عبدالله الصباحين/الأردن
النظام الرسمي العربي مأزوم لدرجة أنه يحاول جاهداً ولاهثاً أن يحرر نفسه من عباءة الاستحقاق الشعبي، محاولاً بالوقت نفسه أن يحافظ على مسافة ارتباطه بعدو الأمة العربية.
النظام الرسمي يرحل ملفات ويلقي ببعضها في حجر أنظمة تجاهد لتبقى موجودة باستجداء أمراء النفط لمنحهم بعض من مال العرب المنهوب، فتتم عملية الابتزاز في المواقف وتحميل النظام المستجدي ما لا يستطيع تحمله.
أمريكا تورطت في العراق وهي بين انسحابها وضغط أنظمة الخليج بالبقاء خوفاً من اقتراب العدو الفارسي من عواصمها، والعودة للخلف لسنوات أو عقد من الزمن كان التحالف الأمريكي الإيراني برعاية رسمية عربية لاحتلال العراق و وئد النهج القومي المقاوم، واليوم ينقلب السحر على الساحر و العملاء المصطفين المصفقين لدخول الدبابات الأمريكية وانتشار الحرس الثوري الإيراني بعاصمة الرشيد.
قلنا سابقاً ولسنا نتحدث باسم المقاومة وقيادتها الشرعية هنا ، ولكن للنصيحة اشرنا في أكثر من مقال وخطاب إلى أن الحل لوقف التمدد الفارسي وطرد أمريكا والاستقلال بالقرار الرسمي العربي هو فقط التحالف مع المقاومة العراقية التي تقاتل دفاعاً عن الأمة كلها وتقاتل ثالوث عداء الأمة العربية مجتمعاً .
النظام الرسمي العربي لا يرغب بالخروج من ظل الشيطانين الأمريكي والفارسي الصفوي ،بل تعود أن يبقى تابع بخلاف الشعب العربي الذي يثور في كل الأقطار دفاعاً عن الحرية والكرامة الوطنية، فينتهج النظام الرسمي اليوم أسلوباً فضاً وهشاً ونتن مليء بأقذر أنواع الخيانات وهو تصور تنفيذي لقرار سابق اتخذته أجهزته الأمنية"مؤتمر وزراء الداخلية العربية" بتوصية أمريكية عندما ، ضغط النظام الرسمي مستجدي المستعمر عدم الخروج من العراق حتى إعادته للقطيع بعيداً عن الوصاية الإيرانية ، وكم هم فاشلون حتى بتنفيذ القرارات ، فلا "حكومة" الاحتلال وكل أجهزة ما يسمى بالدولة تمثل حتى عشر الشعب العراقي، والممثل الوحيد هو المقاومة الوطنية التي تقود حرب التحرير والاستقلال.
ما يسوقه النظام الرسمي العربي مبرراً عقد القمة في بغداد هو إنهاء عزلة العراق عربياً وإعادة تفعيل السفارات وهو محاولة لتحجيم السيطرة الفارسية على المؤسسات الرسمية في العراق.
لا أحد واقصد شعبياً يدافع عن أنظمة مهترئة فاسدة والجميع يعرف بل هم على يقين أنها أنظمة فارغة هشة تصحح أخطائها بحماقات جديدة ، وتدير ظهرها لمن يستطيع حماية مشروع النهضة القومي ، وتدير ظهرها للأمة كلها على قاعدة "ما في بالقرية غير المعلم"، وهم ونقصد النظام الرسمي الأكثر حماقة وجهل وقصر نظر.
للمرة الألف نقول أن حركة التحرر العربي لا تسعى بأي شكل من الأشكال إلى إثارة الفوضى وتسعى للإصلاح بالوسائل الديمقراطية، والنظام الرسمي يصر باستكبار على تجاهل المقاومة بكل أشكالها وألوانها، وهو بهذا يدفع الأمور للتصادم الذي سيحسم لصالح الشعب.
مؤتمر القمة العربية الرسمية في بغداد لن يحسن من صورتهم ولن يعطي الشرعية لحكومة الاحتلال، بل سيكون بداية زوال النظام الرسمي العربي من التاريخ والوجود.
أن المقاومة بكل فصائلها وبقيادتها الشرعية قادرة أن تهزم أمريكا وإيران وتحمي العراق وتعيد للأمة العربية هيبتها، وهي القادرة على إعادة الأمور لنصابها في فلسطين المحتلة لإعادة معركة التحرير والتطهير لمربعها الشعبي الرافض للاعتراف والهدنة والمساومة.
التاسع والعشرين من آذار سيكون يوماً مختلفاً ليس كبقية الأيام.
00962795528147
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق