البداية- مدحت صفوت :
تعيد "البداية" نشر فتوى للإمام الأكبر الشيخ
محمود شلتوت شيخ الأزهر الراحل ترد على كتاب "الخطوط العريضة لدين الشيعة"
لمحب الدين الخطيب، والذي قامت مجلة الأزهر بإعادة نشره بعد 60 عاما من صدور طبعته
اﻷولى.. و تجيز الفتوى التعبد على المذهب الشيعي "الإمامية الاثنى عشرية"
كسائر مذاهب أهل السنة.
وكان الخطيب مؤلف الكتاب والدكتور محمد
عمارة الذي قام بتقديمه، قد وصفا الشيعة بالدين الفاسد، مشيرين إلى أنها ليست مذهبًا
أو طائفة، وإنما هي دين، لا يجتمع مع السنة في شيء، ويفارقها في اﻷلوهية والنبوة، وهذه
المباينةـ كما يقول عمارة- ليست مجرد اجتهاد عالم من كبار الشيعة فحسب، وإنما هي عند
الشيعة أحاديث معصومة ودائمة نسبوها إلى اﻷئمة المعصومين.
يذكر أن الشيخ شلتوت يعد أول من ألقى حديثا
دينيا في صبيحة افتتاح إذاعة القاهرة، كذلك عمل شلتوت على توحيد كلمة المسلمين ولم
شملهم والقضاء على الخلافات بين المذاهب بإدخال دراسة المذاهب في الأزهر. وجاء نص الفتوى
كالتالي:
قيل لفضيلته: ان بعض الناس يرى أنه يجب
على المسلم لکي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلد أحد المذاهب الأربعة المعروفة
وليس من بينها مذهب الشيعة الإمامية ولا الشيعة الزيدية، فهل توافقون فضيلتکم على هذا
الرأي على إطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مثلاً؟
فأجاب فضيلته: أن الإسلام لا يوجب على أحد
من أتباعه إتباع مذهب معين بل نقول: إن لکل مسلم الحق في أن يقلد باديء ذي بدء أي مذهب
من المذاهب المنقولة نقلاً صحيحاً والمدونة أحكامها في کتبها الخاصة، ولمن قلد مذهباً
من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره أي مذهب کان ولا حرج عليه في شيء من ذلک.
وأضاف شلتوت: إن مذهب الجعفرية المعروف
بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً کساير مذاهب أهل السنة.
فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلک وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما
کان دين الله وما کانت شريعته بتابعة لمذهب أو مقصورة على مذهب، فالکل مجتهدين مقبولين
عند الله تعالي، يجوز لمن ليس أهلاً للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقررونه في
فقههم ولا فرق في ذلک بين العبادات والمعاملات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق