17 مارس 2012

إعادة تأصيل وتفسير ما يجري الآن في سورية

إعادة تأصيل وتفسير ما يجري الآن في سورية
شبكة البصرة
حسن خليل غريب
بتاريخ 6/11/2005، كنا قد نشرنا دراسة نستشرف فيها مرحلة ما بعد احتلال العراق، وهي المرحلة التي كانت تخطط لها الولايات المتحدة الأميركية لتدعيم الاحتلال، خاصة بعد أن تجذَّرت المقاومة الوطنية العراقية. إذ كان المخطط المكمِّل للاحتلال هو تجفيف كل المصادر اللوجستية لحركتها خارج العراق، على قلتها، وأكثرها وضوحاً كانت البوابة السورية على الرغم من الثغرات التي لم يردمها النظام حينذاك. وبالإضافة لتلك الورقة كان من المطلوب أميركياً تجفيف الملاذات لكل عمل عربي مقاوم. وهي الإملاءات ذاتها التي حملها كولن باول إلى سورية في الأول من أيار من العام 2003. ولما لم يذعن النظام لها بدأت السيناريوهات الأميركية تتوالى ضد سورية. لذلك قمنا برصدها قبل تاريخ الدراسة، أي منذ أواسط العام 2004. ولأنها تلقي أضواء كاشفة على ما كان يُخطط أميركياً لإسقاط الموقع السوري، سنعيد نشرها في هذه المرحلة، لعلَّ وعسى تشكل تحذيراً لكل من يراهنون على أن ما يجري في سورية الآن وكأنه صراع بين الشعب المقموع والنظام القامع فقط. وعلى الرغم من أن أحداً لم يسأل نفسه عن الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة الأميركية ومن ورائها الغرب بأكمله إلى البكاء على حقوق الإنسان العربي، ذلك الغرب الذي لم يذرف دمعة واحدة على ملايين الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين والليبيين الذين قضوا تحت قذائف الغرب وصواريخه، ولم يذرف دمعة على ملايين العراقيين الذين هربوا ليس من القتل العمد فحسب، بل أيضاً تركوا وطنهم بعد أن اكتظَّت سجون الاحتلال وعملائه في العراق بمئات الآلاف من العراقيين، نالوا فيها أكثر صنوف التعذيب وحشية.
 
ونحن نعيد نشر هذه الدراسة، لن نتوقَّف عند آراء من اختزلوا ما يجري في سورية وغيرها من الأقطار العربية بين خيارين لا ثالث لهما: إما أبيض وإما أسود. أي اعتبار من يضع الاحتمال الثالث وهو دور التدخل الخارجي، كأنه يقف ضد إرادة الشعب الثائر ضد القمع، ويؤيد الأنظمة الديكتاتورية القامعة. وإن على أولئك الذين حصروا أنفسهم بين الأبيض والأسود أن يقلعوا عن تلك المواقف لأنهم لن يحصدوا إلاَّ الريح. وإن الدموع ستجف سريعاً من عيون الغرب الوقحة إذا ما حصلوا من (الربيع العربي) على ما يضمن استمرار سرقة ثرواتنا والهيمنة على قرارنا، ومن بعدها فأهلاً عندهم بالديكتاتورية وألف سلام على الديموقراطية وحقوق الإنسان!!!
 
لذا نوجِّه نداء إلى كل الحريصين على مصلحة الأمة فنقول: إن الصراع الآن قد انتقل من وجهته وأهدافه الداخلية (الشعب – النظام)، أي من وجهته الداعية للحصول على الديموقراطية، إلى وجهته الوطنية (الدولة – التدخل الخارجي) أي المحافظة على الدولة من التفتيت والتقسيم والحروب الأهلية.
في 16/3/2012
 
وننقل للقارئ الكريم نص الدراسة في الرابط الاتي كما نُشرت في وقتها:
وحدة الموقف القومي المقاوم
أرضية صلبة في مواجهة المشروع الأميركي – الصهيوني
شبكة البصرة
الجمعة 23 ربيع الثاني 1433 / 16 آذار 2012
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

ليست هناك تعليقات: