10 أكتوبر 2012

الأردن والتغيير المخيف ( لإسرائيل )- علاء الريماوي




    الكاتب علاء الريماوي
    ظلت الساحة الأردنية في فهم المؤسسة (الإسرائيلية) من أهم الساحات التي وجب الحفاظ على استقرارها لما فيها من تركيبة متداخلة في المجتمع والذي يحتوي على  نسب وازنة من الفلسطينيين .
    في تقرير لمعهد البحوث الإستراتيجية في الكيان  اعتبر الاردن أحد الركائز الأساسية التي تحفظ المنطقة من حرب كبيرة مع ( إسرائيل ) بسبب إعتدال قادتها والاهم طبيعة العلاقة القائمة على المصالح المشتركة .
    حديث المصالح هذا ذهب الى أبعد من ذلك حيث ظلت توصيات أجهزة الأمن (الاسرائيلية)  من خلال تقديراتها عن ردة الفعل على  النشاط( الإسرائيلي ) في القدس ، غزة  متوجسة من إضعاف نظام الحكم في الاردن و الذي تربطه علاقة إستراتيجية في الكيان برغم حديث البلاط الملكي الغاضب على (إسرائيل ) في شأن المفاعل النووي الأردني والذي بحسب المصادر الاردنية تعطله (إسرائيل) من خلال تحريض الدول الغربية على عدم التعاطي في هذا الملف  .
    التصعيد على الساحة الأردنية كان حاضرا على القناة الثانية العبرية من خلال نقاش مع نخبة سياسية حذرت من أن الانفجار في الاردن وشيك خاصة بعدما نجح الاخوان تجاوز احتجاجات الموضة الى غضب شعبي كبير في الجمعة الماضية .
    الحاضرون الى النقاش في القناة لم يخفوا أن توقف الربيع العربي عند المحطة السورية خدم النظام الاردني في السيطرة على الشارع ، لكن حالة الغضب المتزايدة على سياسة الحكومات ومنها الفشل في الملف الاقتصادي والاهم بقاء عناويين الحكم السابقة والمتهمة بالفساد جعل وتيرة الغضب الساكنة حاضرة وبقوة مما يجعل خيار التصعيد قائما ، لذلك بدت (إسرائيل) متخوفة من التصورات الاتية .
    1 . شكل الدولة مع التغيير : التقديرات (الإسرائيلية) تتحدث عن عناصر القوة في المجتمع الاردني والتي تتركز في العشائر والحركة الاسلامية ، عشائر الاردن وإن ظلت حليفة الملك إلا إنها قبلت دائما البقاء في المراتب المتدنية عن (الرقم 1) مما يؤهل حركة الأخوان إكتساح حالة التغيير المتوقعة والذي يعني التغيير الجوهري في طبيعة العلاقة مع الأردن .
    2 . شكل التحالفات الشرق أوسطية إذا نجح التغيير : تعتبر (إسرائيل) الأردن من اهم عناصر محور الخير الذي واجه حركات المقاومة للمشاريع الغربية من خلال ممارسته ودوره الأمني والسياسي البارز ، هذا الدور سينقلب في حال الثورة الى علاقة ستراعي حركة الصعود الاسلامي في المنطقة والتي ستضاف الى محور بدا يتبلور من مصرو  تركيا هدفه تحقيق إستقرار على الجبهة السورية التي تعني روح النجاح في بناء المنطقة .
    3 . انتهاء ما يسمى بالحدود الامنة والتي تعتبر الأردن آخرها بعد إشتعال جبهة سيناء وسوريا ، مما يجعل محط الأنظار كبيرا على الحدود الأردنية القابلة للاشتعال للحافزية الكبيرة التي تحرك الفلسطيني على الساحة الأردنية ومعه ثقافة كبيرة ظلت حاضرة في ثقافة الحركة الاسلامية التي يتسع تأثيرها .
    4. انتهاء الحيوية الأمنية والاستخبارية : ظل الأمن العربي ظهير الامن( الإسرائيلي) من خلال مستويات عليا من التنسيق عبر غرفة عمليات مركزية تشمل مصر ، الأردن ، إسرائيل ، السلطة ، وبعض دول الخليج العربي ، هذا التنسيق وفر للكيان حركة إختراق كبيرة عبر ما يعرف بالتنسيق الامني الذي أعطى  للكيان قدرة كبيرة على فهم المنطقة وبواعث قوتها .
    هذه التخوفات ليست الوحيدة لكن يظل الرهان في الكيان على رسوخ الحكم القائم الذي ظل متوازنا ثابتا برغم قلاقل المنطقة بفضل حركة التحالفات القوية مع عشائر الاردن وتحييد الفلسطيني عن مشهد المشراكة لتخوف العودة الى المواجهة والاستقطاب بين الفلسطيني والاردني .
    راسم السياسة في الكيان يضع متغيرا آخر وهو الاعتدال المبالغ فيه للحركة الاسلامية التي ظلت دوما عنصر الاستقرار في الدولة الاردنية .
    هذه المتغيرات وإن بدت متماسكة في حفظ الانتقال الى الثورة الا أن طبيعة الماضي لم تحسم صحة جدلية التغيير في السلوك من خلال ما ثبت في الربيع العربي في تونس ، مصر ، سوريا بل بات من اليقين أن لدى الاتجاهات في العقل العربي ما يخالف مقاسات علم الاجتماع الإنساني والتحليل المنطقي الذي ثبت فشله مثلا في الحالة الليبية .
    الحديث عن جبهة الاردن لا يعني أمنية التوتر هناك ، بل الأمنية الغالبة لدنيا هي إستيعاب الانظمة العربية لطموحات الجماهير وتوجهاتها الباحثة عن التغيير في زمن لم يرى العربي كرامة في وطنه الكبير ، لذلك بات من  المهم المبادرة للجلوس مع المعارضة لتحديد خارطة إصلاح من غير عنف ولا إراقة دماء ، لأن البديل لا سمح الله في الاردن سيكون عنيفا كما هي الحالة السورية .

ليست هناك تعليقات: