13 أكتوبر 2023

زهير كمال يكتب: أهل غزة أحق بغلافها

وإذا لم يكن من الموت بدّ                     فمن العار أن تموت جبانا

                                                               المتنبي

بلغ وزن القنابل التي رماها الطيران الإسرائيلي على غزة حتى الآن 4000 طن خلال فترة وجيزة بلغت خمسة أيام، وما زال هذا الطيران مستمراً بهذه المهمة مما أدى الى نزوح 425000  نسمة من المدنيين من أماكن سكناهم الى أماكن أخرى مثل المدارس وبيوت الأقارب، أضف الى ذلك منع الوقود

والماء والغذاء عن سكان غزة الذي وصفهم وزير الدفاع الإسرائيلي بأنهم حيوانات بشرية، أي أن سكان غزة عبارة عن قطيع مثل الغنم أو الكلاب ولا يهم إن ماتوا أو عاشوا. ومما لا شك فيه ان هذا التصريح يعكس رأي كثير من الساسة الإسرائيليين الذين ينظرون إلى الفلسطينيين كمرتبة أدنى وهي النظرة النازية التي عانى منها اليهود أنفسهم ولكنهم نسوا ما عاناه أجدادهم.

وبالطبع فإن كل عاقل شريف في هذا العالم يرى أن ما تفعله آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية هو جريمة ضد الإنسانية، وسيأتي اليوم الذي سيحاسب فيه كل هؤلاء العنصريين ابتداءً من رئيس الوزراء نتنياهو وجالانت وحتى الطيارين الذين يرمون القنابل على السكان المدنيين وهم يرون بأم أعينهم أنها أهداف مدنية، ولن يجدوا أي عذر أو مبرر.

هدف إسرائيل الحقيقي هو إخراج الفلسطينيين خارج قطاع غزة ودفعهم إلى سيناء، وهو الأمر المرفوض من هؤلاء الضحايا المدنيين ومرفوض من مصر التي لا تستطيع تحمل أعباء جديدة.

هدف هذا المقال هو اقتراح تنظيم أكبر عدد ممكن من هؤلاء المدنيين الذين لم يعودوا يملكون سكناً ومهددين بالعطش والجوع  الى السير الى داخل فلسطين والسكن في المستعمرات الخالية من سكانها فيما يطلق عليه غلاف غزة، وبالطبع فإن هذه المسيرة لا بد وأن تكون طوعية لمن يرغب فهناك احتمال الموت وارد جداً.

في تحليل موضوع المستعمرات الخالية من السكان؛ تعتبر الحكومة الإسرائيلية أكبر حكومة في العالم تمتلك العقارات، فهي تستغل المساعدات الأمريكية لبناء المساكن في مناطق مختارة بعناية وتخدم استراتيجية السيطرة على المناطق المحتلة عام 1967 في الضفة الغربية وفي المناطق الحدودية سواء في الجنوب فيما يسمى غلاف غزة أو في شمال فلسطين قريباً من الحدود اللبنانية والسورية في الجولان.

تقوم الحكومة الإسرائيلية ببيع هذه المساكن بنصف السعر وبقروض مخففة للإسرائيليين، مما يغري السكان اليهود بشرائها والانتقال للعيش فيها، ولهم العذر في ذلك، فكل الناس يحلمون بشراء بيت رخيص يسكنون فيه، ولكن تبقى هناك مشكلة في هذا الموضوع، أنه في حالة حدوث طارئ ما مثل الحرب يكون هؤلاء السكان أول من يتركون سكنهم لسبب بسيط أن وجودهم كان بدافع اقتصادي وليس وطنياً. بينما نجد في المقابل أن الفلسطينيين الذين تدمر إسرائيل بيوتهم يقومون بنصب خيام فوق أطلال بيوتهم.

ولهذا السبب أنه عندما تأمر الحكومة الإسرائيلية بإجلاء منطقة ما يقوم السكان فوراً بإخلاء بيوتهم، لاحظنا ذلك في الحرب الحالية عندما أمرت بإخلاء مستعمرات غلاف غزة وشمال فلسطين.

ولهذا لا أجد طريقة لتخريب مخططات العدو سوى زحف السكان الغزيين بأعداد هائلة نحو هذه المستعمرات، وفي حالة انهيار الهدنة الهشة مع حزب الله وبدء الحرب، فان زحف سكان المخيمات في جنوب لبنان مثل عين الحلوة واحتلال هذه المساكن الفارغة أمر حيوي وبداية إنهاء هذا الكيان الغاصب وتحرير فلسطين من النهر الى البحر.     

هذا حل من خارج الصندوق حين لم تفلح الحلول من داخله.  

ليست هناك تعليقات: