الدكتور عادل عامر
ان انشاء استثمارات بطول خط قناة
السويس يعتبر من المشروعات الكبيرة جدا ولكن يجب ان تنتبة الحكومة ان المجري
المائي خط قناة السويس هو خط فردي مما يعيق حركة مرور السفن في اتجاهين وبالتالي
يكون هناك فائض اقتصادي مهدر فاذا قامت الحكومة بتوسيع مجري قناة السويس ليسهل
حركة مرور السفن في اتجاهين فسوف يضاعف هذا من الدخل العام لقناة أن الحكومة
المصرية أعدت دراسة وافية ومتكاملة لاستثمار منطقة قناة السويس من خلال منطقة
استثمارية عالمية حرة لتقديم الدعم اللوجيستى للملاحة في القناة من خلال صيانة
السفن وتمويلها وغيرها من الأنشطة الاستثمارية. ان تنميه محور قناه السويس تاتي في
مقدمه المشروعات القوميه التي تهتم بها الدوله، وأيضا تنميه محور طريق الصعيد - البحر
الاحمر «المحور الاول»، الذي يربط 6 محافظات في الصعيد بمناطق البحر الأحمر
ويستهدف التنميه بطول 414 كيلومتراً، لانشاء مدن سكنيه جديده وجامعات ومصانع. ان
الحكومة يجب ان تركز خلال الفتره المقبله
علي 3 محاور أساسيه هدفها نشر التنمية في المحافظات المختلفة، حيث يوجد 128
مشروعاً بـ27 محافظة جاهزه لبدء العمل فيها علي الفور. والمحور الثاني يتضمن
مشروعات الشراكه التي تتولاها وزارة المالية، والثالث يتعلق بمستقبل التنميه في
مصر خلال الـ30 عاماً المقبله. ويجب اعداد الوثيقه الرسميه لمشروع المنطقه
اللوجيستيه لقناه السويس، التي ستعرض علي مجلس الوزراء خلال اسبوعين، وانه سيتم
خلالها تشكيل لجنه دائمه من الوزارات المختصه للإشراف علي تنفيذ المشروع علي ان
تكون تحت اشراف وزير النقل.. ان هناك فجوه كبيره بين ما نمتلكه من قيمه عاليه
لموقع جغرافي لقناه السويس وبين العائد المتحقق منها، ولذا كان لابد علينا من رفع
الكفاءه الاستهلاكيه للقناه من خلال انشاء منطقه لوجيستيه لخدمه السفن وغيرها من
الخدمات، لكي تكون مركزا لوجيستيا عالميا، وفرصه كبيره لجذب مزيد من الاستثمارات
لمنطقه سيناء باكملها وليس لقناه السويس فقط.مع ضروره إعادة صياغة الاطار المؤسسي
لمنطقه السويس بحيث يضم جميع المؤسسات والهيئات العامله بمنطقه القناه وسيناء،
والتفكير في بدائل مختلفة لتنظيم وتنسيق العمل بين كل الهيئات والمؤسسات. ان يسهم
المشروع في تحويل مصر الي مركز للملاحه العالميه، برياً وبحرياً وجوياً، وهو ما
يتطلب اعاده صياغه منظومه النقل داخل مصر، وربطها بالدول المجاوره خاصه السعوديه
والسودان، مع امكانيه احياء الافكار السابقه الخاصة بإنشاء الجسور والطرق الدوليه
بين مصر وجميع البلاد المجاوره.
١٨ ألف سفينة تعبر القناة كل عام.. تصل
حمولاتها لنحو ٠٣٩ مليون طن.. تمثل ٨٪ من تجارة العالم.. تسدد رسوماً لا تقل عن ٦
مليارات دولار.أن الاكتفاء بدور »الكمساري« أو محصل رسوم العبور وكفي.. يعتبر
جريمة إهمال في استثمار موقع القناة علي مدي سنوات!.أيضاً الايراد الحالي ضئيل
للغاية مقارنة بإمكانات المنطقة.. وأن العائد الحقيقي لأعظم مجري ملاحي في العالم..
يجب أن يرتفع لأضعاف هذا الرقم.. »فالقناعة كنز لا يفني« شعار لا يصلح في المنافسة
الاقتصادية الدولية.. ولا في دنيا الاستثمارات البحرية!.هذا الأمر ، وهناك أكثر من
مشروع ظهر في السنوات الأخيرة لتطوير المنطقة المحيطة بالقناة لتصبح بورصة العالم
الرئيسية في تقديم الخدمات البحرية.لكن الغريب.. أن لا أحد، ولا إدارة القناة
نفسها فكرت في عقد مؤتمر علمي موسع يدرس تلك المشروعات ويدمج المفيد منها في مشروع
واحد يحقق أعلي عائد!!.
إسرائيل تنحت الصخر
المثير للتعجب أن يحدث هذا البطء
الشديد وغياب إرادة التطوير في أداء القناة وفي محيطها، علي طريقة »من رضي بقليله
عاش«، وأنه ليس بالإمكان أحسن مما كان.. في الوقت الذي يفكر فيه المنافسون في جذب
جزء من السفن العابرة في القناة للعبور عبر أراضيها.. فإسرائيل تنحت الصخر من أجل
تنفيذ مشروع قناة البحرين لنقل البضائع من إيلات علي البحر الأحمر إلي أشدود علي
البحر المتوسط، علي أن يكون جزءاً من الطريق بالسكة الحديد والجزء الآخر عبر البحر
الميت.
خدمات بحرية منافسة
وكذلك روسيا تبحث إعادة الروح مرة
أخري للخط الحديدي الممتد من شرق آسيا حيث أكبر منطقة للتجارة الدولية عند الصين
واليابان وكوريا إلي أوروبا عبر سيبيريا، بخلاف شبكة نقل البترول عبر الأنابيب
والتي ستشهد تزايداً خلال السنوات القليلة القادمة مما سيؤثر علي حركة عبور السفن
في القناة بالسلب.
٠٣١ كيلومتراً نادرة
< ماذا نفعل إذن لتطوير القناة.. وتفويت
الفرص علي المنافسين؟!
ـ الحل سهل وبسيط لو بدأنا العمل
فوراً وعدم ترك مشروعات التطوير »نايمة في العسل« كما يقول د.نشأت الديهي خبير
النقل البحري مؤكداً: لدينا في مصر جوهرة ليس لها مثيل علي مستوي العالم، هي
المسافة الممتدة من السويس جنوباً إلي بورسعيد شمالاً بطول ٠٣١ كيلومتراً موازية
لساحل قناة السويس، إنها منطقة نادرة وغير متكررة، لكننا ـ للأسف ـ نتعامل معها
ببلادة شديدة وإهمال جسيم كالجريمة بعد أن ارتضينا أن نقوم بدور المحصل أو
الكمساري الذي يكتفي بالأجرة، وكان علينا أن نحول المنطقة لأضخم مركز للخدمات
والصناعات البحرية في العالم.
شريان للتجارة الدولية
لكن الوقت لم يفتنا.. هكذا يفتح
الخبير البحري نافذة أمل في تنمية منطقة القناة قائلاً: إن تقسيم هذا الشريط إلي
مناطق متخصصة صناعية وخدمية وتجارية، يتم فيها بناء الترسانات والسفن وإصلاحها،
بجانب صناعة الحاويات، إضافة إلي منطقة فندقية لخدمة البحارة والسياح والخبراء
بالمنطقة، كفيل بأن يحول مصر في ظرف خمس سنوات إلي قوة اقتصادية كبري علي مستوي
العالم، لأن ساحل القناة هو الشريان الرئيسي للتجارة الدولية بين الشرق والغرب.
ما نحتاجه فقط لتحقيق كل ذلك.. كما
يقول الديهي مجرد قرار يصدر من مجلس الوزراء بإنشاء هيئة لإدارة ساحل التنمية، مع
العلم بأن تمويل استثمارات هذه المشروعات ميسر للغاية سواء من خلال التسهيلات
الدولية أو بنظام المشاركة التمويلية المعروف بإسم الـ»بي.أو.تي« نظراً لتمتع هذه
المشروعات بنسبة ثقة كبيرة، وربحية عالية.
مصانع عائمة
أن تنفيذ المشروع علي هذا النحو يمكن أن يقودنا
إلي نتيجتين في غاية الأهمية بخلاف تحقيق المكاسب المادية، أولها الحل الجذري
لمشكلة البطالة أمام شباب مصر، خاصة إذا أقمنا علي هامش المشروع مؤسسات تعليمية
وبحثية وإعادة تأهيل الشباب عن طريق التدريب بما يخدم المنطقة كلها.
أما النتيجة الأهم في إقامة قلاع
صناعية عائمة، بمعني إقامة خطوط إنتاج لسلع معينة علي السفن لتصبح مصانع عائمة
تستثمر وقت الإبحار في التصنيع، وبذلك نختصر الوقت والتكاليف، فإذا كانت هناك وصلة
بحرية تستغرق شهرا، ودورة انتاج السلعة تستغرق اسبوعا فإنه يمكننا استغلال زمن
الإبحار في تصنيع ٤ تشغيلات من السلعة لتصل إلي أسواق التصدير في زمن قياسي بأقل
التكاليف وهي طريقة إنتاج ابتكرها الصينيون ونحن أولي بها في منطقة قناة السويس.
دجاجة تبيض الذهب!
خسائر التأخير في تطوير القناة
والمنطقة المحيطة بها يطلق علي هذه الخسائر تكلفة الفرصة الضائعة، وهي تمثل القيمة
المضافة علي الاستثمارات الحالية للقناة.لأمر أشبه بالقطن المصري عندما كنا نصدره
خامة، وقيمته عندما بدأنا نصدره كمنتج نهائي، وهو ما ينطبق أيضاً علي البترول
الخام أو بعض صناعات التكرير والبتروكيماويات، كذلك الأمر بالنسبة للوضع الحالي
لقناة السويس مقارنة بوضعها إذا طورناها وأقمنا حولها مشروعات للخدمات البحرية
فإنها يمكن أن تكون الدجاجة التي تبيض الذهب في الخزانة المصرية وتحل مشاكل
الاقتصاد المصري بما يفوق إيرادات البترول لأي دولة بترولية كبري.حجم هذه الفرص
الضائعة بقيمة تتراوح ما بين ٠٠١ مليار جنيه إلي ٠٠١ مليار دولار سنوياً حسب مدي
التأخير في تنفيذ المشروع.. فكل يوم يمر علينا دون استثمار المنطقة هو نزيف من
الخسائر أو الأرباح غير المحصلة.. إننا نخسر كثيراً من عدم استثمار أعظم ممر ملاحي
دولي في العالم بأسره.نظرا لشدة الورطه التى وقع فيها النظام عندما قام برهن قناة
السويس , ونظراً للضغط الذى يواجهه النظام من الملاك الجدد لرغبتهم فى طرح ملكية
القناه فى السوق الدوليه للبيع , وذلك لعدم قدره النظام المصرى على السداد , ولخشيته
من فضح الامر, قبل الافراج عن مبارك وأبناءه, وايضا حتى تتوقف الشركه المالكه عن
الضغط من اجل طرح القناه للبيع حتى الخريف القادم. قام أولى الامر ومن بينهم فايزه
ابو النجا بطرح اراضى بالدوله للبيع على المصريين المغتربين قيمة المتر تتراوح من200
إلى 675 دولاراً ,على ان يتم الشراء بالدولار, وذلك لسد فوائد السندات التى اصدرت
بضمان قناة السويس والهدف المعلن هو سد عجز الموازنه. كما قام النظام باصدار سندات
بالدولار في طرح دولي مع بنك الاهلي وبنوك أجنبية بقيمة ١٠٠٠ دولار للسند بفائدة ٤٪
وهو مايفوق العائد علي الدولار المقرر من أمريكا ب ٣.٥٪ وهو ما يعنى ان مصر تستلف
من مالكى هذه السندات بخساره اكبر من اى دوله بالعالم , ويتم ذلك في دول العالم مع
بنوك مختلفة تحت دعاية إدعم إقتصاد مصر وذلك لتمويل سداد فوائد السندات التى تم
اصدارها بضمان قناة السويس, وكل ذلك فقط لتسكين افواه الملاك الجدد حتى يتم
الافراج عن مبارك والحاشيه وكذلك تصدير الحكومه الجديده والرئيس الجديد فى مشاكل
اكبر من ان تحل .الاسوأ ان هناك انباء عن بيع احتياطى مصر من البترول ورهن البعض
الآخر... فى عام 2004 مصر وافقت على (((( رهن قناة السويس )))) وكانت ابو النجا
شاهده على هذه العقود ,لشركه استثماريه أمريكيه (صهيونيه) كبرى لضمان القروض دى . وحصلت
الازمه العالميه فى عام 2008 مما اضطرت الولايات المتحده فى صورة هذه الشركه الى
التلويح بعرض ملكيتها لقناة السويس على شكل اسهم فى البورصه الدوليه للبيع عشان
تاخد فلوسها.. دا فيديو لشفيق فى 9 فبراير 2011 بيرد على سؤال صحفى حول وضع قناه
السويس. فرد عليه وقال اننا نطمئن اصحاب القناة ثم اكد بقوله ملاك القناه مرتان. ولو
كان ملاك القناه هم الشعب المصرى لقال نطمئن الشعب المصرى. ولكنه خصص القناه
بملاكها واصحابها فيما يعنى انها ليست ملك للشعب.
* دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون
العام
*ورئيس مركز المصريين للدراسات
السياسية والقانونية والاقتصادية
*عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات
الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق