكمة ان يبدأ الحزب في بداية تكوينه حربا فكرية وعقائدية على جميع الافكار التي تتعارض مع مبدأه  او ان يختار الحزب فئة معينة تنتمي اليه دون غيرها .. لذلك عرف انها كانت مرحلة جمع كل الخيرين ممن يعيشون على هذه الارض الطيبة ارض العرب ممن تغير مذهبهم لسبب ما او ممن هاجروا وسكنوا ارض العرب من القوميات الاخرى وبقوا محافظين على قوميتهم او ممن حافظوا على دينهم السابق دون تغيير تحججا بالاية الكريمة (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) أي لا تكرهو احدا على الدخول في دين الاسلام فانه بين واضح جلي وبراهينه لا يحتاج الى ان يكره احد على الدخول فيه بل من هداه الله للاسلام وشرح صدره كما جاء في شرح ابن كثير  .. وعليه ايضا فان رؤى الحزب لاصلاح حال الامة ونهضة الاسلام من جديد لن تعود ولن تكون ممكنة اذا ما انتهج سياسة عنصرية وحمل مبدءأ طائفيا ذلك لانه سيصطدم حتميا مع بقية الحركات والفعاليات التي تختلف عن تلك التي اذا اختارها..   لذلك لم يكن الحزب في يوم من الايام طائفيا بل بغض وعنف كل من يحمل هذه الافكار واخرج من تنظيمه من يحملها.. ولكن بنفس الوقت لم يكن حزبا علمانيا كما هو تفسيره في الغرب ( الدين لله والوطن للجميع ) بل وجد في الدين الاسلامي الروح التي تنتشل العربي من واقعه المرير وفهم انه لطالما كان رسالة العرب التي حملهم اياها بديع السموات والارض ,فلذالك دخل هذا المفهوم في مصطلحات الحزب وثقافته بان اكتشف من جديد الرابط في امتزاج الروح بالجسد تحت بودقة المحبة والاخاء ضمن مظلة أحكام الله  سبحانه خالقنا.
فالمرحلة الان كما أرى هي مرحلة أعادة تكوين وجمع الامة وعودتها للدين الاصيل من خلال التطبيق الصحيح لاسسه وشرعه والابتعاد عن كل شيء خلافي بين المذاهب او الاحزاب الاخرى لا تعطيل الخوض بها لأن التاجيل لا يحل امرا ولا قضية ,بل انتظار وتهيئة الفرصة والزمن لبدأ البحث في جدية لحل اي خلافات قد تؤدي لتناحر الشعب ورويدا رويدا وفي فسح الزمان التي يهيمن الهدوء فيه يجلس جميع المختلفين باسلوب حضاري يناقشوا مسائل ازالة الخلافات الطائفية والاثنية وبجو من الديمقراطية الحقيقية التي ربما لم تسنح للعراقيين للان ان يمارسوها.! ولا سقف محدد لها لا سيما وان الفروقات قد تأصرت لدى البعض لدرجة جمود العقل في الرأس ..
 
ماذا لو كان البعث حزبا شيعيا ؟!
 
وجدت ممن يعشقون البعث يتسائلون ولو على سبيل المزاح ماذا لو كان حزبا شيعيا .. او ان يكون قد اختار الشيعة لتكون القوة الدافعة الرئيسية في تنظيمه او اقتصر عليها .. !
أقول لهم , مع ان الحزب رفض ان يكون حزبا طائفيا او عنصريا الا ان ذلك لم يكن لينجح ايضا لو اعتمد على الشيعة فقط ذلك لانه سيحدث تضارب وتصادم شديد في افكار الحزب وتطبيقاته ولجرنا الولاء للطائفة _كما يحدث الان _ للاصطفاف مع غير العرب ضد العرب حملة الرسالة السماوية .. وهذا ما يحدث الان بين الاحزاب الشيعية فانك ترى من ولاءه لغير العرب تقوى على الاخر  ممن ولاءه للعرب وتم تصفية البعض الاخر والخلاف لا نهاية له !!, ثم لو كان ذلك الاختيار اذن لانتزعت صفة العروبية من الحزب  ودخل في صراعات طائفية مع الشيعة انفسهم و مع السنة وضد المسيحيين او الصابئة وغيرهم .. اذن لما كنا سننجح في بناء عراق متطور ولأصبحت فئات محددة تنهب خيرات البلد على حساب الاخرين بينما البقية يكونون من المحرومين مما سيؤدي الى ازدياد التذمر والاحتجاج ورفض الواقع المرير والمحسوبية كما نشاهدها الان . 
لذلك فالعراقي  سواء كان شيعيا ام سنيا ام كرديا ام مسيحيا او من  أي فئة ما دام يملك عقلا يستطيع الاختيار به  فانه يستطيع الانضمام لحزب البعث وتفعيل دوره في تطوير فكر البعث كي نبعث روح الامة العربية المتمثلة في رسالتها الخالدة الاسلام ونعود من جديد لنكون  البلاد الحضارية التي الهمت كل دول العالم وامدتها بما تحتاج.
 
ما هو بديل البعث الان ؟!!
 
نظرة سريعة على الساحة العراقية نستطيع من خلالها ان نرى  بدائل حزب البعث العربي الاشتراكي الموجودة والمؤثرة في الساحة العراقية ,فمن هي تلك الاحزاب وما تكون ؟؟
لا نريد ان نسمي بعض هذه الاحزاب بالاسم ولكن هي معروفة فاما ان تكون احزاب تدعي انها شيعية  أو سنية أو كردية انفصالية تتحين الفرص للانفصال وضم بقية الاراضي في الدول المجاورة ويقتصر اعضائها عل الشيعة او السنة او الاكراد وكل جزء منهم لديه اجزاء ! تكسب اعضاء لها من الشيعة فقط او من السنة فقط او من الاكراد فقط  ... لغرض تحقيق اطماعها واهدافها التي لا تشمل كل مكونات الشعب العراقي وكل يكفر الاخر ويسب اصحابه ويتهمهم بالعنصرية والطائفية والغير تقدمية  !! واحزاب الزينة الاخرى التي وضعها المحتل التي تتمنى الديمقراطية رغم ارتباطاتها المشبوهة او قلة حيلة البعض منها الا انها لا تستطيع ان تخدم نفسها فكيف بمكونات الشعب العراقي الكامل .
 انظروا مرة اخرى لتلك الاحزاب البديلة ؟ وانظرو الى اين اخذت العراق وما هي حالنا الان فابسط وسائل الراحة معدومة من ماء وكهرباء رغم مرور تسع سنوات على بدائل البعث !! .
وهذا بابسط الامور ان دل فانما يدل على ان فترة حكم البعث ومن هذا المنظور الضيق كانت احسن من الوضع الحالي وبنسبة عالية كالفرق بين السماء والارض  , 
ناهيكم عن الصراع الخفي بين تلك الاحزاب نفسها وبين من هي على شاكلتها فانها كلها تعيش في صراع مستمر لانها ولدت بثقافة مظلومية  تدعي انها  ولدت مظلومة وهي الاحق بالحكم سواء كانوا من سنة أوشيعة أواكراد ..
 ماذا لو كان البعث لا يزال يحكم ؟
 لو كان البعث يحكم للان لما شاهدنا وجود مثل هذا الصراع بين هذه الاحزاب المستوردة ولا شهد العراق ضياع خيراته التي لن تعوض ولا سمعنا بالدرل ولا الاغتيال على الاسم ولا التهجير ولا اكتضاظ السجون بالبريئين ولا السرقات على انواعها ولا تعدد الولاءات شرقية وغربية ..  ولما رأينا لهذه الاحزاب وجود الا من خلال تصحيح مبادئها وقيمها ورفضها لمبدأ التعالي وتكفير الاخرين وشرط محبة كل افراد الشعب العراقي وليس طائفة او فئة معينة وأن يكون ولائها للعراق وللامة العربية الاسلامية  .. ولكانت تلك الجماهير ذات الزخم الكبير قد كونت ضغطا بالاتجاه الصحيح نحو تطبيقات ديمقراطية اكثر سلاسة ولكان وجود منشات ديمقراطية كثيرة قد برز للساحة العراقية ولاصبح العراق من مصاف الدول المتطورة في العالم ..
 
اذن ما هي ضرورات المرحلة الحالية :
ولكن الذي مضى قد مضى ولا يلومن المرأ الا نفسه على ما اختار , ولكن ايضا اعتقد ان التذمر الشعبي قد وصل قممه وان التغيير ات لا محالة وان هذه الجماهير المحرومة قد توصلت لقناعة ثابتة من انها اخطأت اشد الخطأ حينما ساعدت او سكتت على زوال حكم البعث في العراق وان لا بديل حي او مستقبلي يرقى بعراقنا غير عودة البعث للسلطة من خلال التفاف هذه الجماهير مرة اخرى حول الحزب ووضعه في مكانه الصحيح في الانضمام رويدا رويدا للحزب مرة اخرى ورفض جميع الاحزاب المستوردة واعادة الحكم لاهل و أبناء هذا الشعب الابي..
قناعتي الشخصية ان حزب البعث سيشهد انضمام فلول كثيرة  له من شباب المستقبل الساعي نحو مستقبل افضل , الذين سيرمون مخلفات المحتلين في مزابل التاريخ .. وعودة مرة اخرى لبناء عراق مستقل تنيره الحرية والديمقراطية بصورة اكثر عدلا وصحة التي تكفل للدين الاسلامي ان يأخذ مكانته التي ميزنا بها كعرب على مر السنين وان تكفل الحريات لبقية الاديان والاحزاب ما دامت لا تخرج من طوع الوطن والعروبة  ولا تتعارض مع الاسلام . ويدا بيد نحو تحقيق جبهة وطنية تقدمية لا تخرج خلافاتها من غرف الاجتماعات نحو التطور و البناء  .لذلك من ضرورات المرحلة الحالية عودة حزب البعث للساحة العراقية بزخم جماهيري كبير وبوجود جبهة وطنية تعمل معه يدا بيد . والا فالصراع بين احزاب البديل سيستمر بصورة اخطر وان الشعب العراقي هو الخاسر الاكبر في كل الاحوال .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
والسلام 20/3/2012

ليست هناك تعليقات: