09 يونيو 2012

مجلس رئاسى لا .. دستور غير دستوري نعم .. اللى إختشوا مااااااااااتو



مقال لكاتبه
انزعج البعض من دعوة « الميدان » إلى تشكيل مجلس رئاسى مدنى، وقالوا إن الإقدام على هكذا خطوة سوف يجعلنا مضحكة أمام العالم! كلام رائع .. ولست أدرى من أى بئر ينضح هؤلاء بكلامهم الذى يعبر عن الخوف من الفضيحة قدام الأجانب ، هؤلاء الذين تعمى أبصارهم عن رؤية ما يراه الجميع بوضوح ! 
تشكيل مجلس رئاسى مدنى أمر مضحك ، لكن استفتاء الشعب على « تسع مواد » ثم قيام المجلس العسكرى بإصدار إعلان دستورى يشتمل على أكثر من ستين مادة أمر غير مضحك! وتبرئة مساعدى « العادلى » من تهمة القتل فى حين تم الحكم على كبيرهم وكبير كبيرهم بالمؤبد أمر غير مضحك! وتبرئة حسين سالم من محكمة مصرية فى الوقت الذى أدانته محكمة إسبانية ووافقت على تسليمه إلى مصر أمر غير مضحك! وتبرئة «المخلوع» من تهمة الفساد المالى رغم أن البنوك الأوروبية حجزت على فلوسه والقريب والبعيد على يقين من فساد ذمته أمر غير مضحك؟! وحديث المشير طنطاوى عن الجيش الذى حمى الثورة ورفض إطلاق النار على المتظاهرين ثم تأكيده فى شهادته أمام المحكمة أن « المخلوع » لم يعطهم أوامر بإطلاق النار أمر غير مضحك؟! وكلام عمر سليمان فى شهادته أمام المستشار أحمد رفعت عن الأجانب الذين دخلوا مصر أيام الثورة وقاموا بقتل المتظاهرين ثم خرجوا من « المحروسة » بمخابراته آمنين سالمين ليس كلاماً مضحكاً؟!
ثم تعال إلى مشهد الانتخابات الرئاسية لترى قمة الكوميديا. اللجنة العليا للانتخابات تستبعد أحمد شفيق بعد تعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية القاضى بعزله ، ثم تعود وتقبل طعنه وتدخله سباق التنافس ، وتقرر اللجنة بعد ذلك إحالة قانون العزل إلى المحكمة الدستورية ، تخيل : اللجنة التى يترأسها المستشار فاروق سلطان تحيل القانون إلى المحكمة الدستورية التى يترأسها « سلطان » أيضاً ( حتى وإن أعلن تنحيه عن نظر مادة العزل )، أليست تلك نكتة ؟! تعال كذلك إلى عدد الناخبين الذى زاد تسعة ملايين ناخب بقدرة قادر خلال بضعة أشهر تفصل بين الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية وقل إن هذ أمر غير مضحك! انقل المشهد بعد ذلك إلى سجن طرة حيث خرج علينا أحد المسئولين به ليؤكد أن المخلوع يُعامل كسجين عادى ، وليس سجيناً بشَرطة ، ثم نفاجأ بعد ذلك بزوجتى ولديه وزوجته يتوجهن لزيارته -طبقاً للزيارة المنحة فى عيد العمال !- ليوفرن له بعض البيجامات والترنجات الزرقاء لأن السجين -الذى يُعامل بشكل عادى تماماً - يرفض ارتداء البدلة الزرقاء وأعلن الاكتئاب العام تمهيدا لخروجه إلى مستشفى المعادى العسكرى. كل هذه الأمور عادية وغير مضحكة ؟ المضحك فقط فى كل ما يحدث حولنا هو تلك الفكرة « الفكراء » التى عطس بها الميدان لتكوين مجلس رئاسى .. صحيح اللى اختشوا ماتوا !

ليست هناك تعليقات: