د.يحيى القزاز
الحمد لله.. فوز مرسى أثلج صدرى وجعلنى فى سعادة غامرة، فكنت أخشى أن يقال أن الشعب الذى ثار وضحى بدمائه ورفض النظام الفاسد الخائن عاد واختاره طواعية فى انتخابات ديمقراطية، الحمدلله شعب عظيم مازال يصر على رفض الخونة وعلى عدم عودة النظام الفاشى. فوز مرسى لايعنى انتصار الثورة، فالثورة فارقتها الجماعة مبكرا وتركتها تترنح فى ميادين مصر بل يعنى منع عودة نظام مبارك مرة أخرى من خلال صناديق الاقتراع. تهنئة من القلب واجبة للدكتور مرسى ولفصيل يعرف طريقه ويملك آلياته، ولاعزاء للمتنازعين.
مصر الآن فى خطر وفى لحظ فارقة، وعلينا بأن نحافظ على ما تحقق من نصر يحافظ على شرف دماء الشهداء، وعلينا بأن نقف خلف الرئيس المنتخب إن لم يكن اقتناعا فعلى الاقل دفاعا عن حرية وطن وكرامته، ومقاومة لعودة نظام خان الوطن يريد أن يأتى ثانية يدوس فوق دماء الشهداء، فهل اختلافاتنا السياسية تجعلنا ننسى ونسمح لخونة الوطن أن يعودوا ثانية منتصرين يدنسون أطهر أرض روتها دماء أطهر شهداء؟! لا بد من التكاتف فى تلك اللحظة، وبعدها نختلف وليكن ما يكون.
لدى الكثير من المواجع والتحفظات، وأعرف أن الجماعة لا تعرف إلا نفسها، الجماعة شعارها "ما تحتاجه الجماعة يحرم على الشعب"، أعرف الكثير والمزيد لكننى لا أريد أن افسد لحظة فرح نادرة، لحظة صد هجوم تتار مبارك الخائن بصناديق الانتخابات. وعلى المجلس العسكرى أن يسلم السلطة للدكتور محمد مرسى فى نهاية يونيو، وكفاه لف ودوران، فكثرة اللف والدوران قد تصيبه بإغماءة تعريه بعد أن افتضح أمره وهو فى آواخر العمر.
أبلغ درس فى فوز د.مرسى هو أن الشعب مهما اختلفت أراؤه يظل يدا واحدة تضرب فى عدوها النظام الفاسد الخائن، يد واحدة مهما تباعدت اصابعها، ورفض بعضهم المشاركة -مؤقتا- فى المواجهة. ونحذر اللجنة الآلهية من تغيير النتائج فى آخر لحظة لصالح الفريق شفيق. ما اجمل ان ترى اعداء الوطن صرعى يترنحون بإيدى ابنائه البررة. الفريق أحمد شفيق مكانه سجن طرة وليس قصر الرئاسة. المعركة مازالت مستمرة مع الوكيل الرسمى لنظام مبارك المدعو بالمجلس العسكرى الذى تجلت نواياه بإصداره إعلانا عسكريا جديدا يهيمن به على الحياة السياسية ويجعل الرئيس المنتخب "رئيس شرف"، الثورة مازالت مستمرة، والفوز بالرئاسة ماهو إلا التأكيد على أن الشعب يرفض عودة الخونة، فهل سينضم الإخوان للثورة ويناضلون من اجل استكمال مهامها وتحريرها من قبضة الوكيل الرسمى لمبارك أم أنهم سيلجأون للصفقات والتعاملات البينية بينهم وبينهم وكلاء مبارك، وهذا ليس بجديد عليهم. امام الإخوان فرصة نادرة بالانضمام حقيقة للثورة، وعليهم ان يعوا الدرس ويعرفوا أن الحرب بدأت ضدهم فعلا بالإعلان الدستورى الجديد وتقليص صلاحيات الرئيس المنتخب، ويعرفوا وأن كل من منحهم صوته ليس منتميا للجماعة بقدر ماهو منتمى للوطن وحريص على عدم عودة النظام الخائن. انتقاداتى للجماعة لاتقلل من فرحتى بفوز د.مرسى، ولا تحجب صريح تهنئتى له ولكل من سانده. مرحلة جديدة تتطلب عملا توافقيا.. أشك ان يمضى الإخوان فى طريقه. نعم أعترف بالدكتور محمد مرسى رئيسا شرعيا لجمهورية مصر العربية مهما اختلفت أراؤنا. من ارتضى قواعد اللعبة عليه بألا يرفض نتائجها. الديمقراطية هى لعبة الكراسى الموسيقية، والديكتاتورية هى لعبة الإقصاء والاجتثاث.
فجر الاثنين 18/6/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق